»المستريح»، مصطلح أطلق علي النصاب الذي يستولي علي أموال الناس وهو يوهمهم بأن لديه القدرة علي توظيفها، ومنحهم أرباحا خيالية، الغريب في الأمر أنه كلما وقع مستريح في قبضة الشرطة ظهر آخر، ويبدو أن المستريح موجود في كل زمان ومكان، فهناك قصة من التراث تقول إن نصابا اشتري حمارا وملأه من الخلف نقودا من الذهب وسار به فنهق الحمار فتساقطت النقود، فتجمع الناس حول المحتال الذي أخبرهم أن الحمار كلما نهق تتساقط منه النقود، وبدون تفكير بدأت المفاوضات حول بيع الحمار، واشتراه كبير التجار بمبلغ كبير، وسرعان ما اكتشف أنه وقع ضحية عملية نصب، فانطلق مع أهل المدينة إلي بيت المحتال وطرقوا الباب فأجابتهم زوجته أنه غير موجود، لكنها سترسل الكلب وسوف يحضره فورا، أطلقت الكلب الذي كان محبوسا فهرب مسرعا، وعاد زوجها بعد قليل وبرفقته كلب يشبه تماما الكلب الذي هرب، الغريب أنهم نسوا لماذا جاءوا وفاوضوه علي شراء الكلب، واشتراه أحدهم بمبلغ كبير، ثم ذهب إلي البيت وأوصي زوجته أن تطلقه ليحضره بعد ذلك فأطلقت الزوجه الكلب لكنهم لم يروه بعد ذلك، وبعد أن طفح الكيل مع التجار ذهبوا إلي بيت المحتال ووضعوه في كيس وأخذوه ليلقوه بالبحر وساروا به حتي تعبوا فجلسوا للراحة فناموا، وصار المحتال يصرخ من داخل الكيس، فجاءه راعي غنم وسأله عن سبب وجوده داخل الكيس وهؤلاء نيام، فقال له بأنهم يريدون تزويجه من بنت كبير التجار في الإمارة، لكنه يعشق ابنة عمه ولا يريد بنت الرجل الثري، و كالعادة أقنع المحتال الراعي بأن يحل مكانه في الكيس طمعا بالزواج من ابنة كبير التجار، أخذ المحتال الأغنام وعاد للمدينة، ولما نهض التجار ذهبوا وألقوا الكيس بالبحر وعادوا للمدينة، وهم يعتقدون أنهم تخلصوا منه، ولكنهم وجدوا المحتال أمامهم ومعه 300 رأس من الغنم، فسألوه فأخبرهم بأنهم لما ألقوه بالبحر خرجت حورية وتلقفته وأعطته ذهبا وغنما وأوصلته للشاطئ وأخبرته بأنهم لو رموه بمكان أبعد عن الشاطئ لأنقذته أختها الأكثر ثراء وستعطيه آلاف الرؤوس من الغنم، فانطلق الناس إلي البحر وألقوا بأنفسهم فيه، وأصبحت المدينة بأكملها ملكا للمحتال، هكذا يفعل مستريح هذا الزمان يحتال ويحتال ويجد من يصدقه، بل بالأحري من يريد أن يصدقه طمعا أو غباء أو...!!