هل نحتاج إلي الشهر الكريم لنتذكر خشية الله سبحانه وتعالي؟ الإجابة نعم نحتاج إلي كثير من المحفزات لنتذكر أشياء كثيرة تشغلنا عنها الحياة وملذاتها وإغوائها مهما كانت درجة التزامنا الأخلاقي.. قبل حتي تديننا.. تجرفنا الحياة ونساعدها بضعفنا الإنساني. وتظل أغلبيتنا تتأرجح ما بين الشر والخير والصواب والخطأ بدرجاتها المختلفة حتي آخر نفس. هكذا خلقنا وتلك هي مسئوليتنا التي خافت منها كل المخلوقات ونأت عنها الجبال والسموات وتصدي لها الإنسان ليس بغروره وجهله كما يقال وإنما كما أنا أعتقد لأنه ببساطة هو الإنسان الذي به قبس من روح الله.. مخلوقه الخاص المتميز الذي علمه الأسماء كلها أي خصه بالمعرفة وأنها لعظيمة إلا علي الجاهلين!! هل علينا الشهر المبارك وصفعني السؤال. هل نخاف الله حقا.. نخشي غضبه وانتقامه خاصة للمظلومين الذين قال عن صرختهم: بعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين!! يا الله من يسمع قسمه هذا ولا يرتعد من هول الوعيد!! أي نفس جهولة جبارة تسمع هذا ومع ذلك تسول لها نفسها الظلم!! ففي الحديث القدسي يقول سبحانه: «يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا»!! فيا أيها الإنسان الجبار هل سألت نفسك ماذا فاعل ربك بك عندما تظلم خاصة عندما تملك ناصية الناس بحكم المنصب والثروة والجاه؟؟؟ تذكر علي قدر المسئولية يكون الحساب..!! فها هو الفاروق عمر كان يلوم نفسه علي تعثر بغلة وكيف أن الله سوف يسأله عن عدم تمهيده لطريقها!!! وكان يبكي من خشية الله وهو العادل!! ولن أتكلم بالقطع عن رحمة رسولنا الكريم([) الذي قال ليهدئ روع مسلم من خشية الله فقال له إن رحمته علي عباده تفوق رحمة الأم علي وليدها بملايين المرات ليطمئنه علي حبه سبحانه لعباده.. كل عباده!.. فهل ننكر علي أنفسنا أن نكون رحماء وعادلين علي بعضنا البعض؟ أقول قولي هذا لأذكر نفسي قبل الآخرين.. خاصة كل راع مسئول عن رعيته.. هل حققت العدل الذي في مسئوليتك؟؟ هل تذكرت ربك الرحيم الذي سبقت رحمته عدله ونحن نسألك عدلك قبل رحمتك؟ وأقول ثانية لكل مسئول اغتر بقوته وجبروته.. تذكر ربك واخشه. تذكر يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون!! يوم تبكي فيه وتقول يا ليتني قدمت لحياتي..!! وتتمني بعد فوات الأوان أن تكون ممن قال عنهم سبحانه {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}. (صدق الله العظيم).