مصر المائي والحفاظ علي نهر النيل شريان الحياة في مصر يجب أن ينال اهتماما كبيرا من المسئولين عن الرياضة في مصر حتي لا نفاجأ بسد نهضة جديدة.. «آخر ساعة» كانت شاهدا علي موقف يدل علي عدم إدراك بعض مسئولي الرياضة لأهمية العلاقات المصرية مع دول حوض النيل. ونفتح ملف القضية الشائكة ونقدم الحلول البسيطة لدور الرياضة في دعم العلاقات مع القارة السمراء. الفترة الماضية شهدت زيارة قام بها مسيو ريفريان رئيس اتحاد الكرة ورئيس مجلس الشيوخ في بوروندي لمصر، والتقي برفقة الحاج سليمان عيسي سفير بوروندي في القاهرة، بوزير الشباب خالد عبد العزيز.. وسامح شكري وزير الخارجية. بعد الزيارة التي كانت في ديوان عام الوزارة بميت عقبة ، أكد رئيس مجلس الشيوخ البوروندي، خلال اللقاء، عمق العلاقات القائمة بين مصر وبورندي في مختلف المجالات، معربا عن أمله في مزيد من التعاون في المجال الشبابي والرياضي بين البلدين في الفترة القادمة. ونوه رئيس الاتحاد البوروندي لكرة القدم أهمية تقارب شعوب دول حوض النيل وتبادل الثقافات والعلاقات فيما بينهم من خلال اللقاءات والبطولات الرياضية المجمعة. ورحب وزير الشباب والرياضة باستضافة مصر لأي لقاءات شبابية أو بطولات رياضية لدول حوض النيل. وأكد إمكانية تبادل الخبرات الرياضية بين مصر وبوروندي علي مستوي الحكام والإداريين. وفي أثناء تواجد وفد بورندي بنادي الزمالك.. بدأت في تجاذب أطراف الحديث بالفرنسية مع الضيفين، وبينما كنا نتجول في الملاعب قابلنا الكابتن هشام يكن نجم دفاع الأبيض ومنتخب مصر السابق.. مسيو ريفريان قال لي: أخبر الكابتن هشام أنني أعرفه جيدا منذ 1985، ففي ذلك العام التقي فريق فيتالو البوروندي بالزمالك في بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري، فاز الزمالك بالقاهرة 6-1 وتعادل الفريقان ببوروندي 1-1، وأنا أعشق هذا الفريق صاحب الزي الأبيض الذي يلعب كرة قدم راقية. بينما اندهش الحضور من ذلك الرجل الذي يحفظ تاريخ نادي الزمالك، حيث تحدث عن تأسيسه منذ 1911 وحتي الآن بمعلومات تاريخية لا يعرفها كل من يشجع النادي. والتقي الوفد البورندي مع المستشار أحمد جلال إبراهيم نائب رئيس النادي، إضافة لعدد من أعضاء مجلس الإدارة تقدمهم رحاب أبو رجيلة وشريف منير حسن والدكتور بدر ياسين أمين الصندوق، طلب مني مسيو ريفريان أن أنقل علي لسانه الكلمات التالية: أخبرهم أنني سعيد جدا بتواجدي في نادي الزمالك.. هذه هي المرة الثانية التي أزور فيها النادي، جئت قبل ذلك في منتصف عام 2011 لتوقيع اتفاقية شراكة وتعاون مع النادي، ولكن نظرا لظروف ثورة يناير والاضطرابات السياسية بالبلاد لم نتمكن من ذلك، وهذا ما جئت من أجله اليوم.. لأننا دولة في جنوب حوض النيل ومصر دولة في شمال حوض النيل، لذا أرجو أن يكون بيننا حلقة وصل وتعاون. للأسف الشديد لم يتمكن مسيو ريفريان من توقيع الاتفاقية التي جاء من أجلها للمرة الثانية، نظراً لانشغال رئيس النادي باجتماع آخر خارج النادي ..وعند مغادرته الزمالك التقي مع رئيس النادي علي بوابة النادي.. ورحب بهم واستمع إليهم في حدود وقته الضيق، ووعدهم بالنظر في طلبهم في أسرع وقت.. رحل السفير ومعه رئيس اتحاد الكرة ورئيس مجلس الشيوخ في بوروندي دون الحصول علي ما جاءا من أجله وهو شيء بسيط يمكن لمصر حضورا جيدا في واحدة من الدول التي تتحكم في أمنها المائي، والتي يمكنها ببساطة، ومن خلال التعاون مع دولة أخري ليست غنية بالضرورة، ولكنها شريكة معنا في شريان الحياة لدينا هو نهر النيل. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: إذا كان هذا المسؤول المهم في بلده يعرف هشام يكن جيدا وهو من جيل الثمانينات والتسعينات، وإذا كان للزمالك هذه السمعة في أفريقيا وهو الغائب عن منصات بطولاتها منذ 13 عاما، فلماذا لا تستعين الدولة بنجوم من عينة محمد صلاح نجم روما وميدو وحازم إمام ومحمد أبو تريكة ومحمد زيدان وأحمد حسن وحسن شحاتة.. والعباقرة د. أحمد زويل ود. مجدي يعقوب.. وغيرهم كثيرون وكثيرون للترويج لمصر في البلدان الأفريقية حفاظا علي العلاقات مع أفريقيا ومنعا لظهور سد آخر يهدد أمن مصر المائي والغذائي. أكد المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة: أن الدولة تدرك جيدا اهمية العلاقات المصرية مع دول أفريقيا عامة.. وحوض النيل خاصة.. نظرا لارتباط مصيرنا جميعا بهذا الشريان الحيوي.. وفي وزارة الشباب والرياضة نسعي بكل جهدنا لتوطيد وتقوية علاقاتنا مع دول حوض النيل بشكل أكبر ولكن لانقصر مع الدول السمراء أيضا ومؤخرا قمنا باستقبال عيسي حياتو رئيس الاتحاد الدولي بالإنابة ورئيس الاتحاد الأفريقي وكان الاستقبال مبهرا له ودعوناه لأكثر من مناسبة.. كذلك رئيس مجلس الشيوخ ورئيس اتحاد الكرة ببورندي الذي استقبلته وكأنه في بلده ووعدته بدعم دولته بكافة خبراتنا وإمكانياتنا البشرية.. وكثير من مسئولي الرياضة والشباب في أفريقيا.. كما أننا ننسق مع بعض المؤسسات المصرية لنفس الغرض مثل الأزهر الشريف بما له من ثقل ومكانة عريقة في أفريقيا وقداسة البابا تواضروس.. ووزارة الخارجية ووزارة التعاون الدولي.. ودائما نتواصل مع الأساتذة رؤساء الاتحادات الرياضية الأفريقية من المصريين.. ونحن كوزارة لا نتقاعس لحظة عن زيادة الدعم الأفريقي والتواصل.. ولفت الوزير في النهاية إلي مشاركة وفد شباب من جمهورية بورندي في ملتقي دول حوض النيل المقرر أن تنظمه الوزارة في الفترة من 9 -16 نوفمبر المقبل.. وتشارك فيه وفود شبابية من معظم الدول الأفريقية.