ماحدث علي الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة وأدي لاستشهاد أربعة جنود وضابط شرطة يجب ألا يمر مرور الكرام ودون محاسبة أو عقاب مع هذا الكيان الذي مارس البلطجة والعربدة طوال ثلاثين عاما مع الكنز الاستراتيجي المتمثل في مبارك وأركان حكمه ويكفي القول إنه منذ عام 4002 وقعت 01 حالات مماثلة سقط فيها شهداء من الجانب المصري دون رد فعل علي أي مستوي ، لكن رياح ثورة 52 يناير أتت في عكس اتجاه ماتشتهيه سفن أمريكا وإسرائيل وكل الأنظمة التي تدور في فلكها ومن ثم بدأت رياح الثورة المضادة تهب من كل اتجاه لوأد وإجهاض هذه الثورة الوليدة والنقية التي لاتزال تثير دهشة العالم من أقصاه إلي أدناه ، من هنا فلابد من الحذر واليقظة فهذه الثورة لم تصل بعد لمحطتها الأخيرة والطريق أمامها مازال طويلا ومحفوفا بالمخاطر والعقبات في الداخل ومن الخارج. لم يعد صالحا ولامناسبا التعامل بآليات الماضي مع هذا الكيان ولم يعد ممكنا إضفاء نوع من القداسة والأبدية علي هذه الاتفاقيات خاصة مع استمرار ضرب هذه الدولة بهذه الاتفاقيات عرض الحائط من خلال عمليات استهداف الجنود علي الجانب الآخر ثم استقبال الرئيس السابق لأقطاب هذا الكيان وكأن شيئا لم يحدث إضافة لشبكات التجسس بينما لم تقم مصر بانتهاكها يوما ما ، ثم أليس من الغريب أن تعلن واشنطن وتل أبيب منذ أيام وفي آن واحد أن مصر لاتقوم بما يكفي لبسط الأمن في سيناء بينما هناك قيود علي وجود أي قوة عسكرية كافية علي الحدود، وليس مطلوبا أيضا هدم المعبد فوق الرؤوس والانتقال من حالة السلم إلي الحرب ، لكن لابد من إعادة العمل علي تعديلها وأن يرتبط سريانها وصلاحيتها بالتزام الطرفين معا وليس طرفا واحدا بكل بنودها وأن أي إخلال بها يتيح للطرف الآخر إلغاءها من جانب واحد وكم من اتفاقيات علي مستوي العالم ألغيت وصارت من التاريخ ولن نكون أول من يفعل ذلك !! من المطلوب أيضا التصدي للفيتو الأمريكي الإسرائيلي ضد تعمير سيناء إضافة لعدم انتشار الجيش المصري بأفراده وعتاده طبقا لنصوص المعاهدة فتلك سيادة منقوصة علي الأرض لأن سيناء جزء لايتجزأ من مصر وتشكل عمقا استراتيجيا حيويا لها في اتجاه الشرق ، ومن الغريب أن حدود الدولة العبرية ومباشرة السيادة علي الأرض تبدأ مباشرة من خط الحدود وهذه إحدي عورات معاهدة السلام إضافة لمثالب أخري عديدة. مصر بعد 52 يناير لم تعد كما كانت قبل هذا التاريخ وهذا مايجب أن يعيه صناع القرار في كل من تل أبيب وواشنطن والعالم فالقرار أصبح من الآن فصاعدا في يد الشعب وليس كما كان في السابق في أيدي حاكم مستبد لايعرف مصالح شعبه ولاتصله أصواته ولايأبه بها ويرعي مصالح إسرائيل وأمريكا لتمرير مخططاته لتوريث ابنه الحكم ولنهب ثروات البلد لصالح عصابة من أصحاب الياقات البيضاء من المتمتعين بالحصانة القانونية والأمنية!! مصر بعد الثورة لايجب أن تعطي لهذا الكيان أي مزايا تفضيلية لا في كويز أو غاز أو تنسيق وتعاون اقتصادي أو أمني وإنما يجب التعامل معها بمبدأ المعاملة بالمثل والند للند وكما أن لهذا الكيان محيطه الإقليمي والدولي فلنا أيضا محيطنا العربي والإفريقي والإسلامي والذي لايجب أن نفرط في التعامل والتعاون معه دون مراعاة جانب هذا الكيان الطفيلي الذي نما علي سلب الأرض الفلسطينية والعربية بمساندة ومباركة قوي الشرق والغرب علي حد سواء !! أما أمريكا التي بدت خلال الثورة وكأنها منحازة إلي جانب الثوار بدأت تكشف عن الوجه الآخر عبر تمويلها لجماعات حقوق الإنسان من أجل »ماتدعوه« نشر الديمقراطية ومن خلف ظهر الدولة بينما الهدف هو الانقلاب علي الثورة ونشر الفوضي وتتحدث سفيرتها الجديدة عن دعم وصل إلي 40 مليون دولار يمكن أن يصل إلي 501ملايين دولار علي المئات من جمعيات ومنظمات المجتمع المدني ، وعندما وصلت السفيرة للقاهرة بدأت مشوارها الدبلوماسي بالدعوة لوقف التحقيقات في الجهات التي حصلت علي هذا التمويل بحجة عدم زيادة مشاعر الكراهية لأمريكا وهو مايعد تدخلا في الشئون الداخلية !! أمريكا وإسرائيل لاتريدان ديمقراطية في مصر تعطي للشعب حق اختيار من يحكمه ويمثله وأن تكون له الحرية في تحديد أعدائه من أصدقائه وأن تكون مصالحه فوق أي اعتبار وهما تسعيان بقوة لوقف العملية الديمقراطية في مصر وإطلاق التحذيرات من حكم الإسلاميين واستخدام الفزاعة القديمة، واشنطن وتل أبيب تريدان استمرار تبعية السياسة المصرية لهما لكن دوام الحال من المحال ، مصر علي طريق التحرر من التبعية بكل صورها وأشكالها وستكون نموذجا لكل ثورة أو انتفاضة في محيطها العربي وليسدل الستار علي سياسة الخضوع للإملاءات والهيمنة الأمريكية. علي إسرائيل أن تدرك أن عهد مبارك قد ولي بغير رجعة وأنها لن تحظي بأي نوع من التدليل والطبطبة وأن حدود مصر ودماء أبنائها خط أحمر وإذا سعت لاختراقه واستهداف جنودنا مرة أخري فسوف تلقي الجزاء والعقاب الرادع وأن عليها أن تعتذر بوضوح وعلي أعلي المستويات لما فعلته قواتها وأن تقدم التعويضات لأسر الشهداء وأن تلتزم بوضوح أيضا بعدم تكرار هذه الممارسات العدوانية ، فقط لابد أن يعمل القائمون علي الأمر بروح الثورة وليس بأساليب النظام القديم التي أفقدت مصر هيبتها وكرامتها ودورها وبريقها ! كلمة أخيرة تاج القيصر لايستطيع حمايته من الصداع ! (مثل روسي)