فور سقوط الطائرة المنكوبة، اشتعلت بورصة الفرضيات والسيناريوهات حول أسباب سقوطها، فبين من سلم بإمكانية الخطأ البشري، رأي البعض أن عملية إرهابية تقف خلف الحادث، فيما ذهب آخرون إلي عطل أصاب الطائرة أدي لسقوطها، وبين هذا وذاك يبدو أن السؤال الأهم: هل يمكن ربط سقوط الطائرة القادمة من فرنسا بحادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء أكتوبر الماضي، وكذلك اختطاف طائرة مصرية إلي قبرص مارس الماضي؟ وهل هناك جهة تريد الإضرار بعلاقات القاهرة بالعواصم الثلاث التي تشهد العلاقات معها تطورا كبيرا في الآونة الأخيرة! البعض طرح فرضية تذهب إلي أن مصر تتعرض لمجموعة من الحوادث التي تبدو للوهلة الأولي غير متصلة، لكن عند التعمق فيها تجد ترابطها الواضح، بهدف وحيد وهو الإضرار بالاقتصاد المصري وإضعاف صورة القاهرة في المحافل الدولية، خاصة بعدما بدأت بوادر الاستقرار تلوح في المجتمع بعد إنجاز تشكيل البرلمان إيذانا بانتهاء المرحلة الانتقالية التي بدأت عقب إطاحة ثورة «30 يونيو» بنظام الرئيس الإخواني محمد مرسي وجماعة «الإخوان» الإرهابية، إذ شهدت البلاد بعدها موجة من العمليات الإرهابية، ومن هنا ربط البعض بين حوادث الطائرات الأخيرة باعتبارها تستهدف إحراج مصر وإضعافها. السؤال يطرح نفسه خصوصا أن علاقات مصر مع روسياوقبرصوفرنسا تشهد زخما في السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم في يونيو 2014 فالعلاقات مع روسيا دخلت مرحلة الدفء منذ البداية، انعكس ذلك بوضوح في زيارات رسمية متبادلة بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتكلل ذلك بصفقات واتفاقات غير مسبوقة، كان آخرها التوقيع علي أكبر قرض روسي لصالح تمويل مشروع الضبعة النووي، فيما تشهد العلاقات المصرية القبرصية زخماً علي جميع الأصعدة. كما تشهد العلاقات المصرية الفرنسية تطورا سريعا، فتبادل الزيارات بين الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي فرانسوا أولاند عزز من الفورة التي تشهدها العلاقات الاقتصادية والعسكرية المشتركة، في ظل إعادة مصر ترتيب أولوياتها وعلاقاتها الخارجية علي أسس أكثر رحابة، فجاءت حوادث الطائرات الثلاث في أوقات متقاربة وكأنها تبدو منظمة لضرب علاقات مصر بهذه الدول، وهو ما دفع «آخرساعة» لاستطلاع رأي عدد من المحللين السياسيين والخبراء الاستراتيجيين حول إمكانية ربط حوادث الطائرات معا، وهل فعلا هناك جهة ما تقف خلفها للإضرار بصورة مصر في العالم؟ من جانبه، رأي الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الربط بين الحوادث الثلاثة ممكن ومطروح، لكن ينقصه الدليل المادي الذي يربط بينها ويثبت تورط جهة بعينها في هذه الحوادث، غير ذلك سيدخلنا في لعبة التخمينات والفرضيات التي لا تغير من الحقائق. بدوره، رأي الدكتور زكريا حسين، المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العليا، أن الشواهد تؤكد فرضية العملية الإرهابية في إسقاط الطائرة، مؤكدا أن الربط بين الحوادث الأخيرة التي أصابت الطيران المصري وارد لكنه يحتاج إلي مزيد من البحث والأدلة، وأضاف: «مصر مستهدفة وهذه حقيقة، لكن ربط حوادث الطائرات الثلاثة في الفترة الأخيرة، يلزمه وجود تنظيم إرهابي ضخم لديه قدرات ضخمة حتي يستطيع اختراق مطار شرم الشيخ في حادث الطائرة الروسية، ثم يستطيع اختراق تأمينات مطار شارل ديجول الفرنسي، فهي اختراقات تحتاج إلي قدرات وتقنيات عالية. في السياق، أكد الدكتور عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي أن هناك دولاً تبحث عن مصالحها وهي بالضرورة لا تتوافق مع المصالح المصرية، وفكرة استهداف مصر واردة لكن ينقصها الدليل المادي. أمنيا، قال العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني، إن فرنسا تتحمل مسؤولية الحادث، وهي نقطة أصيلة يجب أن يتمسك بها الجانب المصري بكل وضوح، وأشار إلي أن وجود أكثر من عملية طالت الطائرات المدنية فيما له علاقة بمصر أمر يثير الشكوك، ويجعل فكرة ربطها ببعضها البعض جذابة لدي الكثيرين، لكنه حذر من الإفراط في الفرضيات والسيناريوهات حول الحادث، خاصة أن لا جهة أعلنت مسئوليتها عن الحادث إذا ما سلمنا أنه مدبر، وأشار إلي ضرورة تعامل الأمن في المطارات لجميع الاحتمالات، وأن يبدأ في تشديد إجراءات المطارات، لأنه من الواضح أنها مستهدفة.