اشتهرت ميام بأغانيها التي تتحدث عن القيود المجتمعية التي تشعر بها المرأة المصرية، والمعاناة اليومية لها خاصة مع ظاهرة التحرش الجنسي. وتقول «التحرش قضية تعيشها كل فتاة، كل يوم تفتح الدولاب، وتسأل نفسها هلبس إيه النهارده، بلاش ده عشان ممكن يكون ملفت، أو بلاش ده عشان فيه ألوان كتير. البنت ماتقدرش تاخد قرار غير لما تفكر ألف مرة الناس هيقولوا إيه» نفس الكلام تقوله عاليا، التي تعيش في الإسكندرية والتي يختلف زيها عن زي ميام، هي ترتدي دائماً جينز وتي شيرت وجاكت وقبعة رياضية تخفي بعض شعرها الذي تسرحه بستايل «الكاريه». تحاول عالية أن تتمتع ببعض الحرية وأن تقرر بنفسها ما تريده وتقول «لا تتوقف قيود المجتمع علي الزي، أحياناً يتدخل الناس في أسلوب حياتنا وفي الأشياء التي نفعلها دون النظر إن كنا نحبها أو لا». سوسكا عادل تعيش في حي عزبة النخل مع والدها وشقيقها الصغير. تقوم بصناعة الموسيقي الخاصة بها وتسجل أغانيها من خلال جهاز كمبيوتر قديم. سوسكا بدأت في كتابة الأغاني منذ أن كانت في سن الثالثة عشرة، وعشقت فن الراب وخاصة المغنية نيكي ميناج التي طالما حلمت أن تكون مثلها. تقدمت لبرنامج صوت الحياة الذي كان يحكم فيه الفنان هاني شاكر والفنانة سميرة سعيد بعد ذلك بدأت سوسكا تقدم حفلات في ساقية الصاوي وفي مسارح مختلفة، وأصبح لها جمهور خاص بها. وتقول سوسكا «كنت أغني عن كل شيء. بعد الثورة غنيت كثيراً عن السياسة. لكن في إحدي الحفلات قبل 30 يونيو غنيت أغنية سياسية، وانقسم الجمهور بين معارضين للإخوان ومؤيدين لهم، ومن وقتها قررت أن أتوقف عن السياسة، وأن أتحدث عن الحياة والشباب والمجتمع... هذه أيضاً سياسة» Revolution Records أو تسجيلات ثورية هي جمعية محلية في الإسكندرية مدعومة من الدانمارك تسعي لدعم الشباب في المجالات الفنية وتساعدهم علي تسجيل أغانيهم بشكل محترف. المؤسسة أطلقت نداء منذ عدة أشهر لمغنيي الراب في مصر لتقديم أغانيهم وتسجيلها، ومن ضمن 400 متقدم، كان هناك 5 فتيات فقط. ويقول أحمد روك وهو مطرب راب وأحد المسئولين في الجمعية «المجتمع لم يتعود أن يشاهد شابا يغني راب، فما بالك بفتاة وسط القيود الاجتماعية المختلفة» في استديو Revolution Records كانت عاليا تقوم بتسجيل إحدي أغانيها، تقوم بحركات راقصة بسيطة علي استحياء وتؤدي أغنيتها التي تدعو الناس لنبذ العنف والحياة في سلام. في البداية كانت عالية تكتب عن حياتها ومشكلاتها الخاصة، ثم بدأت تشاهد فيديوهات علي يوتيوب لنجوم الراب العالميين، وسجلت أولي أغانيها دون أن تخبر أهلها «قررت أن أقوم بشيء مختلف وأن أغني ما أحبه، لكن بالنسبة لأمي فالراب ليس فناً للبنات». السؤال هنا: هل تستطيع هؤلاء الفتيات الاستمرار في تقديم الفن الذي يحبونه؟ أحمد روك يري أن هذا الأمر صعب، أو علي الأقل فإنهم سيستمرون لكن بشكل هاو وغير محترف «فن الراب لم ينتشر بالشكل الكبير بعد، ربما يكون هذا الاستديو هو الوحيد الذي يدعم الشباب والفتيات بشكل مجاني وهذا لن يستمر طويلاً. إذا لم تفهمنا الناس وإذا لم يعترفوا أن من حق البنت أن تغني راب، لن نستطيع الاستمرار» وبالفعل فإن الفتيات وإن كانوا يتمنون أن يركزوا فقط في تقديم الأغاني إلا أن هذا الأمر صعب، فعاليا ستستمر في دراستها العلمية رغم أنها تتمني أن تعيش فقط للراب. أما سوسكا فهي بدأت تربح بعض المال من حفلاتها، لكنه غير كاف ولابد أن تبحث عن شيء آخر تفعله. ميام أيضاً تريد أن تكمل مشوارها «عندما أسمع البنات تقول إنني أتحدث بلسانهم، وعندما يكون أهلي فخورين بما أقدمه. فبالتأكيد أريد أن أستكمل»