يراهن د.أحمد حلاوة علي أنه لا يوجد شخصية واحدة قام بتجسيدها تشبه الأخري، ويعترف الارتجال يسيطر علي 90٪ من أعماله، ويتحدث ل"آخر ساعة"عن دوره في مسلسل "عفاريت عدلي علام" مع الزعيم عادل إمام.. لم ينس ذكرياته مع الساحر ويحكي عن موقف طريف جمع بينهما أجبره فيها الراحل محمود عبد العزيز علي أن يتناول أكبر كمية من السمك.. حلاوة الذي حصل علي الدكتوراه في "تكنيك إخراج الكوميديا في المسرح المصري" وتم تكريمه في التشيك عن "دمج العرائس وتطوير الكوميديا الشعبية" اتهم المسرح حاليا بأنه مصاب بخلل.. بعد مسلسل نيللي وشيريهان أصرت حفيدته علي أن يصطحبها إلي المدرسة وبمجرد دخوله إلي الفناء اندفع نحوه أمواج من الفتيات أغرقنه في بحر المحبة، ظللن يصرخن وهن يتعلقن بملابسه وهو لا يدري ماذا يفعل.. واكتشف بعد عودته أنها كانت تستدرجه لتثبت لصديقاتها أن جدها هو بندق.. لم يتوقع حلاوة هذا النجاح لشخصية "بندق" يقول إنه طغي علي معظم أدواره في نفس العام مثل شخصية أيوب في مسلسل "يونس ولد فضة" حتي أنه حصل من خلاله علي جائزة الكوميديا الراقية للقنوات المتخصصة.. يصف الجوكر أبطال "نيللي وشريهان" بالموهوبين ولا ينسي أن يثني علي المخرج أحمد الجندي. ورطت محمود عبد العزيز في "عزومة سمك" فعاقبني حفيدتي اصطحبتني معها للمدرسة لتثبت لصديقاتها أن جدها هو "بندق" • هل تفضل العمل مع أحمد الجندي؟ - أحمد الجندي مخرج يمتاز بالحس الكوميدي ويتقن البناء الدرامي وسبق أن جاملته في بعض الأعمال التي شاركت فيها كضيف شرف مثل فيلم "الحرب العالمية الثالثة" الذي قدمت فيه دور أينشتاين. • ولكن دورك في "نيللي وشريهان" ومن قبله "الكبير أوي" وضعك في قالب كوميدي؟ - أنا ألعب الكوميديا منذ زمن طويل، وقد لا يعلم الجمهور ذلك لأن أغلب المسرحيات التي لعبت فيها دور البطولة ولم يتم تصويرها. كل ما عرض هو 4 مسرحيات فقط من أصل 80 مسرحية مثل "الباب العالي" و"يحيي الوفد" و"حرم حضرة المحترم" وغيرها من أعمال قمت بتأليفها وإخراجها، أما دوري في مسلسل الكبير فقد كان أيضا كان مجاملة ل مكي بظهوري كبطل في حلقة واحدة. ولكنك لا تنكر أن الدور ترك أثرا كبيرا لدي المشاهدين؟ - جدا.. لأن الفكرة كلها تكمن في الكوميديا. كيف؟ - أنا أعمل بتكنيك قديم جدا مختلف عما يقوم به الشباب حاليا، أتعامل مع الكوميديا علي أنها تراجيديا وما يفرق بيني وبين الشباب أنهم يهرجون ويصنعون كوميديا، أما أنا فأقوم بتأدية الدور علي أكمل وجه أما أن يبكي المشاهد أو يضحك فلا دخل لي بذلك! هل يعتمد أداؤك علي قاعدة معينة؟ - هناك نصيحة أتبعها في تقديم أدواري وأعلمها لطلبة الفنون الذين أدرس لهم وهي "لكي تسلك سلوكا معينا يجب أن يكون من خلال الشخصية والموقف"، وبالتالي يجب أن يكون الدور والتسلسل مضبوطين وبعد ذلك نترك المشاعر للمشاهد.. وهذا هو سر المهنة وهذه قاعدة أكاديمية يجب أن نتبعها ولكننا للأسف لا نحترم العلم في الفن حتي نحقق النجاح المطلوب منه. هل تري أن ذلك سبب في عدم حصول مصر علي جوائز عالمية أو ترشحها للأوسكار؟ - لا أعتقد.. الصنعة هي الفارقة.. عندما نجيدها كاملة بمفرداتها سنحصل عليها، فالمشكلة لا تكمن في التمثيل فقط ولكن أيضا الإخراج والإنتاج والتصوير والموسيقي والسيناريو والديكور وكل أدوات العمل حتي يمكننا أن نشتغل علي الصناعة، ولذلك نلاحظ أن أي عمل جيد لا يوجد اثنان يختلفان عليه. لاحظت أنك شاركت في عدة أعمال درامية تدور حول الجاسوسية مثل "رأفت الهجان" و"دموع في عيون وقحة " و"الحفار" وغيرها.. تعليقك؟ - لا أحاول مطلقا أن أستغل نجاح شخصية نجحت وأكرر مفرداتها مرة أخري، فحتي أدوار الجاسوسية لا يوجد دور مثل الآخر، ففي الحياة العادية لا يوجد شخصية تشبه الأخري حتي لو كان الاثنان توءما، وبالتالي لا يجوز أن أقدم دورين متشابهين. إذن أنت تقصد التمرد علي أدوارك؟ - طبعا.. فهذا ما أقوم بتدريسه وما أطبقه في عملي عن وعي كامل به وهو ما أحافظ عليه وهو الذي أخرني!.. من السهل أن أتمسك بشخصية أو اثنتين من الشخصيات الناجحة التي قدمتها وأنتشر بها ولكن حينها سأحصر نفسي فيهما، لن تجد دورا لي يشبه الآخر مطلقا لدرجة أن بعض المنتجين اعتقد انني متكبر ومستغنٍ عن العمل معهم. بصراحة.. ما السر في ارتباطك بعادل إمام؟ - لم أكن أعمل معه مطلقا فأنا من النوع الخجول فلم أكن أطلب منه شيئا وأرفض أن أفرض نفسي علي أحد، ولكني فوجئت أنه يمدح في موهبتي خلال أحد اللقاءات الإعلامية معه بعد أن شاهد تجسيدي لشخصية عباس حلمي الثاني.. وكلما قابلت أحدا يخبرني عن اهتمامه وثنائه علي أعمالي، وبعدها فوجئت بأنني مطلوب للعمل معه لتتكرر بعدها الأعمال بعد أن توسم الزعيم فيّ أنني أستطيع أن أؤدي كل الأدوار بأشكال مختلفة، ومعني هذا أنه يراهن علي نجاحي ويعتبرني الجوكر الذي يمكنه تجسيد أي شخصية. هل تتذكر بعض الكواليس مع عادل إمام؟ - عملت مع الكثير من النجوم وبعد تصوير مشهد أو اثنين من المسلسل يتم اختصار مساحة دوري، وما لفت نظري أنه في مسلسل العراف تحديدا صورنا مشهدا واحدا فقط في أول يوم، وفوجئت بأنهم يعقدون اجتماعاً مع عادل إمام والمخرج رامي إمام والإنتاج والمؤلف فتخيلت بأن ما يحدث كل مرة سيتكرر ، ولكن ما حدث هو العكس لقد أضافوا مشاهد أخري للدور وسألوني عن طلباتي من الإنتاج تحجرت الدموع في عيني وقلت لهم أنتم تخبرونني أنني نجحت من أول مشهد وتشكرونني فهل باستطاعتي أن أتحدث عن أشياء مادية بعد ذلك! وبالفعل كان الدور في هذا المسلسل علامة وتحدث عنه النقاد كثيرا. وماذا عن دورك الحالي في "عفاريت عدلي علام" الذي سيعرض في رمضان القادم؟ - من المفترض أنني كنت سأقوم بتمثيل شخصية مدير مكتب "عادل إمام" ولكن رامي إمام قام باستبداله ب"الجعفري" الدجال لأن الشخصية صعبة ومساحتها أكبر.. والمسلسل كوميديا راقية تتحدث عن الجن والعفاريت وعادل إمام في المسلسل يخاوي جنية ويستعين بي لأنني مخاوي 4 جنيات وأنصب علي الجميع وألعب بالبيضة والحجر. لديك خبرة كبيرة في المسرح كيف تقيّم تجربة مسرح مصر الحالية؟ - التمثيل عموما لا يتضمن ما يسمي ب "التهريج" فلابد أن تحدث الكوميديا من خلال شخصية وموقف وإذا لم تتوفر ووجدت "تهريئة" أو تحشيشة، فالقياس العلمي لابد أن يكون من خلال الشخصية والموقف فقط. قل لي: هل كان إسماعيل يس مهرجا؟ - لم يكن مهرجا، بل نمط، فالتمثيل ينقسم إلي نمط وشخصية فإما أن تقدم شخصية أو تكون نمطا، وهناك أنماط فريدة لا يمكن أن تتكرر وأنماط أدائية وأنماط كتابية مثل نمط الخادمة ونمط الغفير ونمط العسكري وهم ما يتم تأديتهم بنفس الطريقة المتعارف عليها، وإسماعيل يس كان ناجحا وفريدا لا يمكن أن يتكرر، ففي التمثيل الصحيح لابد أن تتغير الشخصية فكيف له أن يكون ثابتا علي شخصية واحدة وناجحا في نفس الوقت تلك هي الفكرة. وهل عادل إمام نمط؟ - بالطبع لا، فمن يستطيع أن يؤدي شخصية الهلفوت ويخرج منها ليؤدي شخصية "الزعيم" فضلا عن شخصيته في مسرحية أنا وهو وهي، مع فؤداد المهندس وعشرات الأدوار التي يختلف كل منها عن الآخر فهو شخص واع ومدرك لإمكانياته، وممثل عبقري. ما الذي يحتاجه المسرح حاليا؟ - المسرح صناعة إما أن تصنعها بشكل صحيح أو لا، ونحن حاليا لا نصنعها بشكل صحيح هناك خلل في المسرح، فالفن نتاج للمجتمع وليس صانعا له، فنحن نعيش في بلد فقير فكريا واقتصاديا وأخلاقيا فالطبيعي أن يكون الناتج مسرحا هزيلا. هل يجب أن يكون الممثل علي خشبة المسرح مثقفا؟ - بل يحتاج إلي الوعي الذي لا يمكن أن يتواجد إلا من خلال الفكر والقيم ولا يوجد فيه مجال للتهجيص. إذن ما تفسيرك لنجاح هذا النوع من المسرحيات؟ - إذا ارتفعت نسبة المشاهدة لهذا النوع فمن هو الجمهور الذي يتابعها! إنهم من يخبئون السكر الذي يبحث عنه الناس! أعرف أنك من عشاق الساحر محمود عبدالعزيز حدثنا عن كواليس "رأفت الهجان"؟ - هناك الكثير من المواقف التي لا تنسي.. في أحد المشاهد كنا نصور في الإسكندرية فاقترح يحيي العدل أن نورط الساحر في عزومة عشاء، فنشرت إشاعة في الموقع بأنه يدعونا علي أكلة سمك في مطعم شهير، وفي آخر الليلة يسأله العاملون: أين سنتقابل؟.. وهو لا يعلم عن أي شيء يتحدثون.. وعندما عرف أنني السبب أجلسني أمامه وكلما أردت التوقف لأنني شعرت بالشبع يحضر لي المزيد عقابا لي علي إطلاق الإشاعة ويأمرني: كل! من هو مثلك الأعلي في الفن ؟ - كثيرون.. نجيب الريحاني بعبقريته وفؤاد المهندس ومدبولي وعادل إمام وغيرهم ممن نراهم فنشعر بغيرة فنية. ما الدور الذي تتمني تقديمه؟ - كل الأدوار أتمني أن أقدمها، بشرط أن تكون مبنية بشكل صحيح ومختلفة. وماذا عن الارتجال؟ - 90٪ من أدواري يتخللها الارتجال ولكنه ارتجال لا يخرج عن إطار الشخصية التي أمثلها أو الموقف نفسه، فلابد أن أضيف بعض الكلمات أو الحركات أو الإيماءات غير المكتوبة في السيناريو، وإذا شعرت للحظة أن الارتجال خارج نسيج الشخصية فأنا مخطئ. وما الدور الذي شعرت بالفخر بعد تقديمه؟ - لم أفرح بأي دور لأنني باستمرار ما بداخلي أكبر مما أراه أمامي.