هي المرة الأولي (ربما) التي يصعد فيها المنتج إلي خشبة المسرح، بعد نهاية العرض المسرحي لتحية الجمهور!!.. لكن (الإنتاج) بالفعل هو بطل مسرحية (الملك لير) المعروضة حاليا علي مسرح (كايرو شو) بالتجمع.. الملابس والديكورات الفخمة، أسماء النجوم الكثيرة في العرض (يحيي الفخراني، فاروق الفيشاوي، رانيا فريد شوقي، ريهام عبد الغفور، نضال الشافعي، أحمد فؤاد سليم، أحمد عزمي)... والأهم هو إقدام القطاع الخاص علي تقديم واحدة من كلاسيكيات المسرح العالمي.. وتقديم شكسبير وباللغة العربية الفصحي إلي جمهور المسرح الخاص... المؤكد أن (الإنتاج) هو بطل العرض المسرحي، يعلن حضوره بوضوح.. وربما هو الفارق والدافع وراء إعادة يحيي الفخراني تقديم (الملك لير) مرة أخري، بعد أن قدمها علي المسرح القومي من إخراج أحمد عبد الحليم بنجاح لافت، استمر لأكثر من موسم مسرحي.. هذه المرة يقدم الفخراني الملك لير بصورة مختلفة... من إنتاج القطاع الخاص، ومن إخراج مخرج شاب موهوب هو تامر كرم... ولعل سخاء الإنتاج وبريق حضوره، تسبب في حالة من التزيد الجمالي أفسدت الكثير من المشاهد، خاصة مشهد (العاصفة) الذي تم تفريغه تماما وربما محوه.. في قلب الصحراء يغني المهرج، وتقدم استعراضات راقصة (لا مبرر لها) ويحتفظ لير بكل توازنه وتماسكه طوال العرض.. وبدلا من سخريته اللاذعة وهذيانه الحكيم.. يبالغ في الفكاهة المضحكة!!.. حرص العرض علي تقديم (الملك لير) في رؤيتها العامة المتداولة كقصة جحود الأبناء، متباعدا عن القراءة السياسية للمسرحية حول تقسيم المملكة وانهيارها، ودون أي اجتهاد في تقديم رؤية مختلفة... ولأن الفخامة والثراء تعلنان سطوتمها، فقد طبع الأداء بانفعال بالغ.. أنهم جميعا يصرخون!!