«التنظيم والإدارة» يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل    محافظ مطروح يلتقي قيادات المعهد التكنولوجي لمتابعة عمليات التطوير    تعرف على طقس غسل الأرجل في أسبوع الألم    تنفيذ 3 قرارات إزالة لحالات بناء مخالف خارج الحيز العمراني في دمياط    «ماجنوم العقارية» تتعاقد مع «مينا لاستشارات التطوير»    ب 277.16 مليار جنيه.. «المركزي»: تسوية أكثر من 870 ألف عملية عبر مقاصة الشيكات خلال إبريل    بايدن: الحق في الاحتجاجات الطلابية لا يعني إثارة الفوضى    صحيفة يونانية: انهيار القمة الأمريكية التركية.. وتأجيل زيارة أردوغان إلى البيت الأبيض    القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتستولى على قرية أوشيريتين    الأهلي يطلب ردًّا عاجلًا من اتحاد الكرة في قضية الشيبي لتصعيد الأزمة للجهات الدولية    سون يقود تشكيل توتنهام أمام تشيلسي في ديربي لندن    صحة مطروح تتأهب لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة الباجورية بالمنوفية    مهرجان كان يمنح ميريل ستريب السعفة الذهبية الفخرية    معرض أبو ظبي.. نورا ناجي: نتعلم التجديد في السرد والتلاعب بالتقنيات من أدب نجيب محفوظ    فنون الأزياء تجمع أطفال الشارقة القرائي في ورشة عمل استضافتها منصة موضة وأزياء    خالد الجندي: الله أثنى على العمال واشترط العمل لدخول الجنة    هيئة الرعاية الصحية بجنوب سيناء تطلق حملة توعية تزامنا مع الأسبوع العالمي للتوعية بقصور عضلة القلب    «كانت زادًا معينًا لنا أثناء كورونا».. 5 فوائد غير متوقعة لسمك التونة في يومها العالمي    حزب مصر أكتوبر: تأسيس تحالف اتحاد القبائل العربية يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    «أكثر لاعب أناني».. مدرب ليفربول السابق يهاجم محمد صلاح    كوريا الجنوبية ترفع حالة التأهب القصوى في السفارات.. هجوم محتمل من جارتها الشمالية    عاجل| الحكومة تزف بشرى سارة للمصريين بشأن أسعار السلع    6 مصابين جراء مشاجرة عنيفة على ري أرض زراعية بسوهاج    مواعيد قطارات مطروح وفق جداول التشغيل.. الروسي المكيف    "بسبب الصرف الصحي".. غلق شارع 79 عند تقاطعه مع شارعي 9 و10 بالمعادى    بينها إجازة عيد العمال 2024 وشم النسيم.. قائمة الإجازات الرسمية لشهر مايو    وزيرة البيئة تنعى رئيس لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بمجلس الشيوخ    برلماني سوري: بلادنا فقدت الكثير من مواردها وهي بحاجة لدعم المنظمات الدولية    رسائل تهنئة عيد القيامة المجيد 2024 للأحباب والأصدقاء    النجمة آمال ماهر في حفل فني كبير "غدًا" من مدينة جدة على "MBC مصر"    الفائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب يهدون الجمهور بعض من إبداعاتهم الأدبية    توقعات برج الميزان في مايو 2024: يجيد العمل تحت ضغط ويحصل على ترقية    استشهاد رئيس قسم العظام ب«مجمع الشفاء» جراء التعذيب في سجون الاحتلال    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية في الطور    ما هو حكم قراءة الفاتحة خلف الإمام وكيفية القراءة؟    تجديد حبس عنصر إجرامي بحوزته 30 قنبلة يدوية بأسوان 15 يوما    تراجع مشاهد التدخين والمخدرات بدراما رمضان    الخطيب يُطالب خالد بيبو بتغليظ عقوبة أفشة    الأمم المتحدة: أكثر من 230 ألف شخص تضرروا من فيضانات بوروندي    لحظة انهيار سقف مسجد بالسعودية بسبب الأمطار الغزيرة (فيديو)    الفندق المسكون يكشف عن أول ألغازه في «البيت بيتي 2»    أذكار بعد الصلاة.. 1500 حسنه في ميزان المسلم بعد كل فريضة    انتبه.. 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال| تعرف عليهم    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي الثاني للطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم    رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا مع ممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية تعمل في مصر    فقدت ابنها بسبب لقاح أسترازينيكا.. أم ملكوم تروي تجربتها مع اللقاح    الرعاية الصحية تطلق حملة توعوية حول ضعف عضلة القلب فى 13 محافظة    شراكة استراتيجية بين "كونتكت وأوراكل" لتعزيز نجاح الأعمال وتقديم خدمات متميزة للعملاء    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في البحث وراء مارية القبطية
في وصف النبي ( صلي الله عليه وسلم ) وأكمل منك لم تلد النساء
نشر في آخر ساعة يوم 14 - 01 - 2014

مسجد النبى ( صلي الله عليه وسلم ) بالمدينة المنورة يا مليحاً حوي الجمال جميعاً... (مداح مصري)
لم تذكر المراجع الإسلامية وصف حاطب بن أبي بلتعة للنبي [ وقد اهتم كسفير أمام قائد ورجل دين ودولة في مصر (7ه) بصفات رجل الدولة، عكس ما توقعه المقوقس من دلائل النبوة المذكورة في كتاب الله (لم يحدد الإنجيل أو التوراة) وحددها في حمرة عين النبي وارتدائه الشملة (رداء خشن من الصوف أو الوبر يلتف به) وخاتم النبوة، وركوبه الحمير وبساطة طعامه من التمر وخبز الشعير ولا يبالي بأحد في سبيل دعوته (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتي أنفذه أو أهلك دونه) ولا يجمع ما بين أختين بملك يمين ولا نكاح، ويقبل الهدية ولا يقبل الصدقة وجلساؤه المساكين، وهو الأمر الذي تكرر مع كل الأساقفة في الحيرة والشام والقسطنطينية وقالوا إنها صفته في الإنجيل وأن عيسي عليه السلام بشرنا براكب الجمل (وَإِذْ قَالَ عِيسَي ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (الصف- 6) فكانت محاولة الوصف من أشهر الصحابة.
أهم من وصف النبي هم، الصحابية أم معبد التي نزل قرب خيمتها في طريق هجرته طلباً للطعام والشراب وحلب لها شاة هزيلة حتي ارتوي ومن معه (أبوبكر الصديق ومولاه عامر بن فهيرة ودليلهم عبد اللَّه بن أريقط) وترك الإناء مملوءاً فتعجب أبو معبد عند عودته من المرعي فقالت له مر بنا رجل كريم مبارك فطلب أن تصفه فعرف أنه صاحب قريش فلحقا به في المدينة المنورة وأسلما، ثم هند بن هانئ وكان وصَّافاً وهو ابن السيدة خديجة وشقيق السيدة فاطمة (من الأم) وقد وصفه للحفيدين الحسن والحسين في شبابهما، زوجته السيدة عائشة، وابن عمه الذي تربي في حجره علي بن أبي طالب، وخادمه أنس بن مالك ثم قصيدة شاعره حسان بن ثابت
وأجملَ منكَ لم تر قطّ عينٌ وأكملَ منكَ لم تلد النساء
خُلقت مبرأً من كل عيبٍ كأنك قد خُلقت كما تشاء

جسمه فخم وله مهابة ربعة لا طويل ولا قصير وللطول أقرب، تتناسق معه رأسه الكبير وشعره شديد السواد المتموج الواصل إلي منتصف أذنيه (حلقه تماماً عام الحديبية (8ه) وفي عمرة القضاء (9ه) وحجة الوداع (10ه) ويدهنه بطيب الزعفران ويفرقه حيناً ويسدله حيناً آخر ويقص شعر جبهته ويرتدي عمامة يرسل طرفيها بين كتفيه أو علي ظهره.
وجهه بيضاوي أبيض مشرب بحمرة الشمس وعنقه وجسده في صفاء الفضة يظهر بياض أبطيه عندما يباعد بين ذراعيه في السجود أو يرفعهما للدعاء، ناعم الخدين واسع الجبين، حاجباه قويان مقوَّسان متّصلان اتصالاً خفيفًا بينهما عرق يظهر عند الغضب.
عيناه واسعتان بحدقة سوداء في بياضها حمرة (عروق حمر رقاق) ورموشه طويلة وبكحل رباني وأنفه طويل مستقيم بارتفاع وفمه كبير متناسق مع وجهه ورقيق الشفتين والأسنان البيضاء وبها انفراج (في مقدم الفم، ثنتان من أعلي وثنتان من أسفل)، كثيف اللحية، له كتلة شعر بارز حولها بياض تحت الشفة السفلي تتدلي لتختلط بلحيته السوداء التي تصل إلي صدره.
تكشف صفحة وجهه رضاه وغضبه إذا رضي استنار وغض طرفه وإذا غضب تلون واحمرَّت عيناه وأعرض وأشاح، رحب الصدر عريض المنكبين ممتلئ اللحم عليهما شعر كذراعيه الطويلين القويين كعظامه وأرجله، مستوي البطن والظهر.
كف يده ضخم واسع ممتلئ لحمه لين ناعم باردة بأصابع طويلة غليظة ويشير بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها وله رائحة طيبة مميزة تبقي في يد من يصافحه وإذا وضعه علي رأس صبي يظل يومه يُعرَف بين الصبيان
ضخم القدمين، والسبابة أطول أصابعها، أشبَهَ بآثار قدمي سيدنا إبراهيم في مقامه بالكعبة أسفل قدميه مجوف لا يلتصق بالأرض وأعلاهما أملس لا تثبت عليه المياه وهو أقرب الشبه بأبينا ابراهيم بنص حديث الإسراء (وفي ليلة الهجرة قال قصاص الأثر ما رأيت وجه محمد قط لكن إن شئتم ألحقت لكم نسب هذا الأثر بالذي في مقام إبراهيم).
يلبس النعال السبتية (نعال مدبوغة نزع عنها شعرها) يميل في مشيته يميناً وشمالاً ويقارب بين الخطي ويمشي بنشاط وسرعة ويلتفت بجميع جسمه إذا نظر إلي الشيء.
يلبس الإزار (نسيج يلف أسفل الجسم) والقميص (كملابس الإحرام) والشملة وفضل اللون الأبيض لملابسه وارتدي بردة- كساءٌ مُخَطَّطٌ يُلْتَحَفُ به- أحمر وأخضر وفي الحرب يلبس الحديد فلا تبدو إلا عيناه.
يعرف لهجات العرب بقوة لغة البادية حيث تربي في قبيلة بني سعد ونصاعة ألفاظ الحضر في مكة كمركز تجارة إلي عبقرية لغة القرآن.
أوقر الناس في مجلسه لا يظهر شيء من أطرافه (ذراعيه وساقيه) هادئ كثير الصمت بالمفيد وقوله الفصل ويعرض عمن تكلم بغير جميل ويعيد الكلمة ثلاثاً لِتُعقَل عنه.
صوته علي المنبر جهور وفي صوته بحة فيسمعه الجميع ويهتم باحتياجات الناس (أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياي؛ فإنه من أبلغ سلطانًا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة)
يحيطه أصحابه إذا قال أمراً نفذوا وإذا تكلم أطرقوا وإذا قدم علي مجلس جلس في أقرب مكان ويهتم بكل جليس والناس عنده سواء في الحق ولا يقطع حديث أحد إلا إذا تجاوز الحق.
دائم البشر والتبسم لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب ولا فاحش، ولا عياب ولا مداح ولا يذم ولا يكشف ستر أحد.
كان يربط علي بطنه الحجر والحجرين من شدة الجوع، ويمر الشهران ولا يوقد في بيته نار للطعام وكان أكرم الناس لا يخشي الفقر ولا يُبقي عنده مالاً ويتصدق بكل ما يأتيه.
يركب الخيل والبغال والحمير والإبل.
ويحمل السيف ويقاتل أشد القتال لكنه لا يقتل أحداً رحمة بعدوه (أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتل نبياً أو قتله نبي)
تزوج النبي البكر والسيب والكبيرة والصغيرة والأرملة والمطلقة واليهودية والمسيحية والأسيرة بعد تحريرها

خاتم النبوة كان في جهة كتفه الأيسر غدة بين الجلد واللحم (سلعة) في حجم بيضة الحمام إذا ضغط عليها تتحرك وتعصر وكان يريها لأصحابه ولوفود المسلمين من القبائل اليهودية والمسيحية أو جاورتهما وسمعت بالنبي المنتظر ويسمح لهم بالمسح عليها.
وهي العلامة التي استدل بها بحيرة الراهب المسيحي علي نبوة النبي في رحلة للشام في سن 12 سنة ونصح عمه أبو طالب بالخروج به حتي لا يقتله اليهود والتي سعي إليها عبد الله بن سلام ابن حبر يهود المدينة قبل أن يعلن إسلامه وكذا سلمان الفارسي (إيران) ولم يسترح لعبادة النار وذهب للنصاري فعرف بأمر النبي الذي سيخرج من الجزيرة العربية فأقام حول يثرب (المدينة المنورة) حتي جاء النبي فدار حول ظهره فألقي النبي عباءته ولمسها سلمان وأعلن إسلامه، والتي سأل عنها المقوقس عظيم القبط وأرسل أبو جبر القبطي ليشاهدها، والتي أرسل لها هرقل عظيم الروم سفيره التنوخي والتقي النبي في تبوك (8ه) فتحرج فناداه النبي وكشف عن ظهره وقال ها هنا امض لما أمرت له، وأسلم التنوخي بعد وفاة النبي وعودته من إبلاغ رسالته لهرقل فأقام في الشام حتي مات في مدينة حمص ويروي أن أحد أحبار اليهود (حُيي بن أخطب) ذهب إلي رسول الله للتأكد من خاتم النبوة وعندما رآه هرع إلي بيته مذعوراً فسأله ابنه: أهو هو؟ (يقصد أهو خاتم الأنبياء؟) فقال: نعم هو، فقال له: وماذا تفعل معه؟ قال أداوم علي عداوته ما حييت.
وفي العهد الجديد في إنجيل يوحنا (يو: 6/27) إشارة إلي أن نبي آخر الزمان يحمل خاتم النبوة بين كتفيه، وذلك فيما ترجمته: "لا تسعوا وراء الطعام الفاني بل وراء الطعام الباقي إلي الحياة الأبدية، والذي يعطيكم إياه ابن الإنسان لأن هذا قد وضع الله ختمه عليه".
ويقال في حكمتها إنها إشارة إلي أنه لا نبي يأتي بعدك وأنه الموضع الذي يدخل الشيطان منه إلي الإنسان، فكان هذا عصمة له منه وأنه لما ملئ قلب النبي إيمانا ختم عليه كما يختم علي الوعاء المملوء درا، وكل الأنبياء لهم شامة النبوة في اليد اليمني، إلا سيدنا محمد - كانت بين كتفيه.
وقد طلب الصحابي أبو رمثة البهلي علاج النبي منها وتخليصه منها وكان من عائلة مشهورة بالطب فرفض النبي وقال طبيبها الذي خلقها.

اللافت أن أحبار اليهود ركزوا في سعيهم للتأكد من النبوة علي سؤال النبي عن تحديد نوع الجنين (فأجابهم- ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر فإن علا ماء الرجل ماء المرأة أذكر بإذن الله وإن علا ماء المرأة ماء الرجل أنثي بإذن الله فقال صدقت وأنت نبي قال ثم ذهب فقال رسول الله- لقد سألني حين سألني وما عندي علم حتي أنبأني الله تعالي).
وقد كان تحديد نوع الجنين شاغل الإنسانية عبر العصور واعتقد الفراعنة والإغريق أن أجنة الذكور في الخصية اليمني للرجل وأجنة الإناث في اليسري فكانوا يربطون اليسري لمنع تكون الإناث واستأصل الفرنسيون الخصية اليسري من الأصل، وبعض الشعوب اعتقدت أن الجماع في الأيام الزوجية ينتج ذكوراً وفي الفردية إناثاً.
فجاء القرآن كأول كتاب يحدد مسئولية الرجل في تحديد نوع الجنين بخلاف الاعتقادات السابقة بأنها للأم ويصف مراحل نمو الجنين في بطن أمه (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً) (المؤمنون 13 14).
وقد أثبتت الأبحاث الطبية في ثمانينات القرن العشرين أن نطفة الرجل هي المسؤولة لأنها تحتوي علي صفة الذكورة والأنوثة، بينما بويضة الأنثي تحتوي علي صفة الأنوثة فقط وعندما تلتقي نطفة الرجل مع بويضة المرأة يحدث (نطفة مذكرة مع بويضة مؤنثة: فالمولود ذكر أو نطفة مؤنثة مع بويضة مؤنثة فالمولود أنثي (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَي مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَي) (النجم: 45-46) -(ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّي فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَي( (القيامة: 38-39) وقال (منه) للمذكر وليس منها.
رغم أن وصف النبي في التوراة حسب عبد الله بن سلام رضي الله عنه (وكان حبراً يهودياً) وعبد الله بن عمرو بن العاص وكان يجيد قراءتها وعند سؤال ابن عباس لأحبار اليهود (إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزا للأميين ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ولن أتوفاه حتي أقيم به الملة المعوجة فأفتح به آذانا صماً وأعيناً عمياً وقلوباً غلفاً أن يقولوا لا إله إلا الله) كما وجدت صفته عند أحبار اليهود في صحف إبراهيم وكتاب الزبور كتبته الحبشة حين احتلوا اليمن.
وأكد القرآن فضائله {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَي اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} (الأحزاب 45- 46)
وقد وصف نفسه "فضلت علي الأنبياء بِسِت: أُعطيت جوامع الكلم، ونُصرت بالرعب، وأُحلّت لي الغنائم، وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأُرسلت إلي الخلق كافة، وخُتم بي النبيون".
"إن مثلي ومثل الأنبياء قبلي، كمثل رجل بني بنيانًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين" رواه البخاري ومسلم.
"إني عند الله مكتوب خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم بأول أمري: دعوة إبراهيم، وبشارة عيسي، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني، وقد خرج لها نور أضاءت لها منه قصور الشام". (لمنجدل: ملقي علي الأرض) .
وصف عائشة رضي الله عنها:
كان رسول الله، عريض الصدر ممسوحه، كأنه المرايا في شدتها واستوائها، لا يعدو بعض لحمه بعضًا، علي بياض القمر ليلة البدر، موصول ما بين لبته إلي سرته شعر منقاد كالقضيب، لم يكن في صدره ولا بطنه شعر غيره..
وقالت: "كان أحسن عباد الله عنقًا، لا ينسب إلي الطول ولا إلي القصر، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر"، قالت: (كان كث اللحية، كثير منابت الشعر، وكانت عنفقته بارزة، وحولها كبياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتي يقع انقيادها علي شعر اللحية حتي يكون كأنه منها).
وصف أنس بن مالك رضي الله عنه :
: (كان رسول الله أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ (صافي أبيض كاللؤلؤ) . وقال أيضاً: (ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً أطيب من ريح رسول الله) .
وقال: (دخل علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال ( نام في قيلولة الظهيرة) عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق، فاستيقظ النبي فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: عرق نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب). وكان إذا صافحه الرجل وجد ريحه (تبقي رائحته علي يد الرجل الذي صافحه)، وإذا وضع يده علي رأس صبي، فيظل يومه يعرف من بين الصبيان بريحه علي رأسه.
وصف علي بن أبي طالب
قال علي رضي الله: لم يكن بالطويل الممغط، ولا القصير المتردد، وكان ربعة من القوم، لم يكن بالجعد القطط، ولا بالسبط، وكان جعداً رَجلاً، ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم، وكان في الوجه تدوير، وكان أبيض مشرباً، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، دقيق المسربة، أجرد، شثن الكفين والقدمين، إذا مشي تقلع كأنما يمشي في صبب، وإذا التفت التفت معاً، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس كفاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفي الناس ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله
وقال: كان رسول الله عظيم العينين، هَدِبُ الأشفار، مشرب العينين بحمرة. (عروق حمراء رقاق) .وقال: "كأن عنق رسول الله إبريق فضة" وقال: (كان رسول الله كثير شعر الرأس راجله).
وصف هند بن أبي هالة التميمي:
كان رسول اللَّه متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه- لا بأطراف فمه- ويتكلم بجوامع الكلم، فصلاً لا فضول فيه ولا تقصير دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم شيئاً، ولم يكن يذم ذواقاً- ما يطعم- ولا يمدحه، ولا يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتي ينتصر له لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها - سماح- وإذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام.
وكان يخزن لسانه إلا عما يعنيه. يؤلف أصحابه ولا يفرقهم، يكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، ويحذر الناس، ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره.
يتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويصوبه، ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر، غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق، ولا يجاوزه إلي غيره الذي يلونه من الناس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة.
كان لا يجلس ولا يقوم إلا علي ذكر، ولا يوطن الأماكن - لا يميز لنفسه مكاناً - إذا انتهي إلي القوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه حتي لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتي يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، وقد وسع الناس بسطه وخلقه، فصار لهم أباً، وصاروا عنده في الحق متقاربين. يتفاضلون عنده بالتقوي، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم -لا تخشي فلتاته- يتعاطفون بالتقوي، يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويرفدون ذا الحاجة، ويؤنسون الغريب.
كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخاب، ولا فحاش، ولا عتاب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يقنط منه قد ترك نفسه من ثلاث الرياء، والإكثار، وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث لا يذم أحداً، ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما علي رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا. لا يتنازعون عنده الحديث. من تكلم عنده أنصتوا له حتي يفرغ، حديثهم حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويعجب مما يعجبون منه، ويصبر للغريب علي الجفوة في المنطق، ويقول إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يطلب الثناء إلا من مكافئ.
وقال: (كان النبي خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء شثن الكفين والقدمين) . باطن قدمه مرتفعة لا تلتصق بالأرض وظهرها أملس لايثبت عليها الماء وغليظ أصابع كفيه وقدميه فكان أشبه الناس بسيدنا إبراهيم عليه السلام، بنص حديثه في رحلة الإسراء وقدماه الشريفتان تشبهان قدمي سيدنا إبراهيم في مقامه بالكعبة.

كان فخماً مفخماً، يتلألأ وجهه تلؤلؤ ليلة البدر، أطول من المربوع "لا قصير.. ولا طويل" وأقصر من المشذب "الطويل"، عظيم الهامة، رجل الشعر "لا ناعم ولا خشن"، إذا تفرقت عقيصته فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه، ذا وفرة، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب "دقيق وطويل"، سوابغ في غير قرن "مليئة بالشعر بلا ترهل" بينهما عرق بدره الغضب.. أقني العينين "بياضها شديد وسوادها شديد"، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله، أشم، كث اللحية، أدعج "أسنان جميلة" سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المسربة "رفيع الوسط" كأن عنقه جيد دميه في صفاء "مثل الفضة" معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس "العظام" أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوي ذلك، أشعر الذراعين، والمنكبين، وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، سبط القصب، شثن الكفين والقدمين "عظيم"، سابك الأطراف، خمصان الأخمصين (لا تلتصق بطن قدمه بالأرض) ، مسيح القدمين "ناعم القدم"، ينبو عنها الماء، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفؤا، ويمشي هونا، ذربع المشية إذا مشي كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت جميعاً، خامض الطرف، نظره إلي الأرض، أطول من نظره إلي السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، يبدأ من لقيه السلام.

ليس بالجافي ولا المهين.. إذا أشار أشار بكفيه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث يصل بها، يضرب براحته اليمني باطن إبهامه اليسري، إذا غضب أعرض، وإذا فرح غض طرفه. يحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهيه، إذا انتهي إلي قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، يعطي كل جلسائه نصيب من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول.. في مجلسه لا ترفع الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم.. دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا فحاش ولا عياب ولا فراح.. لا يزم أحد ولا يعيره.. ولا يطلب عورته.. لا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع علي أحد حديثه حتي يحوز فيقطعه بانتهائه أو قيام.

وقد قالت إنه رجلٌ ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أبيض مشرق الوجه)، حسن الخِلقة، لم تعبه نحلة (نحول الجسم) لم تُزْرِ به صِعلة (رأسه ليس صغيرا)، ولم تَعِبْه ثجلة (ليس ضخم البطن)، وسيمًا قسيمًا، في عينيه دَعَج (شدة سواد العين)، وفي أشفاره عطف (طول أهداب العين)، وفي عنقه سَطَع (الطول)، وفي صوته صَحَل (بحّة)، وفي لحيته كثافة، أحور أكحل، أزَجُّ أقرن (حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان)، إن صمتَ فعليه الوقار، وإن تكلم سَمَا وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حلو المنطق، فصل، لا نزر ولا هَذر، وكأن منطقه خرزات نظم تَنحدر (كلامه لا وسط لا بالقليل ولا بالكثير)، رَبْعَة لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه العين من قِصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا، (تقصد أبا بكر، وابن أريقط؛ لأن عامر بن فهيرة كان بعيدًا يزيل آثارهم) أحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفّون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلي أمره، محفود محشود (يحفه به من معه ويطيعونه). لا عابس ولا مُفنّد (غير عابس الوجه، وكلامه خالٍ من الخرافة)

أبا الزهراء قد جاوزت قدري ...

شفاعة يا جد الحسنين
أهم من وصف النبي هم، الصحابية أم معبد التي نزل قرب خيمتها في طريق هجرته طلباً للطعام والشراب وحلب لها شاة هزيلة حتي ارتوي ومن معه (أبوبكر الصديق ومولاه عامر بن فهيرة ودليلهم عبد اللَّه بن أريقط) وترك الإناء مملوءاً فتعجب أبو معبد عند عودته من المرعي فقالت له مر بنا رجل كريم مبارك فطلب أن تصفه فعرف أنه صاحب قريش فلحقا به في المدينة المنورة وأسلما، ثم هند بن هانئ وكان وصَّافاً وهو ابن السيدة خديجة وشقيق السيدة فاطمة (من الأم) وقد وصفه للحفيدين الحسن والحسين في شبابهما، زوجته السيدة عائشة، وابن عمه الذي تربي في حجره علي بن أبي طالب، وخادمه أنس بن مالك ثم قصيدة شاعره حسان بن ثابت
وأجملَ منكَ لم تر قطّ عينٌ وأكملَ منكَ لم تلد النساء
خُلقت مبرأً من كل عيبٍ كأنك قد خُلقت كما تشاء

جسمه فخم وله مهابة ربعة لا طويل ولا قصير وللطول أقرب، تتناسق معه رأسه الكبير وشعره شديد السواد المتموج الواصل إلي منتصف أذنيه (حلقه تماماً عام الحديبية (8ه) وفي عمرة القضاء (9ه) وحجة الوداع (10ه) ويدهنه بطيب الزعفران ويفرقه حيناً ويسدله حيناً آخر ويقص شعر جبهته ويرتدي عمامة يرسل طرفيها بين كتفيه أو علي ظهره.
وجهه بيضاوي أبيض مشرب بحمرة الشمس وعنقه وجسده في صفاء الفضة يظهر بياض أبطيه عندما يباعد بين ذراعيه في السجود أو يرفعهما للدعاء، ناعم الخدين واسع الجبين، حاجباه قويان مقوَّسان متّصلان اتصالاً خفيفًا بينهما عرق يظهر عند الغضب.
عيناه واسعتان بحدقة سوداء في بياضها حمرة (عروق حمر رقاق) ورموشه طويلة وبكحل رباني وأنفه طويل مستقيم بارتفاع وفمه كبير متناسق مع وجهه ورقيق الشفتين والأسنان البيضاء وبها انفراج (في مقدم الفم، ثنتان من أعلي وثنتان من أسفل)، كثيف اللحية، له كتلة شعر بارز حولها بياض تحت الشفة السفلي تتدلي لتختلط بلحيته السوداء التي تصل إلي صدره.
تكشف صفحة وجهه رضاه وغضبه إذا رضي استنار وغض طرفه وإذا غضب تلون واحمرَّت عيناه وأعرض وأشاح، رحب الصدر عريض المنكبين ممتلئ اللحم عليهما شعر كذراعيه الطويلين القويين كعظامه وأرجله، مستوي البطن والظهر.
كف يده ضخم واسع ممتلئ لحمه لين ناعم باردة بأصابع طويلة غليظة ويشير بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها وله رائحة طيبة مميزة تبقي في يد من يصافحه وإذا وضعه علي رأس صبي يظل يومه يُعرَف بين الصبيان
ضخم القدمين، والسبابة أطول أصابعها، أشبَهَ بآثار قدمي سيدنا إبراهيم في مقامه بالكعبة أسفل قدميه مجوف لا يلتصق بالأرض وأعلاهما أملس لا تثبت عليه المياه وهو أقرب الشبه بأبينا ابراهيم بنص حديث الإسراء (وفي ليلة الهجرة قال قصاص الأثر ما رأيت وجه محمد قط لكن إن شئتم ألحقت لكم نسب هذا الأثر بالذي في مقام إبراهيم).
يلبس النعال السبتية (نعال مدبوغة نزع عنها شعرها) يميل في مشيته يميناً وشمالاً ويقارب بين الخطي ويمشي بنشاط وسرعة ويلتفت بجميع جسمه إذا نظر إلي الشيء.
يلبس الإزار (نسيج يلف أسفل الجسم) والقميص (كملابس الإحرام) والشملة وفضل اللون الأبيض لملابسه وارتدي بردة- كساءٌ مُخَطَّطٌ يُلْتَحَفُ به- أحمر وأخضر وفي الحرب يلبس الحديد فلا تبدو إلا عيناه.
يعرف لهجات العرب بقوة لغة البادية حيث تربي في قبيلة بني سعد ونصاعة ألفاظ الحضر في مكة كمركز تجارة إلي عبقرية لغة القرآن.
أوقر الناس في مجلسه لا يظهر شيء من أطرافه (ذراعيه وساقيه) هادئ كثير الصمت بالمفيد وقوله الفصل ويعرض عمن تكلم بغير جميل ويعيد الكلمة ثلاثاً لِتُعقَل عنه.
صوته علي المنبر جهور وفي صوته بحة فيسمعه الجميع ويهتم باحتياجات الناس (أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياي؛ فإنه من أبلغ سلطانًا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة)
يحيطه أصحابه إذا قال أمراً نفذوا وإذا تكلم أطرقوا وإذا قدم علي مجلس جلس في أقرب مكان ويهتم بكل جليس والناس عنده سواء في الحق ولا يقطع حديث أحد إلا إذا تجاوز الحق.
دائم البشر والتبسم لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب ولا فاحش، ولا عياب ولا مداح ولا يذم ولا يكشف ستر أحد.
كان يربط علي بطنه الحجر والحجرين من شدة الجوع، ويمر الشهران ولا يوقد في بيته نار للطعام وكان أكرم الناس لا يخشي الفقر ولا يُبقي عنده مالاً ويتصدق بكل ما يأتيه.
يركب الخيل والبغال والحمير والإبل.
ويحمل السيف ويقاتل أشد القتال لكنه لا يقتل أحداً رحمة بعدوه (أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتل نبياً أو قتله نبي)
تزوج النبي البكر والسيب والكبيرة والصغيرة والأرملة والمطلقة واليهودية والمسيحية والأسيرة بعد تحريرها

خاتم النبوة كان في جهة كتفه الأيسر غدة بين الجلد واللحم (سلعة) في حجم بيضة الحمام إذا ضغط عليها تتحرك وتعصر وكان يريها لأصحابه ولوفود المسلمين من القبائل اليهودية والمسيحية أو جاورتهما وسمعت بالنبي المنتظر ويسمح لهم بالمسح عليها.
وهي العلامة التي استدل بها بحيرة الراهب المسيحي علي نبوة النبي في رحلة للشام في سن 12 سنة ونصح عمه أبو طالب بالخروج به حتي لا يقتله اليهود والتي سعي إليها عبد الله بن سلام ابن حبر يهود المدينة قبل أن يعلن إسلامه وكذا سلمان الفارسي (إيران) ولم يسترح لعبادة النار وذهب للنصاري فعرف بأمر النبي الذي سيخرج من الجزيرة العربية فأقام حول يثرب (المدينة المنورة) حتي جاء النبي فدار حول ظهره فألقي النبي عباءته ولمسها سلمان وأعلن إسلامه، والتي سأل عنها المقوقس عظيم القبط وأرسل أبو جبر القبطي ليشاهدها، والتي أرسل لها هرقل عظيم الروم سفيره التنوخي والتقي النبي في تبوك (8ه) فتحرج فناداه النبي وكشف عن ظهره وقال ها هنا امض لما أمرت له، وأسلم التنوخي بعد وفاة النبي وعودته من إبلاغ رسالته لهرقل فأقام في الشام حتي مات في مدينة حمص ويروي أن أحد أحبار اليهود (حُيي بن أخطب) ذهب إلي رسول الله للتأكد من خاتم النبوة وعندما رآه هرع إلي بيته مذعوراً فسأله ابنه: أهو هو؟ (يقصد أهو خاتم الأنبياء؟) فقال: نعم هو، فقال له: وماذا تفعل معه؟ قال أداوم علي عداوته ما حييت.
وفي العهد الجديد في إنجيل يوحنا (يو: 6/27) إشارة إلي أن نبي آخر الزمان يحمل خاتم النبوة بين كتفيه، وذلك فيما ترجمته: "لا تسعوا وراء الطعام الفاني بل وراء الطعام الباقي إلي الحياة الأبدية، والذي يعطيكم إياه ابن الإنسان لأن هذا قد وضع الله ختمه عليه".
ويقال في حكمتها إنها إشارة إلي أنه لا نبي يأتي بعدك وأنه الموضع الذي يدخل الشيطان منه إلي الإنسان، فكان هذا عصمة له منه وأنه لما ملئ قلب النبي إيمانا ختم عليه كما يختم علي الوعاء المملوء درا، وكل الأنبياء لهم شامة النبوة في اليد اليمني، إلا سيدنا محمد - كانت بين كتفيه.
وقد طلب الصحابي أبو رمثة البهلي علاج النبي منها وتخليصه منها وكان من عائلة مشهورة بالطب فرفض النبي وقال طبيبها الذي خلقها.

اللافت أن أحبار اليهود ركزوا في سعيهم للتأكد من النبوة علي سؤال النبي عن تحديد نوع الجنين (فأجابهم- ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر فإن علا ماء الرجل ماء المرأة أذكر بإذن الله وإن علا ماء المرأة ماء الرجل أنثي بإذن الله فقال صدقت وأنت نبي قال ثم ذهب فقال رسول الله- لقد سألني حين سألني وما عندي علم حتي أنبأني الله تعالي).
وقد كان تحديد نوع الجنين شاغل الإنسانية عبر العصور واعتقد الفراعنة والإغريق أن أجنة الذكور في الخصية اليمني للرجل وأجنة الإناث في اليسري فكانوا يربطون اليسري لمنع تكون الإناث واستأصل الفرنسيون الخصية اليسري من الأصل، وبعض الشعوب اعتقدت أن الجماع في الأيام الزوجية ينتج ذكوراً وفي الفردية إناثاً.
فجاء القرآن كأول كتاب يحدد مسئولية الرجل في تحديد نوع الجنين بخلاف الاعتقادات السابقة بأنها للأم ويصف مراحل نمو الجنين في بطن أمه (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً) (المؤمنون 13 14).
وقد أثبتت الأبحاث الطبية في ثمانينات القرن العشرين أن نطفة الرجل هي المسؤولة لأنها تحتوي علي صفة الذكورة والأنوثة، بينما بويضة الأنثي تحتوي علي صفة الأنوثة فقط وعندما تلتقي نطفة الرجل مع بويضة المرأة يحدث (نطفة مذكرة مع بويضة مؤنثة: فالمولود ذكر أو نطفة مؤنثة مع بويضة مؤنثة فالمولود أنثي (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَي مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَي) (النجم: 45-46) -(ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّي فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَي( (القيامة: 38-39) وقال (منه) للمذكر وليس منها.
رغم أن وصف النبي في التوراة حسب عبد الله بن سلام رضي الله عنه (وكان حبراً يهودياً) وعبد الله بن عمرو بن العاص وكان يجيد قراءتها وعند سؤال ابن عباس لأحبار اليهود (إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزا للأميين ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ولن أتوفاه حتي أقيم به الملة المعوجة فأفتح به آذانا صماً وأعيناً عمياً وقلوباً غلفاً أن يقولوا لا إله إلا الله) كما وجدت صفته عند أحبار اليهود في صحف إبراهيم وكتاب الزبور كتبته الحبشة حين احتلوا اليمن.
وأكد القرآن فضائله {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَي اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} (الأحزاب 45- 46)
وقد وصف نفسه "فضلت علي الأنبياء بِسِت: أُعطيت جوامع الكلم، ونُصرت بالرعب، وأُحلّت لي الغنائم، وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأُرسلت إلي الخلق كافة، وخُتم بي النبيون".
"إن مثلي ومثل الأنبياء قبلي، كمثل رجل بني بنيانًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين" رواه البخاري ومسلم.
"إني عند الله مكتوب خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم بأول أمري: دعوة إبراهيم، وبشارة عيسي، ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني، وقد خرج لها نور أضاءت لها منه قصور الشام". (لمنجدل: ملقي علي الأرض) .
وصف عائشة رضي الله عنها:
كان رسول الله، عريض الصدر ممسوحه، كأنه المرايا في شدتها واستوائها، لا يعدو بعض لحمه بعضًا، علي بياض القمر ليلة البدر، موصول ما بين لبته إلي سرته شعر منقاد كالقضيب، لم يكن في صدره ولا بطنه شعر غيره..
وقالت: "كان أحسن عباد الله عنقًا، لا ينسب إلي الطول ولا إلي القصر، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر"، قالت: (كان كث اللحية، كثير منابت الشعر، وكانت عنفقته بارزة، وحولها كبياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتي يقع انقيادها علي شعر اللحية حتي يكون كأنه منها).
وصف أنس بن مالك رضي الله عنه :
: (كان رسول الله أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ (صافي أبيض كاللؤلؤ) . وقال أيضاً: (ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً أطيب من ريح رسول الله) .
وقال: (دخل علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال ( نام في قيلولة الظهيرة) عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق، فاستيقظ النبي فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: عرق نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب). وكان إذا صافحه الرجل وجد ريحه (تبقي رائحته علي يد الرجل الذي صافحه)، وإذا وضع يده علي رأس صبي، فيظل يومه يعرف من بين الصبيان بريحه علي رأسه.
وصف علي بن أبي طالب
قال علي رضي الله: لم يكن بالطويل الممغط، ولا القصير المتردد، وكان ربعة من القوم، لم يكن بالجعد القطط، ولا بالسبط، وكان جعداً رَجلاً، ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم، وكان في الوجه تدوير، وكان أبيض مشرباً، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، دقيق المسربة، أجرد، شثن الكفين والقدمين، إذا مشي تقلع كأنما يمشي في صبب، وإذا التفت التفت معاً، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس كفاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفي الناس ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله
وقال: كان رسول الله عظيم العينين، هَدِبُ الأشفار، مشرب العينين بحمرة. (عروق حمراء رقاق) .وقال: "كأن عنق رسول الله إبريق فضة" وقال: (كان رسول الله كثير شعر الرأس راجله).
وصف هند بن أبي هالة التميمي:
كان رسول اللَّه متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه- لا بأطراف فمه- ويتكلم بجوامع الكلم، فصلاً لا فضول فيه ولا تقصير دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم شيئاً، ولم يكن يذم ذواقاً- ما يطعم- ولا يمدحه، ولا يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتي ينتصر له لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها - سماح- وإذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام.
وكان يخزن لسانه إلا عما يعنيه. يؤلف أصحابه ولا يفرقهم، يكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، ويحذر الناس، ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره.
يتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويصوبه، ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر، غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق، ولا يجاوزه إلي غيره الذي يلونه من الناس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة.
كان لا يجلس ولا يقوم إلا علي ذكر، ولا يوطن الأماكن - لا يميز لنفسه مكاناً - إذا انتهي إلي القوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه حتي لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتي يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، وقد وسع الناس بسطه وخلقه، فصار لهم أباً، وصاروا عنده في الحق متقاربين. يتفاضلون عنده بالتقوي، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم -لا تخشي فلتاته- يتعاطفون بالتقوي، يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويرفدون ذا الحاجة، ويؤنسون الغريب.
كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخاب، ولا فحاش، ولا عتاب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يقنط منه قد ترك نفسه من ثلاث الرياء، والإكثار، وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث لا يذم أحداً، ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما علي رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا. لا يتنازعون عنده الحديث. من تكلم عنده أنصتوا له حتي يفرغ، حديثهم حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويعجب مما يعجبون منه، ويصبر للغريب علي الجفوة في المنطق، ويقول إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يطلب الثناء إلا من مكافئ.
وقال: (كان النبي خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء شثن الكفين والقدمين) . باطن قدمه مرتفعة لا تلتصق بالأرض وظهرها أملس لايثبت عليها الماء وغليظ أصابع كفيه وقدميه فكان أشبه الناس بسيدنا إبراهيم عليه السلام، بنص حديثه في رحلة الإسراء وقدماه الشريفتان تشبهان قدمي سيدنا إبراهيم في مقامه بالكعبة.

كان فخماً مفخماً، يتلألأ وجهه تلؤلؤ ليلة البدر، أطول من المربوع "لا قصير.. ولا طويل" وأقصر من المشذب "الطويل"، عظيم الهامة، رجل الشعر "لا ناعم ولا خشن"، إذا تفرقت عقيصته فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه، ذا وفرة، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب "دقيق وطويل"، سوابغ في غير قرن "مليئة بالشعر بلا ترهل" بينهما عرق بدره الغضب.. أقني العينين "بياضها شديد وسوادها شديد"، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله، أشم، كث اللحية، أدعج "أسنان جميلة" سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المسربة "رفيع الوسط" كأن عنقه جيد دميه في صفاء "مثل الفضة" معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس "العظام" أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوي ذلك، أشعر الذراعين، والمنكبين، وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، سبط القصب، شثن الكفين والقدمين "عظيم"، سابك الأطراف، خمصان الأخمصين (لا تلتصق بطن قدمه بالأرض) ، مسيح القدمين "ناعم القدم"، ينبو عنها الماء، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفؤا، ويمشي هونا، ذربع المشية إذا مشي كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت جميعاً، خامض الطرف، نظره إلي الأرض، أطول من نظره إلي السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، يبدأ من لقيه السلام.

ليس بالجافي ولا المهين.. إذا أشار أشار بكفيه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث يصل بها، يضرب براحته اليمني باطن إبهامه اليسري، إذا غضب أعرض، وإذا فرح غض طرفه. يحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهيه، إذا انتهي إلي قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، يعطي كل جلسائه نصيب من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول.. في مجلسه لا ترفع الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم.. دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا فحاش ولا عياب ولا فراح.. لا يزم أحد ولا يعيره.. ولا يطلب عورته.. لا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع علي أحد حديثه حتي يحوز فيقطعه بانتهائه أو قيام.

وقد قالت إنه رجلٌ ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أبيض مشرق الوجه)، حسن الخِلقة، لم تعبه نحلة (نحول الجسم) لم تُزْرِ به صِعلة (رأسه ليس صغيرا)، ولم تَعِبْه ثجلة (ليس ضخم البطن)، وسيمًا قسيمًا، في عينيه دَعَج (شدة سواد العين)، وفي أشفاره عطف (طول أهداب العين)، وفي عنقه سَطَع (الطول)، وفي صوته صَحَل (بحّة)، وفي لحيته كثافة، أحور أكحل، أزَجُّ أقرن (حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان)، إن صمتَ فعليه الوقار، وإن تكلم سَمَا وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حلو المنطق، فصل، لا نزر ولا هَذر، وكأن منطقه خرزات نظم تَنحدر (كلامه لا وسط لا بالقليل ولا بالكثير)، رَبْعَة لا تشنؤه من طول، ولا تقتحمه العين من قِصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرًا، (تقصد أبا بكر، وابن أريقط؛ لأن عامر بن فهيرة كان بعيدًا يزيل آثارهم) أحسنهم قدرًا، له رفقاء يحفّون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلي أمره، محفود محشود (يحفه به من معه ويطيعونه). لا عابس ولا مُفنّد (غير عابس الوجه، وكلامه خالٍ من الخرافة)

أبا الزهراء قد جاوزت قدري ...

شفاعة يا جد الحسنين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.