أحد علماء الأزهر الأجلاء.. كان له أدوار بارزة في الذود عن قضايا الأمة.. في هذا الحوار الذي أجرته معه »آخر ساعة« يتحدث د.عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية عن دور الأزهر الشريف في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ مصر ورأيه في العديد من الأصوات المتشددة التي تغنت ب »غزوة الصناديق« ودعت إلي هدم الأضرحة، كما ألقي الضوء علي أهمية رسوخ المادة الثانية من الدستور، وأعرب عن رأيه في مسألة إنشاء أحزاب سياسية علي مرجعية دينية.. مزيد من التفاصيل في السطور التالية: ❊ مع بروز العديد من التيارات الدينية تتحدث باسم الإسلام كل حسب هواه.. أين دور الأزهر؟ لست مخولا للحديث عن الأزهر.. لكن الأزهريين يردون علي الآراء الباطلة منذ زمن بعيد، وقت كانت الجماعات الإسلامية تضرب هنا وهناك.. هذا الدور قام به الأزهريون في الندوات والمؤتمرات والمساجد والجامعات.. تصدي الأزهر لكل تيار يحاول أن يجنح بالإسلام إلي التشدد.. مؤخرا أصدر مجمع البحوث الإسلامية بيانا أكد فيه أن هدم القبور يعبر عن جمود فكري ويستخدم ظاهر الأحاديث في غير ما وضعت له.. والرسول [ نهي عن نبش القبور لذا أري أن هدم القبور الموجودة الآن في مصر يعد هدما لكرامة الموتي.. وهؤلاء الذين يتبنون هذه الأفكار ليسوا سلفيين. ❊ ماذا يقصد بأنهم غير سلفيين؟ أنا لا أكفر أحدا من أهل القبلة، فهؤلاء مسلمون يخطئون في تطبيق مناط الفتوي ونحن حريصون أن يفهم إخواننا المسائل علي حقيقتها ويحققون المناط، ففي أصول الفقه منهج تحقيق المناط يعني الكشف عن العلة التي من أجلها وجد الحكم، فهل هذه العلة موجودة؟ إذا وجدت في الضريح أقول بهدمه، لكن العلة غير موجودة لأنني لم آر في حياتي أن الذين يذهبون لزيارة الأضرحة يعبدون غير الله، فهم يذهبون إلي الحسين للتحلي بسيرته لأنه سيد الشهداء. ❊ ما رأيك في الاصطلاح الذي أطلقه أحد الدعاه السلفيين بوصف نتيجة استفتاء الدستور ب »غزوة الصناديق«؟ الشخص الذي قال ذلك ويزعم أنه داعية في كلامه هذا دليل علي أنه لايفهم الإسلام ولا منهجه، فقد أساء للإسلام والديمقراطية وهذا تخريف في السياسة وتحريف في الدين وحينما تحشد بعض التيارات الإسلامية لكي تعطي تعليمات في اتجاه معين فهذا خطأ لأن الديمقراطية أن تترك للإنسان حرية الاختيار. ❊ وكيف تري دعوة أحد أعضاء جماعة الإخوان مؤخرا بإقامة الخلافة الإسلامية؟ من قال بذلك ليس لديه وعي بالتاريخ الإسلامي، ولا بطبيعة النظام السياسي في الإسلام.. أختلف مع الإخوان المسلمين في كثير من الآراء والمنطلقات الأساسية، فالإخوان كانوا لا يقتنعون بفكرة الدولة المدنية، وعندما اقتنعوا بأن تكون دولة الإسلام مدنية قالوا ذات مرجعية إسلامية، قلنا لهم هذه المرجعية منصوص عليها في المادة الثانية من الدستور ومن هنا فلو أي حزب سواء كان علمانيا أو ماركسيا عمل بالدستور المصري فإنه يلتزم بالمرجعية المنصوص عليها في المادة الثانية. ❊ كيف تنظر إلي مطالب تعديل المادة الثانية من الدستور؟ الذي يفتح الحوار حول المادة الثانية من الدستور كأنه يفتح باب جهنم علي مصر.. لأن هوية مصر الحالية عربية وإسلامية.. الإسلام بمعناه العقدي بالنسبة للمسلمين ومعناه الثقافي والحضاري لغير المسلمين. ❊ كيف تري حزب الإخوان المسلمين؟ اختلف مع الإخوان في نقاط عدة، أبرزها مسألة » المرشد« أي يكون للحزب السياسي للإخوان مرشد، فبقدر ما تكون سلطة المرشد يكون النقض في الديمقراطية ولايجوز أن يكون هناك حزب سياسي وفيه مرشد. ❊ وهل توافق علي إنشاء أحزاب سياسية علي أسس دينية؟ لا أري مانعا شريطة أن يكون هناك وعي بدور الدين الحقيقي لكن في ظل الواقع الحالي لا أري حزبا دينيا.. عندما يخرج عليك شخص ويقول لك »معركة الصناديق« هل توافق له علي إنشاء حزب ديني؟! وعندما يدعو آخر لهدم ضريح هل توافق له علي إنشاء حزب؟! ❊ أعلن نجيب ساويرس ترشحه للرئاسة فهل توافق علي ترشح قبطي لهذا المنصب؟ نعم أوافق، كما أوافق علي ترشيح المرأة للرئاسة وقلت هذا الكلام منذ عام 1997 لأن المرأة تصلح أن تكون رئيسة للجمهورية.