شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأحد الماضي، احتفالية عيد العلم، بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريريك الكرازة المرقسية، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين. شاهد الرئيس فيلماً تسجيلياً في بداية الاحتفال عن البحث العلمي وبنك المعرفة، كما استمع إلي كلمة كل من الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اللذين استعرضا خلالها جهود تطوير التعليم الجامعي وما قبل الجامعي ومنظومة البحث العلمي، وأشادا بحرص القيادة السياسية علي إحياء الاحتفال بعيد العلم بعد توقف، وما يعكسه ذلك من إرادة لتكريس قيمة العلم والبحث العلمي في مصر، كما تسلم الرئيس »درع عيد العلم» من وزير التعليم العالي والبحث العلمي. وكرّم السيسي علماء مصر الفائزين بجوائز النيل، وجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية والدولة للتفوق، كما كرم أوائل الجامعات والثانوية العامة والدبلومات الفنية ومنحهم أنواط الامتياز. وكلف الرئيس خلال كلمته، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بإنشاء صندوق لرعاية المبتكرين والنوابغ من الشباب والنشء، يشارك فيه القطاع الخاص والمجتمع المدني بجزء من موازنتهم المخصصة للمسئولية المجتمعية، علي أن يتولي هذا الصندوق أيضاً دعم إنشاء المدينة المصرية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار بالعاصمة الإدارية الجديدة، كما وجه وزير التعليم العالي والبحث العلمي باتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة عدد الجوائز التي تمنحها الدولة في المجالات كافة، ومضاعفة قيمتها المالية. وأعلن السيسي، عن أربع جوائز جديدة للابتكار، في مجالات الزراعة والغذاء، والصحة والدواء، والطاقة والمياه والصناعة، تخصص للشباب المبتكرين، علي أن تكون قيمة الجائزة 250 ألف جنيه، وأن يتم بدء العمل بذلك اعتباراً من إعلان جوائز هذا العام. وأشار السيسي، إلي أن مصر كانت منذ فجر الحضارة الإنسانية، مهداً لفكرة العلم ذاتها، وعلي أرضها المقدسة برع أجدادنا العظام في إهداء العالم اختراعات وأفكار وفلسفات، مازال أثرها ينبض حياً في كل ركن من أركان العالم، فتعددت الإسهامات المصرية في جميع مجالات العلم، مثل الكتابة علي ورق البردي، والرياضيات والهندسة والعمارة، والطب والجراحة والتشريح، والفلك وحساب الزمن، وغير ذلك مما يضيق المجال عن ذكره، ولكن تتسع له حتي يومنا هذا دراسات الباحثين، التي مازالت تتوالي في علم المصريات، لاكتشاف ودراسة الأثر الخالد الذي أهداه هذا الوطن العظيم إلي البشرية بأجمعها». وأضاف: »اليوم، نجد أنفسنا مطالبين أكثر من أي وقت مضي، بتجديد قيمة العلم والمعرفة في حياتنا، واستلهام عظمة ماضينا، لبناء واقع جديد، لا يقل عما شيده أجدادنا وإنما يزيد عليه.. نجد أنفسنا أمام ضرورة حتمية، تقضي بأن يتبوأ العلم مكانته في بلادنا، ويصبح علي قمة هرم أولوياتنا ومنظومتنا القِيَمِيَة، كثقافة ومنهج تفكير، وليس فقط كممارسة عملية». أضاف السيسي قائلًا: »إننا نؤمن بأن العلم والتكنولوجيا والإنتاج هي مكونات أساسية في عملية التنمية الشاملة، فالعلم هو أساس التكنولوجيا، والتكنولوجيا هي الركيزة الأهم للإنتاج، والإنتاج هو عصب التنمية وجوهرها، ولا يمكن لأمة تطمح في مستقبل أفضل إلا أن تضع العلم الحديث في مكانه المُستحَّق، إيماناً بأن هذا هو الطريق الأكثر فاعلية لتحقيق ما نصبو إليه من نمو اقتصادي مستدام، وتنمية اجتماعية شاملة». وقال الرئيس إن الدستور مهد الطريق أمامكم، شباب مصر وعلماءها، فجعل التعليم حقاً للجميع، وكفل حرية البحث العلمي، وألزم الدولة برعاية الباحثين والمخترعين، وضمن حقوق الملكية الفكرية، وقد قامت السلطة التنفيذية، وتقوم بدعم جهود وأنشطة البحث العلمي باستمرار؛ ففي السنوات الثلاثة الأخيرة، زاد حجم الإنفاق الحكومي علي البحث والتطوير من 11.8 مليار جنيه، إلي 17.5 مليار جنيه بزيادة قدرها 47 ٪ وذلك بخلاف الدعم المباشر الموجه لبعض المشروعات القومية التي تدعم منظومة البحث العلمي في مصر، مثل مشروع بنك المعرفة، ومشروع مدينة زويل، والجامعة المصرية اليابانية. وأشار السيسي، إلي أن المجتمع المصري في أمس الحاجة لمخرجات علمية وتكنولوجية جديدة ومتطورة، في مجالات الصحة والدواء، والزراعة والغذاء، والبتروكيماويات، والفضاء والسيارات والطاقة البديلة بجميع أنواعها، ومعالجة المياه وتحليتها، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأوضح الرئيس أن مصر وهي تكرم علماءها، فإنها تقدم النموذج والقدوة لشباب الباحثين والمبتكرين، وتطالبهم بأن يدركوا أن الغد أشد بأساً من الأمس، وأن شعبهم ينظر إليهم نظرة إجلال وأمل، للتفاعل مع أدوات العصر والتمكن منها، وتطويعها لصناعة مستقبل أفضل لهذا الوطن، مضيفاً:»ولذلك، فإنني أطالب الحكومة، بمضاعفة الجهود والتفاني في تقديم كل العون لعلماء مصر الأجلاء وشبابها المبدع». وفي ختام كلمته، توجه الرئيس السيسي بكل التحية والتقدير والاحترام لعلماء مصر وشبابها من المبدعين والمخترعين والباحثين، قائلاً لهم:»لا تدخروا طاقة ولا جهداً في سبيل رفعة هذا الوطن وتنميته وتطويره، واعلموا أن الدولة والشعب بأسره ينتظران منكم ملاحقة التطور العلمي والتكنولوجي، والمساهمة الفاعلة في بناء حضارة مصرية جديدة، تستلهم حضارة الأمس وتتفوق عليها». المكرمون وكرم الرئيس عبد الفتاح السيسي كلاً من: نوط الامتياز من الطبقة الثالثة للطالبة أسماء رجب حامد عرفة المركز الأول مكرر علمي علوم دشنا، والطالبة آلاء محمد محمود عثمان الديب المركز الأول مكرر علمي علوم ذ الزيتون، والطالب باسم محمد إدريس المركز الأول مكرر علمي علوم سوهاج، والطالب محمد حازم حلمي عيسي المركز الأول مكرر علمي علوم دمياط الجديدة، والطالب محمد مبروك محمد عوض سويف المركز الأول علمي علوم ذ أبو حمص، والطالبة يارا عفيفي عبد الرحمن عبد الفتاح المركز الأول علمي علوم الشرقية، والطالبة ساندرا إبراهيم ميخائيل المركز الاول أدبي شبرا. كما كرم الرئيس الطالب محمد علي محمد طعيمة المركز الأول مكفوفين الزقازيق، والطالبة آية الله مسعود عبد الجواد تكريم خاص لذوي الاحتياجات الخاصة. وكرم أيضا أوائل شهادات الدبلومات الفنية لعام 2017 وهم: نوط الامتياز من الطبقة الثالثة للطالبة وفاء محمد السيد منصور دبلوم المدارس الثانوية الفنية التجارية نظام السنوات الثلاث كفر الشيخ، والطالب محمد صديق علي صديق دبلوم الدراسة الفنية المتقدمة الصناعية نظام الخمس سنوات الإسكندرية، الطالبة دميانة وديع موسي ميخائيل دبلوم المدارس الثانوية الفنية الصناعية نظام السنوات الثلاث الشرقية، الطالبة دعاء محمد إسماعيل دبلوم المدارس الثانوية الفنية الصناعية نظام السنوات الثلاث البحيرة، والطالبة شروق أحمد السايح محمود دبلوم المدارس الثانوية الفنية التجارية للتعليم والتدريب المزدوج نظام الثلاث سنوات الإسكندرية، والطالبة ماري سعدي بشاي دبلوم الدراسة الفنية المتقدمة التجارية نظام الخمس سنوات المنوفية، والطالبة مروة محمود أحمد صالح دبلوم المدارس الثانوية الفنية الصناعية للتعليم والتدريب المزدوج. وأيضًا الطالبة سمر خالد زكريا محمد دبلوم الدراسة الفنية المتقدمة للشئون الفندقية والخدمات السياحية نظام الخمس سنوات الفيوم، والطالبة يسرا أحمد محمد عبد العظيم دبلوم المدارس الثانوية للشئون الفندقية والخبرات السياحية نظام الثلاث سنوات القاهرة، والطالبة آية ابراهيم عبد العزيز ابراهيم دبلوم المدارس الفنية الزراعية نظام الثلاث سنوات الشرقية.