د. غادة إسماعيل الوخز والرذاذ والنفايات الطبية ونقص المعدات من أسباب انتشار العدوي نسبة الالتزام بتعليمات مكافحة العدوي بين الأطباء لا تتجاوز 70٪ في قسم الاستقبال بجميع المستشفيات تلاحظ دوماً تجمع عدد كبير من المرضي ليلتف حولهم أطباء الامتياز والنواب لفحصهم والكشف عليهم، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض خصوصاً مع وجود نقص في الأدوات الوقائية واستخدام نفس الوسائل العلاجية من (سرنجات، وشاش، وقطن) مع أكثر من مريض. وفي غرف العمليات يفتقد الأطباء فترة الراحة بين عملية وأخري لتعقيم كل من أدواتهم الجراحية والغرفة، وهو ما يوضح خطورة كل من قسم الاستقبال وغرف العمليات اللذين يعدان موطن العدوي وانتقالها إلي الأطباء، الأمر الذي جعلنا نلجأ إلي الحديث مع الدكتورة غادة عبد الواحد إسماعيل، مدير وحدة مكافحة العدوي بمستشفيات عين شمس، لتفسر لنا ظاهرة انتشار العدوي وإصابة العاملين بالمنشآت الصحية بعدد من الأمراض كالإيدز وفيروس C والأمراض التنفسية، التي كشفت عن أن النفايات الطبية تلعب دورا كبيرا في انتشار العدوي ليس فقط في المستشفيات بل وفي المجتمع، حيث يتم بيعها إلي التجار لإعادة تدويرها إلي منتجات.. وإليكم نص الحوار: ما الدور الذي تقوم به وحدة مكافحة العدوي؟ - بالنسبة لمستشفيات عين شمس تقوم الوحدة المركزية لمكافحة العدوي بمتابعة جميع الأطباء وعمل تدريبات توعية لهم وللممرضين وجميع العاملين للحد من إصابتهم بالأمراض، بجانب تقديم خدمات مجتمعية كتوعية الزائرين من أقارب المرضي من احتمالية العدوي والقيام ببعض القوافل الطبية لنشر ثقافة الوقاية في المدارس والجامعات. كما تحرص الوحدة علي تطعيم أطباء الامتياز والنواب الجدد خصوصاً أنهم أول من يستقبلون المرضي والأكثر تعاملا معهم، وتوزيع كتيب إرشادات عليهم وحثهم علي ارتداء الملابس الوقائية مثل الأقنعة والقفازات الطبية واستخدام الكحول ونظارة جوجل. كيف تنتقل العدوي إلي الطبيب وهم يعلم مسبقاً بالإرشادات الوقائية؟ - عندما فحصنا ظاهرة العدوي بين الأطباء وجدنا أسبابها متعددة منها: الرذاذ المتطاير من فم وأنف المريض ما يعرض الطبيب إلي الإصابة بالأمراض التنفسية، والوخز (الشك) من سرنجات المريض والأدوات الحادة ما يعرض الطبيب إلي الإصابة بفيروسات الكبد الوبائي B و Cإضافة إلي عدم التزامه بتعقيم يديه بعد التعامل مع أي مريض حيث إن نسبة الالتزام بتعليمات مكافحة العدوي بين الأطباء لا تتجاوز 70٪ لذلك يتم دراسة وضع عقوبات علي كل من لا يلتزم بإجراءات مكافحة العدوي خاصة أن الأمر وصل إلي أن المستشفيات صارت سبباً رئيسياً في انتشار فيرس C وأن يكون هناك برنامج صارم بألا يستلم الطبيب عمله إلا بعد تدريبه وعدم التجديد له في حالة إهماله. لكن هناك سبب أهم من عدم التزام الطبيب بالإرشادات هو نقص المعدات الوقائية في عدد كبير من المستشفيات بصفة عامة خصوصاً الوحدات الصحية والمستوصفات حيث لا يوجد عليها رقابة من قبل وزارة الصحة، وإذا تم توافر المعدات تقصر الممرضات في توزيعها علي جميع الأطباء، مايجعل البعض منهم يضطر إلي إنقاذ المريض علي حساب صحته. ما الإجراءات التي يجب أن يتبعها الطبيب بعد تعرضه للوخز؟ - إذا حدث ذلك يجب عليه ألا يعصر يديه حتي لا ينتشر الفيروس، ثم يقصد وحدة مكافحة العدوي لأخذ عينة منه ومن المريض المشكوك فيه، وإذا سبق تطعيم الطبيب يتم التركيز علي إصابة المريض ففي حالة المرض السلبي (أي غير موجود) يتم أخذ عينة من الطبيب خلال مدة تتراوح من شهرين إلي 6 شهور وذلك للتأكد من سلامته، أما في حالة المرض الايجابي ( أي موجود) وأن الطبيب لم يسبق له التطعيم يتم إعطاؤه أجساما وقائية، وهذه الأجسام لها سلفة مستديمة لشرائها حسب الطلب لأن مدة صلاحيتها حوالي ثلاثة أسابيع؛ فأغلب الأطباء دون جيل التسعينات لم يحصلوا علي تطعيم فيرسB مايلزم في حالة إصابتهم بأخذ علاج الانترفيروم أما بالنسبة لفيروسC فليس له تطعيم ويصاب به الطبيب في تعامله الأول مع المريض المصاب به ولا يعلم. أما في حالة تعرض الطبيب للوخز من مريض الإيدز فيتم التواصل بالبرنامج القومي لمكافحة الإيدز لتوفر لديهم العقار المضاد للمرض، وإذا أخذ الطبيب الجرعة الوقائية خلال 72 ساعة من الوخزة لا يصاب بالفيرس. هل يتعرض العاملون بالمستشفيات للإصابة بالأمراض؟ - بالتأكيد خصوصاً الذين يتعاملون بشكل مباشر مع النفايات الطبية، بل وهم الأكثر خطورة لعدم معرفة مصدر الفيروس، كما أن النفايات تتسبب أيضاً في انتشار العدوي بين الناس نتيحة لبيعها إلي التجار وإعادة تدويرها إلي منتجات يستخدمها المواطنون؛ فطن النفايات يباع ب 2000 جنيه، وسعر طن البلاستيك الطبي يصل إلي 6 آلاف جنيه، وللأسف هناك بعض العاملين بالمستشفيات يقومون ببيع هذه النفايات للتجار لذلك قمنا بوضع رقابة محكمة بأن يتم وزن النفايات التي تخرج من كل قسم حتي يتم التأكد أنها بنفس الوزن عند دخولها المفرمة.