في حفل توزيع جوائز الدورة الثانية لملتقي القاهرة الدولي لفن الخط العربي، تاه الخط العربي بين كلمات المسئولين التي راحت بين الشكر والثناء علي بعضهم البعض، وبين التكريمات الكثيرة لكل الموجودين في المسرح، وكان من المفترض تكريم 4 أشخاص فقط أثروا الخط العربي، لكننا فؤجئنا بسيل من التكريمات وكأنه مولد وصاحبه غايب. إذا كانت وزارة الثقافة متمثلة في صندوق التنمية الثقافية ترعي مثل هذا الملتقي حفاظًا عليه من الاندثار في ظل غوغائية التكنولوجيا الحديثة، إلا أن الختام وما حدث فيه لم يكن علي مستوي الحدث، وأصالته الضاربة في جذور الزمن، التكريمات الكثيرة وشهادات التقدير أصبحت بدون معني. السؤال الآن، هل الثناء الكثير علي بعض الأسماء في صندوق التنمية الثقافية يعني استمرارية الملتقي؟ وهل كثرة التكريمات التي حدثت والأشعار التي قالها مقدم الحفل عن قوميسير عام الملتقي هي رسالة إلي المسئولين بوزارة الثقافة؟ الغريب أن قوميسير عام الملتقي بدأ بتوجيه الشكر الخاص للإدارة المالية، وتجاهل شكر المكتب الفني والإدارة المالية هي التي تقوم بصرف أموال الملتقي بعد موافقة الدكتورة نفين الكيلاني رئيس صندوق التنمية الثقافية. عموما شهد ملتقي هذا العام تخصيص جوائز مالية للفائزين في المسابقة بأفرعها الثلاث حيث فاز بالمركز الأول في فرع التيار الأصيل للخط العربي خالد محمد السيد علي »مصر»، وبالمركز الثاني مناصفة بين أحمد صلاح محروس أحمد »مصر» ومختار أحمد »الهند»، وبالمركز الثالث مناصفة بين عريف أشرف بن زيدي »ماليزيا» وفادي منير يقظان »لبنان». وفي الفرع الثاني: الاتجاهات الخطية الحديثة فاز من مصر شريف رضا محمد أبو العلا، ومحمد فهمي طوسون بجائزة التميز مناصفة بينهما. الفرع الثالث: الأعمال الجرافيكية والطباعة الرقمية فاز بجائزة التميز مناصفة عبد الرحمن أحمد عبد الفتاح وعبد السميع رجب حسين من مصر، كما منحت اللجنة العليا شهادات تقدير لكل من سمية الرفاعي ونورهان محمد نصر من مصر. بدأ الحفل بفيلم تسجيلي بعنوان »امشاق المدرسة المصرية» ثم ألقي الفنان محمد حمام وكيل نقابة الخط العربي كلمة النقابة حيث قدم التحية إلي جميع من ساهم في هذا الملتقي، ثم ألقي كلمة المكرمين وضيوف الشرف الفنان تاج السر حسن من السودان ، الفنان محمد بغدادي، قوميسير عام الملتقي، حيث نبه إلي الخطر الذي تتعرض له اللغة العربية مشيراً إلي التقرير الصادر من منظمة اليونيسكو بأن هناك 107 لغات مهددة بالاختفاء منها اللغة العربية، لذا كان من الضروري إقامة هذا الملتقي بجلساته البحثية وورشه العلمية للمساهمة في اجتياز هذه المحنة، كما أشار إلي أن الحرف العربي هو الوحيد الذي استطاع الفنان العربي أن يحوله من حروف للكتابة إلي لوحة فنية تشكيلية بكل أركانها. وأكدت الأستاذة الدكتورة نفين الكيلاني، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، في كلمتها أهمية دور مصر في احتضان فناني ومبدعي الخط العربي، كما أبدت سعادتها بالتواصل مع مبدعي هذا الفن، مؤكدة أن هذا الملتقي ولد في أولي دوراته عملاقاً بمشاركة نخبة من أشهر الخطاطين علي مستوي العالم.