تاريخ مجلة «آخر ساعة» يؤكد أنها الأخت الكبري.. وإن جاز أن نقول «الأم» لإصدارات مؤسسة أخبار اليوم الصحفية العريقة باعتبارها صاحبة أول إصدار ظهر للوجود عام 1934 علي يد مدرسة محمد التابعي الصحفية التي أوجدت قالبا جديدا حيث ظهر لأول مرة المقال الخبري أو الخبر المقالي.. واستخدام الصورة كمادة رئيسية للتعبير عن الحدث، وقد تميزت المجلة علي مر تاريخها بقطعها الكبير الذي يميزها بين مثيلاتها في الأسواق حتي أطلق عليها أكبر المجلات المصورة في الشرق الأوسط.. وقد تولي رئاسة تحريها علي مر تاريخها أيضا عظماء وقامات الصحافة المصرية بداية من الأستاذين علي ومصطفي أمين ومرورا بالعمالقة الأساتذة محمد حسنين هيكل وأحمد الصاوي ويوسف السباعي وثروت عكاشة وأنيس منصور وأحمد بهاء الدين وكامل الشناوي ورشدي صالح ثم الأستاذ وجدي قنديل.. وكان توزيع مجلة آخر ساعة يصل إلي «200» ألف نسخة وقد ساعد علي ذلك الإنفرادات الصحفية التي تميزت بها المجلة وبعض الملاحق الصادرة مع العدد مثل ملحق الرياضة الذي كان يقوم بإعداده الأستاذ أحمد علام رئيس القسم الرياضي. ومنذ فترة التسعينات من القرن الماضي وعلي مدي 18عاما حدث تحول في مسار المجلة حيث توالي علي رئاسة تحريرها كتاب صحفيون متمرسون أمضوا حياتهم المهنية داخل صالات تحرير الجرائد اليومية وهي تختلف عن طبيعة المجلات مما أدي لتراجع توزيع المجلة ومستوي أدائها. وبعد 25 يناير تولي الأستاذ إبراهيم قاعود رئاسة تحرير المجلة لتعود المجلة مرة أخري لواحد من أبنائها الذين يتمتعون بالموهبة الصحفية -وما أكثرهم بالمجلة- ولكن الظروف التي تمر بها البلاد حالت دون نهوضها كحال أي مؤسسة في الدولة.. ولكن فترة رئاسته أعادت للمجلة الهدوء والسكينة بين الزملاء وبعضهم البعض وهو الأمر الذي افتقدناه طوال الفترات السابقة. واليوم ونحن نتحدث عن تغيرات صحفية وشيكة تقدم لها العديد من الزملاء.. لا أقول - طامعين- في منصب رئاسة التحرير ولكن أقول «متطلعين» وهذا حقهم، ولكن لن يكون هذا علي حساب الإصدار..وهذه هي الرسالة التي أود أن أوجهها لسيادتكم يا أستاذ جلال عارف.. فمجلة «آخر ساعة» في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد تريد أن يتولي رئاسة تحريرها واحد من أبنائها يستطيع إعادة نهضتها لأنه أعلم بظروفها، خاصة أنها تضم العديد والعديد من الكفاءات الصحفية التي يمكنها التطوير إذا توافرت لها الإمكانيات المناسبة.. والدعم اللازم.. وفي النهاية لا يسعني إلا تقديم كل الشكر والتقدير لشخصكم الكريم.. وتفهم طبيعة الظروف الداخلية للمجلة.