تمر البورصة المصرية هذه الأيام بمنعطف كبير مُنيت خلاله بخسائرعنيفة وغير متوقعة بلغت 70 مليار جنيه من قيمتها السوقية في أسبوع واحد.. متأثرة بانهيار عدد كبير من البورصات الناشئة نتيجة تداخل عدد كبير جدا من الأسباب المتلاحقة في الوسط الاقتصادي العالمي - وهو ما ينذر بخطر أزمة اقتصادية وشيكة ستصيب اقتصادات العالم قريبا - أول هذه الأسباب ما حدث من تدهور في اقتصادات كلٍ من الأرجنتين وتركيا وانهيار عملتيهما بشكل فاق كل التصورات، مما دفع بالدولتين إلي اتخاذ قرارت سريعة منها رفع سعر الفائدة بالبنوك حيث رفعت الأرجنتين الفائدة بقيمة 60 ٪ وتركيا رفعتها إلي 24٪، مما دفع بالمستثمرين إلي سحب استثماراتهم إلي هذه الدول للاستفادة من رفع الفائدة. ثم يأتي علي الجانب الآخرالشق التجاري وما يحدث بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالصين من »التحرشات» الاقتصادية والصراع التجاري القائم بينهما كأكبر اقتصادين في العالم..حيث قامت الصين مؤخرا بخفض حيازتها من السندات الأمريكية لأدني مستوي منذ 6 أشهر مما ألقي بظلاله علي الأسواق العالمية.. وزاد من حالة القلق والترقب لدي المستثمرين خاصة الأجانب منهم بعد إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية قائمة تعريفات جمركية جديدة ضد واردات صينية قيمتها 200 مليار دولار وسط تهديدات بتطبيق المزيد من الرسوم حال اتخاذ الصين أي إجرءات جديدة. لذا أري تأجيل عملية طرح ال 5 شركات الجديدة في البورصة التي أعلن عنها مؤخرا لأن تنفيذ الطرح في ظل هذه الظروف سيفشل فشلا ذريعا.. ورغم أن هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام قد اعترف بأن سوق المال سيئ خلال الوقت الحالي، لكنه استبعد تأجيل طرح الشركات الحكومية في البورصة، حتي لا يعطي رسالة سلبية للمستثمرين.. ولكننا نؤكد عليه مرة أخري أن هذه الظروف غير مشجعة للمستثمرين لشراء أسهم في أي طرح.