"عافر ورا حلمك هيتحقق.. ابتكر وفكر وحاول تخرج من إطار الإحباط واليأس المسيطر عليك.. هتوصل"، هذه الكلمات يقدمها الشاب أحمد عفيفي، وخطيبته نهي مجدي، لكل الشباب الذين يضعون العوائق دائمًا نصب أعينهم، ولا يبذلون أي جهد إلا في البكاء علي حالهم متحججين دائماً بظروف الدولة - التي يعرفها الجميع - التي لا تسمح بتوافر فرص عمل لهم. لم يعرف اليأس طريقًا لعقل الشاب المكافح وخطيبته، فظروفهما الحياتية الصعبة ورغبتهما في الزواج، دفعتهما للتفكير خارج الصندوق، فبدأت فكرة مشروعهما حينما وجد أحمد نفسه مُعطلا في عمله الأصلي "السياحة"، فبدآ سويًا التفكير في مشروع المطعم الجوال أو كما يعرف بال"street food projects"، للخروج من الأزمات المادية المتلاحقة التي تطاردهما، ولتحقيق دخل جيد بجانب عملهم الأساسي. نهي مجدي شريكة أحمد في المشروع، تروي تفاصيل بدء مشروعهم "by bike" قائلة: "كل اللي حصل إن إحنا كنا قاعدين أكثر من أسبوعين مع بعض بندور علي فكرة قبل بداية السنة كمصدر دخل إضافي في 2016 عشان فرحنا خلال هذه السنة إن شاء الله، وكمان عشان أحمد اعتماده الرئيسي علي السياحة، وطبعًا كلنا عارفين المجال أصبح عامل إزاي في مصر دلوقتي، ولا يمكن الاعتماد عليه أبدًا فقررنا تطبيق "concept" موجود في كل بلاد العالم حاجة تحت مسمي "street food projects"، وده حاجة بتناسب ظروف أي حد في الدنيا سواء موظف أو صاحب عمل أو بدون عمل أصلًا، وسواء كان معك رأس مال أو بدون". تابعت: "المُهم قررنا بداية مشروع "by bike" عجلة بتلف كل مكان بنبيع عليها بطاطا بطريقة مختلفة عليها "nutella"، وشوية حاجات تانية، كل يوم بعد شغلنا من 9 ل12 بليل، الحمد لله عمرنا ما كنا نتخيل إن ربنا يوفقنا لدرجة كل اللي بيحصل ده، إن ناس تيجي لنا من كل حتة كل يوم عشان عجبهم المنتج اللي اخترعناه من دماغنا، وبدون رأس مال، ونلاقي ناس بتنشر موضوعنا في كل مكان، وفرحنا جدًا بتجربتنا، وفي أقل من 4 أيام نلاقي القنوات الفضائية بتكلمنا عشان تصور معانا.. هل فعلًا حد يصدق ده؟". المشروع لم يتوقف عند هذا الحد بل أصبح مصدر إلهام للعديد من الشباب، ففي محيط مصر الجديدة يوجد أكثر من 9 عجلات، إضافة إلي 20 عجلة أخري في المحافظات، الأمر الذي جعل "by bike" جاذبة للعديد من صغار رجال الأعمال، خاصة أن رأس مال المشروع لا يتجاوز ال2000 جنيه، ويحقق دخلاً شهرياً أكثر من 3 آلاف جنيه. أحمد مجدي الذي تخرج في الأكاديمية البحرية، ويُدير حاليًا إحدي شركات السياحة، لم يلجأ لهذا المشروع بهدف الشهرة الإعلامية أو السخرية أو الاستهزاء بالشباب العاطل، هو بالفعل كان بحاجة لذلك الدخل الذي يتحصل عليه من "باي بيك"، التي تطورت الآن وأصبحت تبيع مختلف المأكولات بداية من "البطاطا بكل نكهاتها ووصولًا إلي ساندوتشات الهوت دوج والهامبرجر. لم يرغب أحمد في أن يحتكر الفكرة لنفسه، ولم يبحث عن المجد الشخصي فقط، وبدأ يدعم العديد من الشباب الذين طلبوا "باي بيك"، ولم يُجبر أحد علي الاحتفاظ باسم "باي بيك" ولا باللون الأصفر الذي ميز عربته دون غيرها، ويقول أحمد: "كان بإمكاني أن أفرض فكرتي علي من يريد الاستثمار في "باي بيك" لكني خشيت أن يُصاب الشباب بالإحباط فمن العدل أن يصبح لكل شخص الحق في اختيار الاسم المناسب له، والاستفادة المادية لا تعنيني بقدر الاستفادة المعنوية".