إذا كان الخشوع الروحي ومراقبة الله في السر والعلن (التقوي) هو أساس الصيام فإن النشاط البدني لاينبغي تجاهل قيمته وفوائده طوال شهر رمضان المبارك، فللرياضة البدنية أثر عظيم في قوة الجسم ومناعته إلي جانب الرياضة الروحية في قوة الروح وعزيمتها.. وقد يخطئ البعض عندما يعتقد أن الصيام يقتضي قلة الحركة والنشاط، والكسل، والبعد عن الرياضة، أو الجلوس لساعات طويلة أمام الفضائيات حتي يحين أذان المغرب وموعد الإفطار.. وإذا كانت ممارسة الرياضة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالغذاء الذي يمد الجسم بما يحتاجه من طاقة وعناصر حيوية بعضها يجدد من أنسجته، والآخر يدخل في كيمياء بعض الوظائف الحيوية، وبناء الجسم وتنميته، فهل معني ذلك أن نتوقف عن ممارسة الرياضة طوال شهر رمضان المبارك بحجة أننا صائمون؟.. والسطور التالية تصف أهم الأنشطة الرياضية التي يمكن أن يمارسها الصائم في نهار رمضان. ليلة القدر.. ليست كأي ليلة، فهي خير من ألف شهر، ليلة ينتظرها عباد الله طوال العام، أخفي الله موعدها كي يتحري عنها من يطلبها، ليلة تعمر فيها المساجد وترفع فيها الدعوات.. سميت بهذا الاسم "من القدر"، وهو الشرف كما تقول فلان "ذو قدر عظيم"، أي ذو شرف، وأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه. قال الله عز وجل في محكم كتابه: {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتي مطلع الفجر}.. وقد روي عن النبي (ص) أنه قال في خطبة خطبها في آخر شعبان: "أيها الناس أنه قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة القدر، العمل فيها خير من ألف شهر، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدي سبعين فريضة فيما سواه" ، وثبت في الصحيحين أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (التمسوها في العشر الأواخر ، في الوتر) رواه البخاري . وقال ابن عباس رضي الله عنه: (إنها ليلة سبع وعشرين)، واستنبط ذلك استنباطاً عجيباً من عدة أمور، فقد ورد أن عمر رضي الله عنه جمع الصحابة وجمع ابن عباس معهم وكان صغيراً فقالوا: "إن ابن عباس كأحد أبنائنا فلم تجمعه معنا؟، فقال عمر: إنه فتي له قلب عقول، ولسان سؤول، ثم سأل الصحابة عن ليلة القدر، فأجمعوا علي أنها من العشر الأواخر من رمضان، فسأل ابن عباس عنها، فقال: إني لأظن أين هي، إنها ليلة سبع وعشرين، فقال عمر: وما أدراك؟ فقال: "إن الله تعالي خلق السموات سبعاً"، وخلق الأرضين سبعاً، وجعل الأيام سبعاً، وخلق الإنسان من سبع، وجعل الطواف سبعاً، والسعي سبعاً، ورمي الجمار سبعاً، فيري ابن عباس أنها ليلة سبع وعشرين من خلال هذه الاستنباطات، وكأن هذا ثابت عن ابن عباس. ورجح بعض العلماء أنها تتنقل وليست في ليلة معينة كل عام، قال النووي رحمه الله: (وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الأحاديث الصحيحة في ذلك ، ولا طريق إلي الجمع بين الأحاديث إلا بانتقالها). يقول عبدالحميد الأطرش، الرئيس الأسبق للجنة الفتوي بالأزهر، إن ليلة القدر ليلة الشرف والرفعة لرسولنا محمد صلي الله عليه وسلم أعطاها الله لأمة محمد عندما قال رسولنا الكريم للصحابة بأن رجلا من بني إسرائيل حمل السلاح وجاهد في سبيل الله ألف شهر (83 سنة و4 شهور) فتقاصر الصحابة أعمارهم لأن أعمار هذه الأمة كما قال رسولنا الكريم تتراوح مابين الستين والسبعين وقليل من يتجاوز ذلك أعطي الله هذه الأمة الليلة التي تعادل ألف شهر من العبادة. يضيف الأطرش، لليلة القدر علامات الشمس تخرج صبيحتها بيضاء لا شعاع لها، ليلة بلجة لا حر ولا برد، فيها تتنزل الملائكة إلي الأرض لمصافحة الراكعين والساجدين وعلامات المصافحة أن يشعر الإنسان بقشعريرة في جلده، قالت السيدة عائشة إن رأيت ليلة القدر فماذا أقول فقال اللهم إنك عفو كريم حليم تحب العفو فاعف عني، من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وقيام هذه الليلة يكون بصلاة العشاء والصبح في جماعة. ويذكر الأطرش، أن هناك طاقة نور تفتح في السماء فهذا غير صحيح لكنها خرافات يذكرها العامة، قال رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم التمسوها في الوتر من العشر الأواخر في رمضان، ورأي جمهور العلماء أنها في ليلة 27 رمضان، ومن قام الحول كله يصيب ليلة القدر، لكن الله أخفي هذه الليلة كما أخفي ساعة الاستجابة يوم الجمعة حتي لا يتكل الناس علي العبادة في ليلة واحدة ويتركوا سائر الليالي.