تسليم الرفات لأهل الشهيد نايم في قلب الصحراء ورملها الدافئ ببيادته وزمزميته ورقمه العسكري الجندي الشهيد محمد أحمد حسن عطوة دفن من 40 سنة في 18 أكتوبر 1973 لا يعرف أحد كيف استشهد برصاصة ولا دانة مدفع أودبابة لم تنسه مصر ولا أهله وهو ينتظر تحت رمل سيناء وكنوزها فتكشف عن أغلي وأهم معادنها (الرجال والشهداء) التي روت دماؤهم رملها وأثناء العمل في مشروع حفر قناة السويس الجديدة انزاحت الرمال عن رفاته ثم أمر الرئيس السيسي بدفنه في مقابر قريته. فكانت صلاة الجمعة صباح 29 أغسطس 2014 مختلفة عن كل الأيام في قرية العارين مركز فاقوس شرقية استيقظت القرية علي صوت ميكروفون مسجدها يعلن «حضرت جنازة الشهيد محمد حسن أحمد عطوة وتقام الصلاة عليه بمسجد (نعمان الكبير) وتنقل بعد الصلاة لمقابر الأسرة وما إن انتهي النداء حتي تحولت القرية كلها لسرادق فرح كبير مع تهليل وتكبير وترديد الأهالي تهليلة العيد شكرا لله الذي حقق أمنياتهم (صدق وعده واعز جنده لا إله إلا الله)، وامتلأ بيت أسرة الشهيد بالمهنئين فقد استجاب الرئيس السيسي لأمنية أسرته وكل أهل القرية وأمر بنقل رفات الشهيد لمقابر الأسرة ليجاور قبر والده بعد فراق 40 عاما انهمرت الدموع من عيني ابنه الكبير رضا 43 سنة يردد بلا وعي «إيه السعد اللي أنا فيه ده يا ولاد.. بقي أبويا يسيبني وأنا عندي سنتين ويجي وأنا عندي 43 سنة «مش مصدق نفسي». ووصلت سيارة الإسعاف لمدخل القرية بتشريفة عسكرية وبمجرد فتح باب السيارة التي تقله لم أدر بنفسي وارتميت علي النعش أحتضنه ودموعي أنهار وسط 20 ألفا تجمعوا في لمحة بصر لم أفق إلا علي زغاريد عماتي «شقيقات الشهيد» تتسابق لحمله كل الأكتاف وسط التكبير والتهليل والدعاء للرئيس السيسي ربنا يحميه وتمت الصلاة وعاد الغائب بعد 40 سنة لجوار والده في مقابر الأسرة وأصبح لي والد أزوره واقرأ له الفاتحة.