المملكة تحتفي بالرئيس رسمياً وشعبياً وخادم الحرمين يستقبله أمام الطائرة مصر تؤيد مبادرة الخليج.. وتؤكد ضرورة الحفاظ علي السلامة الإقليمية لليمن ووحدة شعبه الزعيمان اتفقا علي مواجهة محاولات التدخل في الدول العربية أياً كانت مصادرها وتفويت مخططات بث الفرقة والانقسام بين الأشقاء في أول زيارة رسمية للرئيس، عبدالفتاح السيسي، إلي المملكة العربية السعودية، عقب تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم بالمملكة، خلفاً لشقيقه الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عقد الرئيس السيسي مُباحثات مُشتركة مع خادم الحرمين الشريفين، والأمير مقرن بن عبد العزيز، ولي العهد، والأمير محمد بن نايف، ولي ولي العهد وزير الداخلية، وتناولت اللقاءات مُستجدات الأوضاع، ومختلف القضايا الإقليمية بالمنطقة. كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد وصل صباح الأحد الماضي إلي مطار الملك خالد بالعاصمة السعودية الرياض، في مستهل زيارة رسمية إلي المملكة العربية السعودية، وكان علي رأس مستقبليه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، والأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولي العهد، والأمير فيصل بن بندر، أمير منطقة الرياض، كما كان في استقباله، رئيس المراسم الملكية، محمد بن عبدالرحمن الطبيشي، إضافة إلي سفير مصر لدي المملكة العربية السعودية وأعضاء السفارة. السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، قال إن مراسم الاستقبال شهدت عزف السلامين الوطنيين للبلدين، واستعراض حرس الشرف، ثم صافح الرئيس عبدالفتاح السيسي مستقبليه، وهم كل من الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز، وزير الحرس الوطني، والأمير الدكتور مشعل بن عبدالله بن مساعد، مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب وزير البترول والثروة المعدنية، والأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب وزير الخارجية. كما صافح الرئيس السيسي كلاً من الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز، الرئيس العام لرعاية الشباب، والأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز، المستشار بديوان سمو ولي العهد، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، إضافة إلي الوزراء وكبار المسئولين من مدنيين وعسكريين، وأعضاء السفارة المصرية بالرياض. وقد اصطحب خادم الحرمين الشريفين الرئيس السيسي إلي القصر الملكي حيث عقدت قمة ثنائية مُغلقة تلتها جلسة مباحثات ثنائية موسعة بحضور وفدي البلدين، استهلها خادم الحرمين الشريفين بالترحيب بالرئيس السيسي، والتأكيد علي قوة ومتانة العلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمع البلدين، وأهمية تعزيز التشاور والتنسيق فيما بينهما بما يحقق مصلحة الأمتين العربية والإسلامية. ووجَّه الرئيس السيسي التهنئة لخادم الحرمين الشريفين علي توليه سدة الحكم بالمملكة، متمنياً له كل النجاح والتوفيق، وللمملكة وشعبها الشقيق كل الخير والاستقرار. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن المرحلة الراهنة والواقع الذي تعيشه المنطقة العربية يستوجبان تعزيز التعاون لصالح المنطقة بأكملها. وشهدت المباحثات تبادل الرؤي بشأن مُستجدات الأوضاع ومختلف القضايا الإقليمية في المنطقة، حيث أشاد الرئيس بجهود المملكة العربية السعودية ودورها في مساندة مختلف القضايا العربية والإسلامية، وتباحث الزعيمان عددًا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما فيما يتعلق بتدهور الأوضاع في اليمن وضرورة تداركها، تلافياً لآثارها السلبية علي أمن منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر. وأعرب السيسي، عن تأييد مصر للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وضرورة الحفاظ علي السلامة الإقليمية لليمن ووحدة شعبه، وأهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي لعدم السماح بالمساس بأمن البحر الأحمر أو تهديد حركة الملاحة الدولية. وعلي الصعيد السوري، أوضح الرئيس أن اهتمام مصر ينصرف إلي الحفاظ علي الدولة السورية ذاتها وحماية مؤسساتها من الانهيار، مؤكداً علي أهمية التوصل إلي حل سياسي شامل للأزمة ينهي معاناة الشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية ويحول دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلي دول الجوار السوري. وبشأن الموقف في ليبيا، أكد الرئيس أن جهود مكافحة الإرهاب في ليبيا لا تتعارض مع دعم مصر لجهود المبعوث الأممي لإيجاد حل للأزمة عن طريق الحوار، كما شدد علي ضرورة وقف إمدادات المال والسلاح للميليشيات الإرهابية والمتطرفة في ليبيا، وأهمية دعم المؤسسات الليبية الرسمية، وعلي رأسها البرلمان المنتخب والجيش الوطني، بالإضافة إلي مساندة الحل السياسي وصولاً إلي تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الليبي. وأوضح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن اللقاء شهد تأكيداً علي أهمية مجابهة كافة محاولات التدخل في الدول العربية أياً كانت مصادرها، وتفويت كافة المحاولات التي تستهدف بث الفرقة والانقسام بين الأشقاء، حفاظاً علي النظام العربي الذي نهدف إلي ترميمه وتقويته في مواجهة محاولات اختراقه وإضعافه. وأعرب الزعيمان عن تطابق مواقف البلدين إزاء سبل مواجهة التحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، والذي يعد ركيزة أساسية للتضامن العربي. وكان خادم الحرمين الشريفين قد أقام مأدبة غداء تكريماً للرئيس السيسي والوفد المرافق له حضرها الأمير مقرن بن عبد العزيز، ولي العهد، والأمير محمد بن نايف، ولي ولي العهد. وبحسب السفير علاء يوسف، فإن الزيارة استهدفت تعزيز ودعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في شتي المجالات السياسية والاقتصادية، في ضوء المواقف المشرفة للمملكة، والتي ساندت من خلالها الإرادة الحرة للشعب المصري في ثورة 30 يونيو. يوسف، قال إن الرئيس السيسي يولي اهتماما خاصا بالتواصل والتنسيق المشترك بين البلدين علي كافة الأصعدة، في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية، وسعي بعض الأطراف والجماعات المتطرفة لاستغلال الفراغ الذي خلفه الاقتتال الداخلي، وحالة الضعف في بعض الدول للتوسع، والإضرار باستقرار ومستقبل شعوب المنطقة. المتحدث الرئاسي، أشار إلي أن القمة العربية المقبلة كانت ضمن الموضوعات المطروحة علي جدول أعمال الزيارة، خاصة أن الوضع الحالي يتطلب أهمية تفويت كافة محاولات بث الفرقة والانقسام بين الدول العربية، والتكاتف فيما بينها لمواجهة المخاطر المتسارعة التي تتعرض لها المنطقة العربية. وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، علي اصطحاب سامح شكري، وزير الخارجية، واللواء خالد فوزي، رئيس جهاز المخابرات العامة، ضمن الوفد المصري الرسمي. وغادر الرئيس عبدالفتاح السيسي، الرياض عصر نفس يوم الزيارة (الأحد) الماضي، وكان خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قد ودع الرئيس السيسي لدي مغادرته قصر خادم الحرمين الشريفين بالرياض. كما كان في وداع الرئيس السيسي، بمطار الملك خالد الدولي، الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، والأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، والأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز، المُستشار بديوان ولي العهد، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدي مصر مندوب المملكة الدائم لدي جامعة الدول العربية، أحمد بن عبدالعزيز قطان، ونائب رئيس المراسم الملكية خالد بن صالح العباد، وسفير جمهورية مصر العربية لدي المملكة، عفيفي عبدالوهاب، وعدد من المسئولين السعوديين. وأكد عدد من السياسيين، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي المملكة العربية السعودية، ولقائه بالملك سلمان بن عبدالعزيز قبل المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، كانت تعمل علي زيادة فرص وجذب الاستثمارات السعودية لمصر. وأشاروا، إلي أن الرئيس السيسي يسعي لإنشاء قوة عربية موحدة تهدف لحماية الوطن العربي، إضافة إلي أن الزيارة تأتي في إطار توطيد العلاقات بين البلدين، خاصة في ظل المؤامرات الدنيئة التي تحاك للوقيعة بين البلدين. وفي بيان سابق، صادر عن الرئاسة المصرية، "ثمّن الرئيس السيسي غالياً المواقف التاريخية للملك سلمان بن عبدالعزيز أثناء تطوعه في الجيش المصري وقت العدوان الثلاثي، وكذا قيادته لحملة لدعم النازحين المصريين وقتئذٍ، وتضامنه مع مصر خلال حرب أكتوبر 1973". ووصفت الرئاسة المصرية هذه المواقف بأنها "تدلل علي الأخوة الحقيقية والصداقة الوفية، وتأتي متسقة مع الإطار العام الذي يضم العلاقات بين البلدين ويكلله التقدير والمودة والاحترام المتبادل، مما يجعل العلاقات بين البلدين الشقيقين نموذجاً يُحتذي لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية العربية". وفي حوار خاص لقناة العربية، تزامناً مع زيارته للسعودية، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، علي متانة العلاقات (السعودية المصرية)، وأنها مازالت علي نفس المستوي من العمق والتقارب؛ مشيراً إلي أن زيارته إلي المملكة تهدف إلي المزيد من التنسيق والتشاور مع الملك سلمان فيما يتعلق بأبرز الملفات الساخنة التي تخدم البلدين، وليس لتنقية الأجواء مع الرياض كما تحدث البعض. وتحدث الرئيس، خلال الحوار، عن تقدير مصر لدور السعودية لإنجاح مؤتمر شرم الشيخ، الذي يعقد 13 و14 و15 مارس الجاري، وقال إننا نحتاج من أشقائنا العرب تلبية مبادرة المغفور له الملك عبدالله وحضور المؤتمر الاقتصادي. ووجه الرئيس السيسي، حديثاً مُباشراً إلي تركيا، مُطالباً أنقرة بوقف تدخلاتها في شئون مصر الداخلية، وذلك بعد تأكيده علي أن تزامن زيارته للرياض مع زيارة الرئيس التركي جاء "مصادفة". وشدد السيسي، علي أن استقرار مصر هو استقرار للخليج والعكس صحيح، كما جدد تأكيده علي أن وجود قوة عربية مطلب أساسي لاستقرار المنطقة، وأنه يجب حل الأزمة السورية بعيداً عن الخيار العسكري.