للعديد من الدول العربية والاسلامية، بروتوكولات مشينة في مسألة جني الاعضاء البشرية، تقف ضد الانسانية وتتربص بها، بحثا عن تعريف جديد للموت، في ظل القضايا المستحدثة في عالم الطب، تلك التي شغلت علماء الدين والاجتماع خلال النصف الاحير من القرن العشرين، واخذت منهم وقتا طويلا من البحث والدراسة، بعد ان ارتكبت افظع الجرائم الطبية عبثا بالجسد الانساني حسب راي البعض، فيما رآها آخرون، الحل الوحيد لانهاء معاناة ملايين البشر، من مرضي الفشلين الكلوي والكبدي تحديدا، فأصبح الفقراء ومصابو الحروب والحوادث ومجهولو الهوية ومرضي الغيبوبة العميقة وموت جذع المخ، ومن وقتها، ضحايا صراع البحث العلمي بين اطباء العالم المتقدم تارة، ووحشية مافيا وسماسرة تجارة الاعضاء في العالمين العربي والاسلامي خاصة، تارة اخري، لما يزيد علي نصف قرن، ذلك قبل ان يتمكن فريق من الباحثين بجامعة بيل الأمريكية من احياء خلايا مخية لخنزير بعد ساعات من موته، في كشف علمى من شأنه، بحسب ما طيرت وكالات الانباء العالمية نبأه منذ ايام قيلة، إنقاذ ضحايا السكتات المخية مستقبلا. يبدو اننا اصبحنا بالفعل امام فتح علمي جديد ومبشر لانهاء الجدل الاخلاقي حول موت جذع المخ، الشهير ب الموت الاكلينيكي، ووضع حد لبروتوكولات "جني" الاعضاء بالدول العربية والاسلامية، لا اقول "التبرع" بها،اذ بينهما مابين السماء والارض من فروق، فالاولي لمن لا يعلم ، تمثل صورة واقعية مصادقة لما يحدث في الدول الاجنبية ، حيث الهدف الرئيسي من تشخيص موت المخ والعناية بمرضاه، هو الوصول الي انتزاع الاعضاء، لذا تجدها تدعو صراحة، وفق ماوثقه كاتب السطور عام 1997 في كتابه "اعضاء بشرية للبيع"، الي بث اليأس الكامل في نفوس أهل مريضهم الميت دماغيا، ذي القلب النابض، وعدم اعطائهم بارقة امل في شفائه حتي يرضخوا لضغوط الموافقة علي "قتله" وانتزاع اعضائه "حيا" لصالح الاثرياء من اي جنسية،ولاجل ذلك فقد خصصوا في مستشفياتهم-بحسب البروتوكولات ذاتها- لجانا تحمل اسم" لجان موت الدماغ" و"لجان اقناع الاهل"،والاخيرة تقوم خصيصا بهذا الدور مع مصابي الحوادث، من اجل جني اعضائهم، فهل تنقذ الخنازير مرضي جذع المخ من وحشية اطباء بلا ضمير او مخ؟!