أظهر تقرير دولي مؤخرا أن مصر احتلت المرتبة الثانية لأكثر الدول الأفريقية التي تضم الأثرياء بعد جنوب أفريقيا، حيث تضم حوالي 950 »مالتي مليونير» ، 18100 مليونير، ولمن لا يعرف: »المالتي مليونير» هو الذي يبلغ صافي الأصول المملوكة له عشرة ملايين دولار أو أكثر، أما »المليونير» فهو الذي يبلغ صافي أصوله مليون دولار أو أكثر، وذكر التقرير الصادر عن بنك »أفراسيا» ، أن مدينة القاهرة احتلت المرتبة الثانية لأكثر المدن الأفريقية التي تضم الأثرياء حيث تضم 8900 مليونير، منهم 480 يصنفون »مالتي مليونير».. والشعب المصري طيب بطبعه، ويسكن التدين تحت جلده، فعندما نسمع عن شخص أصيل كسب »اللقمة» من عرق جبينه، وظهرت عليه علامات النعمة والثراء نرد: (ربنا يزيده) وكثيرا ما سمعنا عن قصص نجاح أذهلتنا عندما استطاع أصحابها تحدي الظروف والعوائق، وصمدوا حتي النهاية ليتربع كل منهم علي عرش »المليونيرية»، والمجتمع المصري يحتضن مليونيرات عصاميين مشرفين نعرفهم ونرفع لهم »القبعة».. وعلي العكس تماما هناك »مليونيرات» وهم للأسف كثر، حققوا ثروات فاحشة بطرقة غير مشروعة وملتوية، وبالتالي فلا يعترف بهم المجتمع والناس، ويحتقرونهم وينقمون عليهم.. المليونير العصامي الشريف غالبا ما يبدأ من الصفر، ويتدرج في تكوين الثروة بالعقل والتفكير والإرادة وتصويب الأهداف بدقة، ولم تمطر عليه السماء فجأة ذهبا وفضة، لكننا رأينا »عينات» أصبحوا بين عشية وضحاها مليونيرات نتيجة لسياسات اقتصادية سابقة اتسمت بالانفتاحية الاستهلاكية الخاطئة، وهناك من سرقوا أصول وثروات الدولة، وغيرهم استولوا علي الأراضي »بالتخصيص» وتركوها للتسقيع، ومنهم تجار عملات أجنبية، وآخرون حصلوا علي ملايين الجنيهات كقروض من البنوك لمشروعات وهمية بلا أي ضمانات برشاوي مسئولين وأصبحت ديونا معدومة، ومنهم من عرف الثراء عن طريق »العمولات» وغسل الأموال. الشعب لا يعترف بهذه النماذج الملوثة، يعترف فقط بالمليونير الذي جمع ثروته من حلال، ويتسم بالشفافية، ومشروعاته منتجة وتخدم الاقتصاد الوطني، ويفتح أبواب رزق لغيره من الكادحين، ويسدد الضرائب لخزينة الدولة.