صفحات جديدة من اللا إنسانية والهوس والجنون الذي كان يتمتع به معمر القذافي، كشف عنها فيلم تسجيلي قدمته قناة بي بي سي البريطانية، يكشف مدي وحشية هذا الرجل الذي استباح أعراض الفتيات الصغيرات في المدارس الليبية، وخطفهن من ذويهن وحولهن لسبايا لإشباع رغباته الجنسية المريضة. ولم يكتف القذافي بالاعتداء الجنسي فحسب، بل صاحبه ترويع وتعذيب وقتل للفتيات ولذويهن، دون أدني قدر من الإنسانية. مضي أكثر من عامين علي قتل معمر القذافي الذي كان يختبئ في ماسورة صرف صحي في الصحراء الليبية. مات هو لكن لم تمت جراح وآلام تسبب فيها لآلاف الأسر الليبية التي اختطفت بناتها دون أن يدروا مصيرهن وإلي أين ذهبن. فطوال 24 عاما من الحكم اعتدي واغتصب القذافي مئات، بل ربما آلافا من الفتيات الليبيات اللاتي كن يختطفن من مدارسهن لإسعاد العقيد. وقام أعوان القذافي بخطف العديد من الفتيات العذاري من المدارس والجامعات، وسجنهن لأعوام طويلة في مخابئ سرية صممت خصيصا في قصوره المتعددة. داخل إحدي المخابئ، المشهد لا يمكن وصفه.هو مخبأ مكون من عدة غرف، إحداها كانت مجهزة بتليفزيون لإجبار الفتيات علي مشاهدة الأفلام الإباحية لتثقيفهن بكيفية التعامل مع العقيد.. واحدة من غرف المتعة التي كان يستخدمها القذافي، كانت مجهزة بديكور فاخر علي طراز سبعينيات القرن الماضي. وبجانب هذه الغرفة، غرفة أخري تشبه عيادات الأطباء، مجهزة بأدوات الجراحة والتحليل، للتأكد من خلو الفتيات من أي أمراض تنتقل بالاتصال الجنسي، وكانت الفتيات يتم إخضاعهن لعمليات إجهاض أيضاً إذا تحرك جنين في أحشائهن. كان أسلوب القذافي معروفا في اختيار فتياته. كان يذهب إلي المدارس والجامعات في جولة حيث تدعي فيها الطالبات إلي محاضراته .وعندما يتحدث إلي جمهوره، يبحث في نفس الوقت بين الحاضرات عن الفتاة الأكثر جاذبية، وقبل مغادرته يقوم بمصافحة الفتيات، والمسح علي رأس الفتيات اللاتي يختارهن. وفي غضون ساعات، يذهب الحرس الخاص النسائي الخاص به إلي منازل الفتيات، ويأخذنهن، وإذا رفض الأهل، يقتلون في الحال.. وتحدثت إحدي المعلمات في مدرسة طرابلس حول اختيار القذافي لفتيات لم ينهين بعد طفولتهن "كان يأخذ الفتيات من سن ال41 ببساطة، بدون ضمير ولا أخلاق ولا ذرة من رحمة. كان ميعاد زيارة القذافي لمدرسة أو لجامعة يوماً مرعباً للجميع" وتحدثت المدرسة عن حالة شهدتها لفتاة اختفت تماماً، وجاء أهلها للسؤال عنها ولا من مجيب. وظلوا يبحثون عنها إلي أن وجدوها مغتصبة ومقتولة وملقاة في إحدي الحدائق" بحث فريق بي بي سي كثيراً عن ضحايا لديهن الجرأة الكافية للحديث عن الأهوال التي لاقينها. وبالفعل توصل الفريق إلي امرأة واحدة، تعرضت للاغتصاب مرارا وتكرارا من قبل طاغية علي مدي سبع سنوات منذ أن كان عمرها 51 عاما. بعد أن تم اختيارها لتقديم باقة من الورود للعقيد خلال جولة بمدرستها. وقتها مسح العقيد علي رأسها في حركة قد تبدو أبوية، لكنها تعني أنه تم اختيارها. وفوجئت بحارسات القذافي يأتين إلي منزلها ويقلن لأهلها، إنها مطلوبة لتقديم مزيد من باقات الورود. تم اقتياد الفتاة إلي المخبأ الجنسي، وتم تجريدها من ملابسها، وتم فحصها صحياً. ثم وضع لها المكياج، وتركت عارية في سرير في انتظار العقيد. حاولت الهروب لكن حارساته أمسكن بها وأعادوها للسرير، وتعرضت بعد ذلك للاغتصاب مرات ومرات، خلال سبع سنوات. تتذكر القذافي وهو تحت تأثير الكوكايين والكحول والفياجرا. تتذكر أول مرة قائلة "لن أنسي أبداً تلك اللحظة، اللحظة التي انتهك فيها جسدي وطعن فيها روحي بخنجر. إنه جرح لن يزول أبداً".. لعقود ظل العالم يشاهد القذافي تحيطه نساء فاتنات يرتدين الزي العسكري، ويضعن المكياج الكامل، بينما يحملن المسدسات. لكنهن لم يكن فقط حارسات، بل أيضاً تم إجبارهن علي الانضمام لقطاع الحرس الخاص، الذي كان يشبه حريم السلطان. وكان القذافي يمارس الجنس معهن، ويجبرهن علي مشاهدة تصرفاته المجنونة. وتقول إحدي الحارسات "استدعانا مرة في الساعة الثانية صباحاً، لكي نشاهد إعدام مجموعة من الشباب لا يتعدون السابعة عشرة من عمرهم. كان يمسك بمسدسه ويطلق النار علي الواحد تلو الآخر، وكان المطلوب منا أن نهتف ونصفق له. لكني لم أستطع أن أتمالك دموعي" وقد التقت سهام سرجوا، إحدي المكلفات من المحكمة الجنائية الدولية بمتابعة القضية بعدد من ضحايا القذافي وقالت "المرأة التي كان يغتصبها القذافي لم يكن يتركها، وإنما كان يمررها لأبنائه بعد ذلك، ثم لكبار المسئولين لمزيد من التعذيب والفجور. إحدي الحالات فتاة تبلغ من العمر 81 عاما، تعرضت للاغتصاب أمام والدها، وكانت تتوسل إليه بأن ينظر في اتجاه آخر ولا يشاهدها وهي تغتصب. كثير منهن فكرن في الانتحار، وبالتأكيد أقدم بعضهن علي هذه الخطوة. ويقول أحد المسئولين السابقين الذي وافق علي التحدث وهو نوري المسماري، الذي كان يعمل في القصر إن القذافي كان منحرفا جنسياً بشكل بشع، كان لا يكتفي بالفتيات، بل كان يغتصب الأطفال الذكور أيضاً. في إحدي المرات اغتصب امرأة وقال لها إنه لن يؤذي زوجها، لكنه أراها جثته بعد ذلك في الثلاجة التي كان يحتفظ فيها بضحاياه. كان لديه ثلاجات ليشاهد ضحاياه أكثر من مرة، ويحتفظ بهم لسنوات"