خير جليس في الزمان الكتاب حيث يقال دائما إن الذي يقرأ كتبا كثيرة يصبح أكثر قدرة علي فهم وجهة نظر الآخرين وأكثر ثقة بنفسه، والقراءة لها فوائدها المتعددة وهي أحد المقاييس التي يقاس بها تقدم المجتمعات ورقيها ومن ثم فإن الكتاب كان ومازال أكثر الإبداعات التي أثرت في البشرية. ومن هذا المنطلق أشادت الصحفية "ريما كيروز" في تقرير لها بمجلة زهرة الخليج بمحاولة لإحصاء أكثر الكتب تأثيرا ومبيعا في تاريخ البشرية ومن ثم تم اختيار الأشهر منها مثل كتاب "فن الحرب" وهو أطروحة عسكرية صينية كتبها "سون تزو" في القرن السادس قبل الميلاد والذي يضم 13 فصلا كل فصل منها مكرس لإحدي خصائص الحرب وكان هذا الكتاب ملهما لزعماء كثيرين مثل نابليون وماوتسي تونج وتمت ترجمته إلي 29 لغة.. والكتاب الآخر الذي يعد من أعظم المؤلفات التي خدمت البشرية هو كتاب "مقدمة موسوعة العلامة ابن خلدون" الذي ألفه ابن خلدون التونسي المولد في عام 1377 وتناول فيه جميع ميادين المعرفة من الشريعة والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والعمران والاجتماع والسياسة والطب وهو الكتاب الذي سبق به ابن خلدون غيره من المفكرين للعديد من الآراء والأفكار حتي اعتبر علي أساسه مؤسسا لعلم الاجتماع. ووفقا لمجلة زهرة الخليج يلي هذا الكتاب في الأهمية كتاب "الأمير" للفيلسوف الإيطالي "نيكولو ميكيافيللي" وهو من أكثر الكتب ذائعة الصيت والتأثير في الوعي الإنساني والذي تم تأليفه عام 1513 وبالرغم من سمعة الكتاب السيئة إلا أنه لايزال حتي اليوم البعض من الساسة ينتهجون مبادئه ويعتبرون النصائح الواردة فيه من قبيل الدهاء والذكاء السياسي. وأشارت "ريماكروز" إلي كتاب "المبادئ" للعالم البريطاني "إسحق نيوتن" عام 1867 الذي يعد من أعظم الكتب التي أثارت البشرية ويعتبر النواة الأولي للطفرة العلمية والفيزيائية والرياضية التي اعتمد عليها سائر العلماء والفيزيائيين فيما بعد في اختراعاتهم العلمية إلي يومنا هذا. ويلي هذا الكتاب في الأهمية "كتاب النسبية" لعالم الفيزياء الألماني العبقري "ألبرت أينشتاين" عام 1916 والذي طور مفهوم الفيزياء الكلاسيكية لنيوتن وأدي إلي ظهور علوم جديدة مثل الفيزياء الفلكية وعلم الكون. وهناك كتاب "دورة الأجرام السماوية" لعالم الفلك البولندي "كوبرنيكس" عام 1539 الذي أطلق علم الفلك بمنظوره الحديث. وكذلك كتاب "أصل الأنواع" لداروين عام 1859 الذي أحدث ضجة لتصادمه مع الموروثات الدينية وأعتبر حجر الأساس للعقلية الأوروبية البحثية والفلسفية إلي اليوم.. وأوردت "ريما كروز" في تقريرها كتاب رأس المال "لكارل ماركس عام 1867 وهو عماد الاقتصاد السياسي الماركسي.. وتأتي أيضا "قصة مدينتين" للكاتب الإنجليزي "تشارلز ديكينز" عام 1859 من الكتب التي حققت مبيعات هامة تجاوزت 200 مليون نسخة حول العالم وكانت الرواية الأكثر تدريسا في المدارس الثانوية في الكثير من دول العالم لما تحويه من مفردات لغوية رائعة وأبعاد إنسانية وتاريخية لايمكن تجاهلها. وفي العصر الحديث تأتي سلسلة روايات "هاري بوتر" للكاتبة البريطانية "ج ك رولنج" عام 1997 والتي أنتج منها 8 أفلام سينمائية حققت أرقاما قياسية وترجمت 7 كتب من السلسلة إلي معظم لغات العالم ومنها اللغة العربية.