في حديث بني الإسلام علي خمس »شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا« تقدمت الزكاة علي الصوم والحج ليس بقاعدة تقدم الفاضل علي المفضول، فكل قواعد البناء متسامية في الشرف والجلال غير أن تقديم الزكاة هنا يعني أهميتها في بناء مجتمع إسلامي متكامل متماسك في حالة تكافل وتعاون تقلل من شراسة الفقر وتفاوت الطبقات وموت الضمير وسد عوز الأمة حتي لاتقع فريسة لحركات التبشير الديني الذي تنشط جحافله في مناخ الفقر المدقع. لذا تحتاج الأمة إلي فقه متجدد ينظر في حقيقة الزكاة وكيفية استغلالها بطريقة علمية تحقق طفرة تناسب المليارات المستحقة في أموال أغنياء المسلمين وبحيث تستغل في بناء المصانع وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتحجيم غول البطالة الذي يقتل الشباب في أنحاء العالم الثالث والمسلمون في مقدمتهم بالطبع أتوقع أن تتبني منظمة التعاون الإسلامي المؤتمر الإسلامي سابقا هذه القضية فتعقد مؤتمرا للزكاة تحت مظلة شرعية من مجمع البحوث الإسلامية ومؤتمر الفقه الإسلامي مهمته تحديد مصادر الزكاة بدقة ومناقشة أحقية المسلمين في زكاة الركاز في البترول والمعادن وكل ما يستخرج من باطن الأرض وأيضا زكاة قناة السويس وأمثال ذلك في العالم الإسلامي من موارد طبيعية تدر دخلا هائلا وإصدار فتوي شرعية حاسمة في هذه القضية فإذا أقرت المنظمة حقوق الفقراء في هذه الزكوات تقدم خبراء الاقتصاد والإدارة المالية لمناقشة كيفية استغلال مليارات الزكاة في بناء قاعدة اجتماعية صلبة وقاعدة علمية تقضي علي جهل الأمة وقاعدة صناعية تحفظ ماء وجه الأمة من التخلف وقواعد بناء الحضارة كثيرة وكلها في انتظار تمويل مشروع أعتقد أن زكوات المسلمين يمكن أن تنهض بها بجدارة غير أن مجامع الفقه الإسلامي شغلت نفسها بقضايا هامشية تزيد العالم الإسلامي تخلفا وفقرا.