كل خطوة نحو مستقبل أفضل ومع كل بصيص أمل نحو إحراز تقدم، تجد من يقذفك بالحجارة حتي تتعثر ويعرقل طريقك لتحقيق أحلامك"، هذا ما تسعي له بعض الدول الطامعة والمعادية لمصر، وعلي رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تطمع في المنطقة بأسرها، ومعها طفلها المدلل «إسرائيل» ، وذراعاها.. قطروتركيا، اللتان تحلمان بقيادة المنطقة. من خلال وسائل إعلامهم أو عبر صحف عالمية يمتلكون أسهماً بها، يبدأ هؤلاء الأشرار في شن حربهم ضد مصر بترويج الأكاذيب والشائعات وبخ سمومهم مثل الأفعي، مستهدفين تأجيج الصراعات وتعميق الخلافات ونشر الفتن التي تعوق مصر عن تقدمها. اعتادت صحيفة "الجارديان" البريطانية وقناة الجزيرة القطرية والمواقع الإخبارية التركية علي نشر الأكاذيب وإخفاء الحقائق وتزويرها مثلهم مثل الصحف والتليفزيون الصهيوني. ورغم ملفات الفساد والفضائح التي تطال كل منهم، إلا أنهم لا ينظرون في المرآة، لا يتذكرون قتل العمالة من الآسيويين الواردة بشأن التجهيزات لكأس العالم 2022 الذي حصلت عليه قطر برشاوي مالية، لم تخجل تركيا من فضائح الفساد التي ضربت رئيس الوزراء التركي حينها "رجب طيب أردوغان"، وأبناءه وأعضاء حكومته؛ فيغفلون كل ذلك ويسعون دوماً إلي التركيز علي السلبيات فقط حتي إنه يمكن تداركها في المستقبل، فنقدهم دائماً يكون هداماً وإن كان بدون تحريف وكذب. ففي خلال الأيام الماضية، أعلنت القناة السابعة بالتليفزيون الإسرائيلي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اقترح علي نظيره الفلسطيني محمود عباس أبو مازن خلال اللقاء الذي جمع بينهما مطلع الأسبوع الماضي، منح الفلسطينيين 1600 كيلو متر مربع من أرض الفيروز لتنضم لقطاع غزة، من أجل إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح علي هذه المساحة تحت سيطرة كاملة من السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن، ومقابل ذلك يتنازل الأخير عن المطالبة بالعودة إلي حدود عام 1967 علي أن تمنح المدن الفلسطينية والتجمعات في الضفة الغربية حكماً ذاتياً تحت إدارة السلطة الفلسطينية، بحسب ما تداولته المواقع الإسرائيلية. فيما نفي الرئيس السيسي نفسه هذا الخبر جملة وتفصيلاً خلال كلمته للاحتفال بعيد المعلم. شائعات .. وأكاذيب ولم تقتصر الشائعات والأكاذيب ضد مصر عند هذا الحد بل شنت الصحيفة البريطانية التي تمتلك الدوحة 30% من أسهمها هجوماً علي مشروع قناة السويس الجديد الذي بات مثل الكابوس يؤرق الآلاف من الأسر التي تم طردها من منازلهم وهدمها دون دفع أي تعويض لهم، في إطار حملاتها المغرضة ضد "رمانة الميزان" ومزاعم تستهدف تشويه مشروعاتها التنموية. ونقلت الصحيفة في تقريرها المزعوم أن سكان قريتي "الأبطال" و"القنطرة" قالوا إنه تم إزالة 1500 منزل و5 آلاف منزل آخر تحت التهديد. ونقلت عن إبراهيم السيد، مزارع، يبلغ من العمر 25 عاماً، قوله إنه وأطفاله يعيشون الآن في كوخ بسيط؛ لأن كل من عارض الخروج ورفض ترك منزله اُعتقل من بينهم أخوه. ونقلت الصحيفة أيضاً رؤية نيل ديفيدسون، أحد كبار المحللين في شركة دروري لاستشارات الأبحاث البحرية،عن المشروع حيث قال إنه ليس من الواضح ما إذا كانت القناة الجديدة ستكون لها العائد المالي الذي تنشده الحكومة أم لا؛ لذا سيبقي أن نري السعر الذي ستفرضه مصر علي السفن لاستخدام المجري، ومدي كفاءة تعامله مع السفن أثناء مرورها به، وهما عامان سيحددان مدي شعبية القناة الجديدة. كما نقلت الجارديان تصريحات "هيثم ممدوح"، رئيس قسم الري والهندسة الهيدروليكية بجامعة الإسكندرية، حذر فيها من أن الفرع الجديد الذي يجري حفره الآن قريب جداً من القناة الأصلية، كما يشهد الفرع الجديد وجود المياه الجوفية، التي تحتاج لأكثر من مليون دولار يومياً لرفعها. وبالرغم من توفير المشروع فرص عمل حالية وساعد علي تخفيض نسبة البطالة، لكنه حذر من أن المشروع بأكمله قد تم استعجاله، ومن المحتمل أن تكون له آثار غير متوقعة، قائلاً: "كان من الضروري عمل دراسات هندسية واقتصادية وبيئية لمدة عام كامل، لكن تم الإعلان عن المشروع من دونها. أكذوبة الجارديان وهذه الحالة ليست الأولي للصحيفة البريطانية مع مصر، فخلال يوليو الماضي نشرت الجارديان خبرا مفاده أن "توني بلير" رئيس وزراء بريطانيا الأسبق وصاحب شركة استشارات سياسية واقتصادية، وافق علي العمل كمستشار للرئيس السيسي، وسيقدم له المشورة بشأن "الإصلاح الاقتصادي" كجزء من برنامج تموله دولة الإمارات العربية المتحدة التي وعدت بضخ استثمارات ضخمة في مصر. فيما أصدر مكتب "بلير" بياناً نفي فيه صحة معلومات الخبر الذي وصفه بأنه "هراء". وأضاف حينها موضحاً أن بلير ليس لديه مصالح تجارية في مصر، وإن كان قد شدد علي ضرورة مساندة مصر بجهود الإصلاح؛ فمن الضروري لمصر والمنطقة والعالم أن ينجح الرئيس الجديد وحكومته في إجراء الإصلاحات ونقل مصر إلي مستقبل أفضل ومن الضروري أيضا أن يساعدهم المجتمع الدولي في ذلك. وجاء هذا الخبر عبر صفحات الجارديان وزج بلير فيه لأنه يدعم حسب وصف الكاتب "سيوماس ميلن"، قائد الانقلاب العسكري الذي أطاح بأول رئيس ديمقراطي. كما استغل ميلن صفحات الجريدة التي كان يرأس تحريرها لشحن المجتمع الدولي ضد مصر من خلال الحديث عن اعتقال وقتل الإخوان وحظر الجماعة سياسياً. أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فقد نشرت مقالا تحريضيا ل"مروان بشارة" المحلل السياسي بقناة "الجزيرة"، بعنوان "مصر تشن حرباً علي الصحفيين" يكشف المؤامرة القذرة لمحاولة محاصرة مصر دولياً، عقب القبض علي صحفيي القناة وتوجيه إدانات لهم في القضية الشهيرة إعلامياً ب"خلية الماريوت". حيث أشار بشارة إلي اضطهاد الصحفيين الأجانب والعاملين بالجزيرة واعتقالهم أثناء أداء مهام عملهم في ظروف صعبة، كما يواجهون حملة ترهيب وقمع عشوائي علي حد وصفه. وشبه بشارة الثورة المصرية بحركة المرور الفوضوية في شوارع المحروسة، واضطرار مصر إلي السير في الاتجاه المعاكس بعد الإطاحة بمرسي وسحق أي عقبة في طريقها بما في ذلك حرية التعبير وتحقيق انتصارات هشة لهم حسب قوله. تركيا .. والإخوان هذا بالإضافة إلي عناوين الصحف التركية الموالية للرئيس أردوغان، الداعم للإخوان وتنظيمهم، التي اعتادت علي وصف الرئيس السيسي ب"قائد الانقلاب العسكري" وعدم قدرته علي النهوض بالمصريين. وخلال القصف الوحشي التي تعرضت له غزة، اتهمت صحيفة "يني شفق" التركية الحكومة المصرية بالاشتراك مع إسرائيل في قتل آلاف الأطفال والنساء من شعب غزة عبر استمرار غلقه معبر رفح البري. ولم يقف الأمر عند ذلك، بل كانت هناك تصريحات لأردوغان «غير مقبولة» ضد الرئيس المصري وإرادة المصريين أنفسهم. وفي أغسطس من عام 2013 وعقب الارتباك الذي أصاب الإدارة الأمريكية وعقب ثورة 30 يونيو والإطاحة بالمحظورة وقياداتها، زعم موقع «ديبيكا» الاستخباراتي الإسرائيلي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور مصر بناء علي نصيحة من رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان، ولا يستبعد أن تتضمن الزيارة توقيع صفقة كبيرة لبيع أسلحة روسية لمصر بتمويل سعودي. وفي هذا الوقت ومع تهديدات الرئيس الأمريكي باراك أوباما والكونجرس بقطع المعونة عن مصر، أرجع بعض المحللين أن ما تريده إسرائيل من نشرها خبرا كاذبا كهذا، ما هو إلا لتأجيج الصراعات وتعميق الخلافات بين واشنطن وموسكو. خاصة بعد أن أعلنت صحيفة واشنطن بوست في اليوم نفسه، رفض أوباما لقاء نظيره الروسي علي خلفية منح الدب الروسي حق اللجوء السياسي المؤقت لموظف الأمن القومي الأمريكي السابق إدوارد سنودان. وأشار الموقع الإسرائيلي حينها إلي أن الأمر سيكون مؤلما لسياسة أوباما وموقف واشنطن في الشرق الأوسط عندما تتجه الحكومة المصرية لحظر جماعة الإخوان المسلمين، علي عكس رغبة البيت الأبيض، وتحول بوتين للقاهرة في أكثر التطورات استفزازاً للسياسة الأمريكية.