نجحت دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة إيناس عبدالدايم في جذب الجماهير وتغيير بوصلتهم من أمام شاشات الفضائيات بأعمال الدراما إلي متابعة السهرات والليالي الرمضانية التي تقام علي مسارحها المختلفة ويشرف عليها الدكتور مجدي صابر رئيس البيت الفني لتؤكد أنها منارة الثقافة ومركزا لضخ الدماء الفنية في شرايين وقلب الثقافة والفنون المصرية وتجلي ذلك من خلال الحراك الفني المتمثل في تنوع وثراء السهرات الرمضانية علي مسارح الأوبرا بعد أن سيطرت حالة من النشاط علي الفرق المشاركة في حفلات الشهر الكريم التي أصبحت كاملة العدد. عندما تقرر الذهاب إلي دار الأوبرا المصرية تجد الفن يزين أرجاءها وينقش علي جدرانها حقيقة الهوية المصرية كاشفة لثقافة ووعي الجمهور الذي يبحث عن الجيد وتبدأ الرحلة من قلب المسرح الكبير الذي استقبل من بداية شهر رمضان العديد من الحفلات الفنية منها الأوركسترا السيمفوني والموسيقار عمر خيرت والفرقة القومية العربية للموسيقي بقيادة المايسترو مصطفي حلمي التي أعادت إلي الأذهان ونشط الذاكرة بزمن الفن الجميل بتألق مطربيها في مجموعة من أغاني الطرب الأصيل التي شكلت جزءا كبيرا من وجدان المصريين بروائع عمالقة الطرب في مصر والعالم العربي منها بسم الله للموسيقار بليغ حمدي ثم قدم المطرب أحمد سعيد أغنية طاير يا هوي كما قدمت المطربة إيناس عز الدين أغنية حنين بعدها تغني المطرب أشرف وليد بأغنية تملي معاك كما قدمت المطربة هند النحاس أغنية لما راح الصبر واختتم الفاصل الأول المطرب خالد عبد الغفار برائعة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بأغنية من غير ليه، وأبدع عازف الإيقاع محمد أبو الحديد بمصاحبة الفرقة الموسيقية في مجموعة في الاستعراضات للإيقاعات الشرقية وقدمت المطربة آيات فاروق أغنية ليلة من الليالي ثم قدم المطرب أحمد عفت أغنيتين جواب وسحب رمشة كما تغنت المطربة غادة آدم بأغنية تم البدر بدري واختتمت الحفل المطربة ريم كمال بأغنية القلب يعشق كل جميل حرص علي حضور الحفل مجموعة من الطلبة المتفوقين دراسيا والحاصلين علي منحة للدارسة في الولاياتالمتحدةالأمريكية من هيئة الخدمات الأمريكية. وإذا قررت الانطلاق والتحرر من القيود تذهب إلي المسرح المكشوف الذي أصبح الأكثر تميزا خلال أشهر الصيف وبات مقصدا دائما لمئات الشباب يوميا خلال شهر رمضان بتنوع الفرق الفنية التي يستضيفها وتعبر عن جيل الشباب بفن هادف يرتقي بالمشاعر والوجدان ومنها الحضرة للإنشاد الصوفي والفنانة الشابة دينا الوديدي، والإخوة أبو شعر من سوريا، فرقة عمدان النور وأيامنا الحلوة التي تفردت في تقديم أهم أغاني فترة الثمانينات والتسعينيات والشيخ إيهاب يونس بجانب عازفة الماريمبا المتألقة والمتجددة دائما نسمة عبد العزيز والمبتهل الشيخ ياسين التهامي الذي قدم ليلة رمضانية سيطرت فيها الأجواء الروحانية والصوفية علي الجمهور ليعكس حالة فريدة من التصوف في تناغم غنائي وموسيقي جعل الجمهور الذي تنوع فئاته العمرية وطبقاته في حالة من الانبهار بهذا التكوين خاصة حالة الخشوع والتضرع التي سيطرت علي الشيخ ياسين التهامي في مناجاة مع الله بالمدائح والتواشيح الدينية التي أكدت علي سماحة الدين الإسلامي ومكارم الأخلاق أسوة بالنبي الكريم. أما المسرح الصغير تخصص في استضافة ضيوف مصر من الدول العربية والإسلامية التي أصرت علي الاحتفال بالشهر الكريم في قلب منارة الفن والثقافة المصرية بتقديم تراث بلادهم الفني إلي الجمهور المصري ومنها فلسطين وتونس والسودان واندونسيا.