رسالة نصية علي تليفونك المحمول بفوزك بجائزة سيارة »هامر» تدفعك الفرحة إلي فتح الرابط الإلكتروني لموقع الجائزة المتصل بأرقام دولية خارج الدولة .. لتضمن الشركات الدفع بالعملة الصعبة و تبدأ عملية النصب والابتزاز . لتكتشف الفخ أو لا تكتشفه لكنه في النهاية تفقد رصيد مكالماتك ويتم اختراق جهازك، إنها أحدث وأخطر عمليات النصب بالأجهزة الحديثة والتي تصل لحد تهديد الأمن القومي للبلاد.. من أين تحصل إدارة هذه البرامج علي أرقام تليفوناتنا؟ إلي من تؤول أموال هذه المكالمات؟ وكيف يتم التربح وهل هناك أهداف أخري ؟ وما حقيقة أن أجهزة مخابرات خارجية وراء ذلك؟ وماذا نفعل حتي لا نتعرض للنصب؟ مهندس محمد الشيال، مبرمج نظم معلومات جغرافية وعضو مؤسس في نقابة المبرمجين لكنه خدع بجائزة »السيارة الهامر» واتصل علي الفور وأخذ يجيب علي الأسئلة المسجلة علي آلة »الأنسر ماشين» حتي تم سحب رصيده كاملا ثم أبلغوه بأنه سوف يدخل قرعة السحب..ويقول رغم خبرتي الواسعة في مجال التكنولوجيا إلا أنني صدقت الكمين وبكل المعلومات التي أمتلكها لم أنجُ من الغوص في تفاصيل الرسالة وجاوبت علي سؤال لون السيارة وموديلها وكمالياتها بعد أن استغرقت أكثر من 17 دقيقة . .. ويضيف أن هناك قنوات فضائية مزورة للأسف تمارس هذه الأكاذيب مع المشاهدين، ويحذر من خطورة التدخل الحكومي لحل هذه المشكلة لأنه قد يضر بمواقع وأرقام شديدة الأهمية، فعلي سبيل المثال هناك مواقع مسابقات تبدأ بأرقام صغيرة مثل رقم 33 في حال غلقها سيتم غلق مواقع مستشفيات وسنترالات تباعا وبشكل تلقائي. مها يوسف ..تعمل في شركة محمول تقول: »لم أكن أصدق أن بيانات وأرقام تليفونات الأفراد يتم بيعها إلا بعد عملي في إحدي الشركات، رئيس الشركة كان يطلب منا الحصول علي أرقام تليفونات وبيانات العملاء من جهات معينة مقابل مبلغ مادي يدفع لهم. وهناك موظفون يلجأون لهذه الطريقة لتحسين دخلهم فنجد علي سبيل المثال أرقام أصحاب رخصة »المرسيدس» تباع من بعض مكاتب المرور أو من بعض محلات ملابس الماركات العالمية التي تقوم بتسجيل بيانات وتليفونات زبائنها، ومعهم أصحاب القري والفنادق والشاليهات السياحية كعملاء vip. دكتور محمد الجندي، رئيس منظمة أمن المعلومات يصف هذه المسابقات بالابتزاز والنصب من بعض الشركات التي تهدف للربح علي حساب المواطنين وانتهاك خصوصيتهم وحساباتهم الخاصة، للأسف هذه الشركات لم تجد صعوبة في الحصول علي أرقام تليفونات المصريين فهناك أكثر من طريقة للحصول علي البيانات! من برنامج »التروكولر» الآن أصبح متوفرا عند معظم مستخدمي المحمول وهو وسيلة خصبة وسريعة لتسجيل بيانات الشخص علي شبكة الإنترنت، وهناك أشخاص يقومون بربط أرقام تليفوناتهم مع حساب الفيس بوك الخاص بهم، وهم لا يعلمون أن ذلك يسهل عملية خداعهم لأن الرسالة التي ستأتيهم تشمل بيانات دقيقة عنهم تم الحصول عليها من هذا الربط من مهنتهم وعمرهم وهواياتهم، فلن يشك في مصداقية الرسالة. وهناك موقع »دليل مصر» و يشمل جميع المصريين والأسماء به مرتبة عشوائيا وأرقام التليفونات مدرجة بشكل عشوائي، فهذا الموقع يستهدف جمع أكبر قدر من البيانات والمعلومات. وهذه البيانات والمعلومات أصبحت مرتعا للتربح لبعض الشركات الخاصة والتي تقوم بجمع هذه »الداتا» ثم بيعها للبنوك وشركات التسويق، فهذه الشركات لم تحترم قاعدة بيانات عملائها ولم تحافظ عليها بل تقوم بتسريبها إلي بعض الجهات وبعض شركات الاتصالات مقابل مبالغ مالية، ومن شركة إلي شركة فعملية التسريب حينما تبدأ للأسف لن تتوقف. ومن هذه القاعدة انطلقت فكرة برامج المسابقات التي تعتمد علي إرسال رسائل نصية إلي أصحاب أرقام التليفونات المباعة، فتقوم بعض الشركات بدفع مبالغ مالية لشركات الاتصالات مقابل شراء خط تليفون مثل الأرقام التي تبدأ ب 0999 أو تأجير رقم دولي، ثم تقوم بتوقيع عقد اتفاق بينها وبين شركة المحمول مقابل الحصول علي عمولة ونسبة من أرباح هذه المكالمات. ويضيف أن نص الرسالة دائما يحتوي علي البشري بالفوز بجائزة ضخمة حتي يتم إغراؤهم لقراءة هذه الرسائل مثل »ألف مبروووووك» أو صاحب هذا الرقم هو الفائز الأول، فور فتح هذه الرسالة سيتم خصم رصيد الشخص المرسل إليه وتحويل هذه الأموال لصالح هذه الشركة المدعية. وبالتالي خطورة هذه البرامج والمواقع تكمن في إباحة واختراق خصوصية بيانات وأرقام تليفونات المصريين، واستغلال »الهاكر» لهذه المواقع لاختراق وتدمير الجهاز المحمول الذي ستصله الرسالة من »الفايبر أو الواتس آب» ثم غلق حساب الفيس بوك لهذا الشخص إذا استخدمه أثناء إجراءات المسابقة. رئيس منظمة أمن المعلومات يقدم نصائح حتي لا يقع الشخص فريسة لهذه البرامج أولها: الجهات المعلنة أو برامج المسابقات الآمنة لن ترسل أبدا رسائل نصية sms أو إلكترونية »فايبر أو فيس بوك» بشكل عشوائي، بل يتم الإعلان عن المسابقة من خلال الموقع المعتمد لها. ثانيها: لا يجب الرد علي أي »لينكات» من أي جهة وتجنب الضغط علي أي رابط لفيديو أو موقع في جميع وسائل التواصل الاجتماعي حتي إذا كان هذا الرابط مرسلاً من شخص تعرفه جيدا ويجب الاتصال به أولا قبل فتح الرسالة أو الرابط لأنه قد لا يعلم عنه شيئا، وذلك لأن معظم هذه اللينكات والروابط عبارة عن ألغام لاختراق حساب الفيس بوك أو التليفون المحمول الخاص بك. ثالثا: لأن علي شبكة الإنترنت ليس كل ما تراه حقيقي، فتجنب الموقع الذي يعلن نفسه إليك واذهب بنفسك إلي الموقع الذي تبحث عنه، ثم تأكد أنه موقع آمن، والعلامات الدالة علي ذلك أنه موقع يشمل »سكيورتي» وتشفيراً للمعلومات الموجودة عليه، ويضع »لوك» أو علامة »القفل المغلق» في الجانب الأيسر، و يجب التأكد أن هذا الموقع لا يحمل شهادات تشفير مزيفة وأن يكون حاصلا عليها من جهات معروفة علي مستوي العالم مثل Https أو من سيمانتك »للأنتي فيرس» أو من کSA أو من شركة ميكروسوفت . وإذا انتابك الشك ضع اسم اللوك أو علامة التشفير علي موقع البحث جوجل وسيرشدك عن كل شيء عنه. وينفي الجندي وجود صلة للمخابرات الإسرائيلية بهذه المواقع لأنها بكل بساطة ليست في حاجة إلي قواعد بيانات هذه البرامج لأنها تمتلك قاعدة بيانات أكبر ولأنها ابتكرت وسائل أسرع للتجسس من برامج المسابقات.