بعيدا عن قانون تقسيم الدوائر وتحديد ميعاد واضح ومعلن لانتخابات مجلس النواب وبعيدا أيضا عن تخبط وتناحر القوي والأحزاب والتحالفات السياسية الشكلية بدأ الماراثون الانتخابي الآن علي الأرض وبدأت اللقاءات الجماهيرية والخدمات والتواجد في الشارع لراغبي الترشح لعضوية مجلس النواب في عدد كبير من المحافظات وكان الملاحظ واللافت للنظر حتي الآن عدم ظهور وجوه جديدة علي الساحة بالشكل المتوقع مما يتنبأ بأن البرلمان القادم سوف يشهد وجوها قديمة كانوا نوابا في البرلمانات السابقة. ووجد هؤلاء الراغبون في الترشح فرصة كبيرة في تزامن بدأ العام الدراسي الجديد وعيد الأضحي ليسوق كل مرشح نفسه كل علي طريقته فهناك بعض الذين سعوا لدفع المصروفات الدارسية لغير القادرين وحدث ذلك في عدد كبير من محافظات الوجه البحري والقبلي ووصل الأمر إلي قيام مرشح محتمل في إحدي المحافظات من طباعة اسمه علي بعض الأدوات المدرسية كراسة ومسطرة وأقلام وكله علشان عيون العضوية في المجلس الموقر وامتلأت شوارع وميادين عدد من المحافظات حتي في العاصمة بلافتات التهنئة بعيد الأضحي . وانطلق موسم الاستعداد للمعركة الانتخابية، وبدأ عدد كبير من المرشحين، إجراء الترتيبات اللازمة والظهور في عدد من المحافل والمناسبات، استعدادًا لخوض الانتخابات علي المقاعد الفردية. وعلمت "آخرساعة" أن بعض راغبي الترشح ومنهم نواب سابقون قرروا عدم قطع "عادتهم القديمة الذين كانوا يتبعونها أيام الحزب الوطني وهو تجهيز الأضاحي بكميات وتوزيعها علي المحتاجين والفقراء كدعاية انتخابية لأهالي الدائرة حتي أن هناك أحد المرشحين وهو نائب قديم من محافظات وجه بحري جهز حوالي 4 عجول وصل سعر العجل الواحد إلي 9 آلاف جنيه وكله من أجل عيون الانتخابات. ومن الوجوه القديمة التي بدأت تطفو علي السطح والظهور في الفضائيات النائب حيدر بغدادي نائب الجمالية السابق عن الحزب الوطني والنائب السابق محمد أنور السادات والنائب السابق عمران مجاهد دمياط ود.جمال الزيني ومحمد عبد العليم داوود وكيل مجلس الشعب السابق الذي يعمل في صمت ومصطفي الجندي البرلماني السابق والمنسق العام لتحالف «52 / 03» الانتخابي والعمدة خالد الشريف النائب السابق بمركز الفيوم والنائب السابق سيد عزب دائرة كفر شكر والنائب السابق أحمد مصطفي عبدالواحد مركز طامية بالفيوم هذا بالإضافة إلي المخرج خالد يوسف الذي يقوم بخدمات واسعة ببلدته كفر شكر محافظة القليوبية بلد السياسي الراحل خالد محيي الدين. أما الأحزاب المدنية فبدأت ماراثون الاستعداد للانتخابات البرلمانية بشكل مختلف وهو شكل أكاديمي من خلال ما أطلقوا عليه لجان العمل الجماهيري التي تجوب الشوارع للاستماع لمشاكل المواطنين وبدأت القوي المدنية العمل علي وضع رؤيتها المجتمعية، للتواصل مع الطبقات التي ستخاطبها بانتخابات البرلمان المقبل، وتستعد كل التحالفات الانتخابية والأحزاب في تنظيم زيارات للمحافظات، للوقوف علي أبرز المشاكل التي يواجهها المواطن المصري. كل هذا يحدث في جانب والأحزاب والقوي السياسية تلعب وتلهو بالتصريحات والانتقادات فيما أكد النائب السابق حيدر بغدادي أن الشارع والشعبية هما الأساس الوحيد الذي علي أساسه سينجح المرشح في الانتخابات المقبلة مؤكدا أنه موجود بالفعل مع أهله ومحبينه في الدائرة دائما وله بصمات واضحة داخل الدائرة وأكد بغدادي أن 50% من نواب برلمان 2005 ممن ينتمون للحزب الوطني المنحل سيخوضون انتخابات مجلس النواب القادم بينما ال50% الآخرون اعتزلوا العمل السياسي، مشيرا إلي أن 150 عضوًا من الشرفاء والطاهرين و"الشبعانين" وشرفاء اليد.. أو أبنائهم سيخوضون الانتخابات المقبلة. وعلي مستوي اختيار المرشحين بدأت الأحزاب في تشكيل لجان الانتخابات بالتحالفات الانتخابية استعدادًا لانتخابات مجلس النواب وتتولي هذه اللجان استقبال مرشحي الأحزاب بتحالفاتها الانتخابية، وتطبيق المعايير التي تضعها لاختيار المرشحين عليها، واختيار الأنسب لتمثيل التحالف بالانتخابات، وذلك فيما يتعلق بمرشحي الفردي والقائمة. حيث أعلن تحالف الوفد المصري الذي يضم أحزاب الوفد والمصري الديمقراطي الاجتماعي والمحافظين والشعب الجمهوري والإصلاح والتنمية، تشكيل لجنة الانتخابات بالتحالف والتي تضم في عضويتها كلا من أحمد فوزي ممثلا عن الحزب المصري الديمقراطي إلي جانب ممثل عن كل من حزبي الإصلاح والتنمية والمحافظين، ويرأسها المهندس حسام الخولي، ممثل حزب الوفد. حيث تبدأ في وضع معايير اختيار المرشحين في دوائر الفردي والقائمة، واستقبال ترشيحات أحزاب التحالف، وترتيبها، واختيار العناصر الملائمة لكل دائرة انتخابية تمهيدا لتقديمها إلي المجلس الرئاسي للتحالف والذي يضم رؤساء الأحزاب. ومن أهم المعايير التي تضعها لجنة الانتخابات بتحالف الوفد المصري في اختيار المرشحين، الكفاءة والخبرة في خوض انتخابات سابقة بالإضافة إلي شعبية المرشح وتمثيل حزبه بالدائرة الانتخابية، كذلك قدرته علي تمويل جزء من حملته الانتخابية. وعلي جانب آخر تضم لجنة الانتخابات بائتلاف الجبهة المصرية الذي يضم أحزاب التجمع والمؤتمر والحركة الوطنية ومصر بلدي والشعب الجمهوري، والاتحاد العام لنقابات عمال مصر، ممثلا عن كل حزب ويرأسها جبالي المراغي، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، كطرف محايد بين أعضاء اللجنة من الأحزاب. وعقدت اللجنه اجتماعا للاتفاق علي معايير اختيار المرشحين، تمهيدا لعرضها علي المجلس الرئاسي للائتلاف والذي يضم رؤساء الأحزاب، ثم البدء في استقبال ترشيحات الأحزاب لفرزها واختيار العناصر الملائمة والأكثر كفاءة وذات الشعبية، تمهيدًا لعرضها علي المجلس الرئاسي لاعتماد هذه الأسماء، إلا أن ذلك لن يعلن إلا بعد صدور قانون تقسيم الدوائر الانتخابية. فيما عقدت لجنة الانتخابات بالتيار المدني الديمقراطي الذي يضم أحزاب الدستور والتحالف الشعبي والكرامة ومصر الحرية والعدل والتيار الشعبي، اجتماعًا الأسبوع الماضي، وضعت خلاله تصورًا لعمل اللجنة خلال الفترة الماضية، علي أن تبدأ في استقبال ترشيحات الأحزاب خلال الأسبوع الجاري. فيما قال مصطفي الجندي البرلماني السابق والمنسق العام لتحالف «25 30» الانتخابي أننا نهدف لتمكين المصريين من انتخاب "مجلس نواب" قوي قادر علي أفضل أداء لمهام التشريع والرقابة وإعطاء الأولوية المطلقة لترشيح النساء والشباب وذوي الكفاءات العلمية المميزة في مختلف التخصصات واللجان البرلمانية. وأضاف أن التحالف لن ينسق مع أي من الكيانات التحالفية التي ظهرت علي الساحة السياسية. أما منصب رئيس مجلس الشعب فلا يختلف الصراع حوله مثل صراع راغبي الترشح لنيل العضويه فمحاولات الدكتور كمال الجنزوري مستشار الرئيس للشئون الاقتصادية للم الشمل والتنسيق بين الأحزاب للظهور بتحالف قوي اعتبرها البعض سعيا إلي الفوز برئاسة المجلس القادم ولم تختلف عن تلك المحاولات التي خاضها عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور لنفس المهمة، ولا تختلف أيضاً عما يدور حالياً حول استعداد المستشار أحمد الزند لزعامة التحالفات الانتخابية، بقائمة يعدها من بعض رموز القضاء والسياسة. وكانت معلومات قد ترددت خلال الفترة الماضية حول استعداد المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة لخوض الانتخابات البرلمانية بتشكيل تحالف انتخابي يضم عددًا من الشخصيات العامة، من بينها تهاني الجبالي وعادل لبيب وفايزة أبو النجاة، ويسعي هذا التحالف للحصول علي الأكثرية واختيار المستشار أحمد الزند كرئيس لمجلس الشعب والذي قوبل بهجوم شديد من بعض الأحزاب والقضاة بما يشكل حرب تكسير عظام وأن المشهد السياسي الراهن لا يحتمل تشكيل تحالفات جديدة.