تيسير.. ورياض

مهرجان المسرح العربي في دورته الأخيرة التي أقيمت منذ أيام ورأسها الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة والذي تقيمه الجمعية المصرية لهواة المسرح التي أسسها الدكتور عمرو دوارة وتساهم الجمعية بلا شك بهذا المهرجان في إحداث مزيد من إبداع الشباب وعلي تأصيل أواصر التبادل الثقافي والفني بين البلاد العربية وقد أخذت إدارة المهرجان علي عاتقها متمثلة في عصام عبد الله مديره تكريم عدد من النجوم المصريين والعرب كل عام الذين قدموا عطاء متواصلا للحياة الفنية وجاء تكريم هذا العام لتيسير فهمي ورياض الخولي ليثير في نفسي ذكريات وأفراحاً وشجوناً علي زمن كنت فيه أري أصدقائي وزملائي كل يوم أو يوما بعد يوم في أيام جمعتنا فيها أشياء كثيرة عندما كنا نذهب سويا لحضور إحدي الندوات أو لشراء كتب ومراجع نحتاجها والأهم كان ذهابنا للمسرح لمشاهدة العروض أو البروفات ثم يتجه كل منا لبيته وغالبا ما كانت المجموعة التي تسكن في إطار متقارب يمشون صحبة تتبعهم أخري وبعد التخرج كنا في البداية نسأل عن بعضنا البعض تليفونيا وقد تجمعنا لقاءات وشيئا فشيئا أصبحنا نتقابل علي غير موعد إما في المسرح أو افتتاح أحد الأفلام وإذا حدثت انتخابات وفي القليل النادر أن يدعو أحد زملاءه لحضور أعماله، اللقاءات بيننا تحكمها الصدفة واتعجب كثيرا مما آل إليه حالنا من البعد والتباعد الذي أصبح هو المعتاد في علاقات الصداقة والزمالة وحتي المعرفة فأصبح التليفون هو الوسيلة الوحيدة للسلام والاطمئنان وإذا حدث.. تكريم تيسير فهمي ورياض الخولي مثل لي فرصة كبري فهما رفقاء الدرب تربطني بهما صداقة وزماله وسنوات من الود، رياض الهادئ الرزين الفنان المتمكن الذي ينتقي أدواره ليبدع فيها لم يتعجل الشهرة في بدايات أدواره المسرحية التي تعددت وتنوعت مابين مسرح الدولة ومسرح الفنان محمد صبحي حيث شارك في عديد من أعماله أثبت بها وجوده الفني حتي جاءته فرصة فيلم طيور الظلام مع الفنان عادل إمام ومنها انطلق لأدوار البطولة التليفزيونية واستطاع أن يحتل مكانة مميزة بأدواره في حدائق الشيطان لو كنت ناسي دموع القمر علشان ماليش غيرك وإن كان يتمني دائما أن يعود للمسرح لأن الوقوف علي خشبة المسرح هو التحدي الأكبر له لأنه الفن الذي يعشقه.. كما قامت تيسير فهمي بعديد من الأدوار السينمائية التي تركت علامات بارزة في مشوارها إضافة لمسلسلاتها الكثيرة التي قامت ببطولتها ببراعة وقد استطاعت منذ مسلسل أماكن في القلب وماحققه من استقبال وإقبال جماهيري أن تختط لنفسها موضوعات جادة وهامة علي الساحة الاجتماعية والسياسية وهي علي المسرح صاحبة أداء لايباري انفعالا وحركة وحيوية تشع بهجة ومرحا وأملا وقوة.