كان أبو ذر الغفاري (جندب بن جنادة) من قبيلة غفار، وكانت هذه القبيلة مشهورة بقطع الطريق وسلب الناس أموالهم، وعندما علم بظهور النبي الكريم(ص) توجه إلي مكة وأعلن إسلامه، وكان من أوائل من دخلوا في دين الإسلام، وطلب منه الرسول الكريم (ص) أن يعود إلي قبيلته ثم يأتي إلي الرسول عندما يظهر أمر الإسلام، وعاد أبو ذر إلي قبيلته وأقنعهم بدخول الإسلام، كما أقنع القبيلة المجاورة (أسلم) أيضا بدخول الإسلام، وعندما هاجر النبي الكريم(ص) إلي المدينة، ذهب إليه أبو ذر مع قبيلته وقبيلة أسلم، ليخبراه عليه الصلاة والسلام بإسلامهما. ومكث أبو ذر (ص) بجوار أعظم رسل السماء يتعلم منه ويحفظ أحاديثه، حتي أن الرسول الكريم(ص) قال عنه: «ما أقلت الغبراء، ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر». وذات يوم سأله الرسول الكريم: يا أبا ذر.. كيف أنت إذا أدركت أمراء يستأثرون بالفيء، فأجاب: إذاً والذي بعثك بالحق لأضربن بسيفي». فقال له الرسول: (أفلا أدلك علي خير من ذلك.. اصبر حتي تلقاني».. وهكذا وعي أبو ذر الدرس، إن أبا ذر يبغض المتحكمين بالسلطة والمال. ومرت الأيام، وانتصر الإسلام، وانتقل الرسول الكريم (ص) إلي أكرم جوار، وشاهد أبو ذر كيف قهر الإسلام إمبراطوريتي الفرس والروم في عهد الصديق والفاروق عمر، كما شاهد كيف تدفقت الأموال علي بعض حكام المسلمين في الشام وخاصة معاوية بن أبي سفيان إبان خلافة عثمان بن عفان، ولم يعجب ذلك أبا ذر.