يرفض المدير الفني لمنتخب فرنسا ديديه ديشامب الإجابة بوضوح علي أي سؤال يتعلق بمشاركة كريم بنزيما في كأس الأمم الأوربية "يورو2016" التي ستقام علي الأراضي الفرنسية في الفترة من 10 يونيو وحتي 10 يوليو2016، فعلي مدار مسيرته الطويلة كلاعب ومدرب كان الرجل ومازال، متحدثاً ماهراً لوسائل الإعلام.. يبرع في التورية والمواربة والمراوغة، وفي التهرب من أسئلة لا يريد الإجابة عليها. حتي هذه اللحظة فإن بنزيما ممنوع من ارتداء قميص الديوك بسبب خضوعه للتحقيقات في قضية "ابتزاز جنسي" ضحيتها زميله ماتيو فالبوينا، كما أن تهمة أخري كانت تلاحق المهاجم الأفضل دولياً في جيله برصيد 27 هدفا، وهي "المشاركة في تنظيم إجرامي". صديق طفولة لبنزيما حصل علي مقطع فيديو جنسي لفالبوينا وهدده بنشره إلا إذا حصل علي مبلغ من المال، وحينما طلب فالبوينا من بنزيما التوسط عند صديقه لكي لا يفضحه، صدمه بنزيما بأن طلب منه دفع المال مقابل الحفاظ علي سمعته وهو ما يُعد جريمة ابتزاز من وجهة نظر قانونية، وفي الحادي من مارس الماضي برأ القضاء الفرنسي بنزيما من اتهام ابتزاز فالبوينا، ورغم ذلك لم يستدعه ديشامب لودية منتخب هولندا في الخامس والعشرين من مارس بأمستردام كما لم يستدع فالبوينا أيضاً ولكن بسبب إصابته مع فريقه أولمبيك ليون، ويبدو أن كثيرا من الأمور ستضح بعد اجتماع سيعقده نويل لوجاريت في مكتبه مع بنزيما وفالبوينا في الأسبوع الأول من شهر أبريل الجاري. كما أن استدعاء بنزيما من قبل القاضي رينو فان ريومبيكي، بصفته صاحب الأسهم الأكبر في شركة ، للشهادة في قضية مخدرات وغسيل أموال، ضاعف من الصعوبات التي يواجهها المهاجم الدولي ومن يريدون عودته للمنتخب. الحديث عن بنزيما وصل لرأس الدولة الفرنسية، حيث ذكرت صحيفة لوموند أن الرئيس فرانسوا أولاند، وبينما كان علي مأدبة غداء بين جمع من الصحفيين في منتصف يناير الماضي، قال بصوت عال "لا أفهم كيف يمكن لبنزيما المشاركة في يورو 2016"، فيما يبدي وزير الدفاع جان إيف لودريان إعجابه باللاعب ويؤيد مشاركته باليورو، أما رئيس الوزراء مانويل فالس فصرح : " لا يمكن مشاركة اللاعب بالبطولة فمازال رهن التحقيقات .. رياضي مثله يجب أن يكون قدوة للشباب".. حديث فالس تحديداً استفز بنزيما، حيث رد هذا الأخير علي تويتر دون أن يُسمي رئيس الوزراء: " أمارس الكرة كمحترف منذ 12 عاماً.. لعبت 541 مباراة.. لم أحصل علي أي بطاقة حمراء وحصلت علي 11 بطاقة صفراء فقط.. وهناك من يتحدث عن أنه يجب أن أكون قدوة!!" أما دوبون موريتي المحامي الخاص ببنزيما فرد علي تصريحات فالس قائلاً: «تدخلات رئيس الوزراء أمر مشين.. فلينظر إلي حكومته قبل أن يتحدث، هناك عدد من وزرائه مدان في قضايا فساد ومحسوبية»، وبالتدقيق في تاريخ وزراء فالس يتضح صدق ما قاله محامي بنزيما حيث إن جان مارك إيرو وزير الخارجية سبق الحكم عليه بالسجن 6 أشهر وغرامة قدرها 30 ألف فرانك عام 1997، وذلك في قضية فساد انتهت بالتصالح، وكذلك آرلم ديزير وزير الدولة لشئون التنمية الدولية للشئون الأوروبية، المحكوم عليه عام 1998 بالسجن 18 شهراً مع إيقاف التنفيذ وغرامة قدرها 30 ألف فرانك في قضية سوء استغلال أصول يملكها الحزب الاشتراكي PS الذي ينتمي إليه. وتابع محامي بنزيما بسخرية: "لا أعتقد أن ديديه ديشامب سوف يتدخل ليجبر السيد فالس علي إبعاد هؤلاء الوزراء من الحكومة". النقاش المحتدم بشأن بنزيما في الأروقة العليا للدولة الفرنسية سيُحسم في الأيام القليلة المقبلة، ومن المرجح أن يكون بنزيما ضمن تشكيلة الديوك الفرنسية، حيث إن نويل لوجاريت، رئيس اتحاد الكرة، يري احتياجاً بالغاً لبنزيما، وهو نفس رأي ديديه ديشامب، وإذا كان رئيس الوزراء يعادي بنزيما بشكل واضح بينما رئيس الجمهورية متحفظ تجاه اللاعب.