منذ الأيام الأولي لشهر مايو الماضي وحتي الآن في منتصف يونيو الحالي، والعالم بكل دوله وشعوبه، يتابع بترقب مشوب بالقلق ما يجري من تطورات متصاعدة ومتسارعة للمواقف بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران ودول الخليج. التصاعد والتسارع في وتيرة التطورات بدأ في أعقاب الإعلان الأمريكي، عن رصدها لترتيبات وتجهيزات إيرانية، لعمليات عدائية هجومية علي المصالح والقوات الأمريكية في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، وما تلا ذلك مباشرة من ارسال حاملة الطائرات »إبراهام لينكولن» ومعها العديد من القطع الحربية إلي منطقة الخليج لمواجهة الأخطار المحتملة أو المتوقعة. وازدادت التطورات تصاعدا وحدة، في ظل ارتفاع موجات التهديدات المتبادلة علي الجانبين الإيراني والأمريكي، في ظل التصريحات الحماسية الصادرة عن أعمدة النظام الإيراني والحرس الثوري، التي توعدت بضربات موجعة للقوات الأمريكية وقواعدها بالمنطقة. وازداد الموقف حدة بتلويح إيران المتكرر بنيتها إغلاق المضايق البحرية، ومنع مرور ناقلات النفط من منطقة الخليج كلها إلي العالم، وهو ما اعتبرته دول الخليج العربي وكذلك واشنطن تهديدا مباشرا، يستوجب الردع ويتطلب الرد. وطوال الأيام المنصرمة من مايو الماضي ويونيو الحالي، مرت في منطقة المضايق مياه كثيرة، وجرت علي السواحل أحداث ووقائع عديدة، مثلت خطرا مباشرا لحرية الملاحة في المياه الدولية، وهو ما أدي إلي اشتعال المواقف وتوقع الصدام. ورغم ارتفاع معدلات القلق والتوتر بالمنطقة والعالم، وزيادة احتمالات تفجر الأوضاع وانزلاقها نحو الصدام المباشر، إلا أننا نلمس ونتابع الآن حرصا متزايدا من كل الأطراف سواء إيران أو الولاياتالمتحدة أو دول الخليج، علي الإعلان المؤكد والمستمر بأن أحدا منهم لا يسعي إلي الحرب ولا يريدها،..، وهو ما يدفعنا للتساؤل عما يريده كل طرف منهم!! »وللحديث بقية»