لا شك أن قلادة النيل العظمي التي منحها الرئيس مبارك للدكتور العالم مجدي يعقوب قد تشرفت بأن تعانق هامة هذا الرجل العلاّمة الذي قدم حياته وعلمه من أجل علاج المرضي الفقراء في بلده خاصة مرضي أمراض القلب المستعصية .. بل واصل رحلة العطاء بقلب الإنسان وعقل الطبيب بإنشاء مستشفي متخصص بأسوان لعلاج هذا المرض اللعين الذي يصيب أعدادا كبيرة من الأطفال . الغريب أننا لا نلمس مساهمات العديد من رجال الأعمال المصريين والعرب الذين تتجاوز ثرواتهم 245 مليار دولار من بينهم عائلات مصرية وعربية معروفة في حل مشاكل مجتمعاتهم ؟ .. لماذا لا يساهم رجال الأعمال في تشجيع العلم والعلماء ؟ لماذا لايساهمون في إنشاء مستشفيات وصروح طبية تعالج المرضي الفقراء؟ لا أعتقد أن هؤلاء الرجال الذين منحهم الله هذا الخير الكثير اللهم لا حسد يمكن أن يبخلوا أو يتأخروا عن نداء بلدهم لمسح دموع الأمهات اللاتي يسهرن بجوار أبنائهن بالمستشفيات في انتظار إخلاء سرير أو بحثا عن أهل الخير لمساعدتهن في إجراء عملية جراحية .. يا رجال الأعمال أبناء مصر .. إن بلدكم يناديكم .. في آهات المرضي الذين يبحثون عن العلاج في مستشفيات الأطفال ومعاهد الأورام .. في دموع الرجال الذين تقهرهم تكاليف علاج الفشل الكلوي أو أضناهم البحث عن مصاريف العلاج الشهري لمرض مزمن .. في دموع الأمهات الثكالي الذين يهدد الموت أعزاء لديهن .. ليس ذلك فحسب ولكن أيضا في مؤسسات الخير التي تتولي صرف مبالغ شهرية لإعالة الأسر الفقيرة . يا رجال الأعمال اتحدوا من أجل نجدة فقراء مصر .. اتحدوا من أجل تطوير الحياة في مجالات الصحة والتعليم والقضاء علي البطالة.. والحقيقة التي لابد أن ندركها جميعا هي أن سداد زكاة المال عن ثروات رجال الأعمال التي تتعدي عشرات المليارات من الدولارات تكفي لاختفاء الفقراء من مصر .