ليس هناك حدث أهم من مباراة الزمالك والأهلي.. حتي تذهب إليه الأضواء، وتدور حوله الآراء والاجتهادات.. ولا مانع طبعاً من »شوية» مهاترات، تكشف حقيقة أن الوسط الكروي ما هو إلا ساحة للخلافات. كانت قمة بكل ما تعنيه الكلمة.. وعيداً ينتظره هذا المعسكر أو ذاك، ومناسبة مهمة تشير إلي أن الروح الرياضية تنتشر في ربوع المحروسة. اليوم.. اختلف الوضع تماماً، وأصبحت المباراة عبئاً وقمة للمعاناة، وإذا سألت لماذا هذا التراجع أو التدهور، لن نجد إجابة غير أن هذا يلقي بالمسئولية علي غيره.. وذاك يتهم آخرين ليخلي ضميره من كوارث يرتكبها.. وهكذا. في مثل هذه الظروف التي لا يعترف فيها أحد، بما ارتكب من »بلاوي» يصبح الأمر في منتهي الخطورة، لأن أصول اللعبة غير متوافرة، والعقليات المتزنة غائبة، واللوائح رغم أهميتها لا تطبق.. وغالباً لا تخرج من الأدراج. إنه الدعاء.. ولا غيره، للخروج بمباراة القطبين علي خير.. دعواتكم. الأهلي والزمالك »مكشوفان».. بمعني أنه إذا أراد لاسارتي أن يقرأ في كتاب الزمالك، فلن يحتاج إلي وقت لأن كل شيء واضح، من حيث نقاط القوة والضعف ومفاتيح اللعب، ومصادر الخطورة. وإذا أراد جروس أن يتصفح في كتاب الأهلي فلن يقف فيه علي جديد، لأن المسألة محددة في لاعبين كان غيابهم سبباً في تراجع النتائج وبعد شفائهم استعاد الفريق خطورته. إذن هي مباراة مدربين بالدرجة الأولي، وحتماً سيفوز من سيأتي بجديد في التكتيك أو الخطة، أو بمفاجأة في الدفع بلاعب قد يكون هو مصدر التحول. وعندما يكون لقاء مدربين فهذا معناه أيضاً أن الإعداد النفسي يكون له الدور الأهم والأكبر.. وباختصار من يحتفظ بثقته في نفسه تحت أي ظرف.. هو الذي سيحقق الفوز. من يحسن تنظيم دفاعه.. و»يصحصح».. ستكون فرص فوزه أكبر.. وأري وبمنتهي الصراحة أن دفاع الفريقين هو أضعف الخطوط.. ربما كان كلاهما يضم أسماء شهيرة، ولكن كمجموعة.. الأخطاء مكررة. يحلو.. للكثيرين أن يرددوا أن المنافسة علي درع الدوري أصبحت واضحة المعالم.. وأن فارق النقطتين للزمالك يعطي الأسبقية للأهلي.. هذه النغمة تشير إلي أن صوت الإعلام الأحمر مسموع أكثر. سباق الدوري سيستمر حتي الأمتار الأخيرة.. وربما آخر متر. أن تجري مباراة الأهلي والزمالك بدون جمهور، فهذا عقاب ما بعده عقاب.. والخوف أن ينسي عدد كبير من لاعبي الفريقين اللعب في مدرجات »مليانة» فإذا بهم عندما يواجهون مشجعيهم يصابون بالذعر. ستظل قضية تغيير المدربين خطراً يهدد المستوي الفني.. ويدمر السلوك الأخلاقي، والمدهش أنه لا توجد فئة في مصر محظوظة، مثل »بهوات» المدربين.. فما أن يخفق حضرته أو يفشل في قيادة فريق، حتي يتعاقد مع فريق جديد، وغالباً براتب أعلي مكافأة لسيادته علي ما ارتكب من أخطاء. والعجيب.. أن مسألة العرض والطلب »مضروبة» في السوق المحلي، ولا يمكن وصف ما يتقاضاه المدربون، غير أنه »رزق الهبل»...