بدأ العام الدراسي رسميا بدخول المدارس وانتظام الطلاب في فصولهم في كل المحافظات والإدارات التعليمية وكلنا رجاء أن يأتي الانتظام مثاليا من أجل جودة في التحصيل والعلم والمعرفة وفي ظل ذلك النظام الجديد الذي أعلن عنه الدكتور طارق شوقي وزير التعليم الذي بدأ تفعيله هذا العام ومن الحصة الأولي. ما يجعلني بعض الشئ مترددا في تحديد نسب نجاح التجربة الجديدة هو ذلك الكم الهائل في مراكز (سناتر) الدروس الخصوصية في كل جزء ومكان ودون استثناء في المدينة والريف علي حد سواء، وأنا لا أبالغ في هذا فقد رأيت ذلك في بعض قرانا في محافظة البحيرة مع الأسف وهي ظاهرة غريبة علي مجتمعات الريف، أما في المدينة فحدث ولا حرج. انتشرت كالأخطبوط بلا رادع ولا رقيب.. بل وفي تحد صارخ أصبحت تري علي جدران الشوارع أسماء المدرسين الذين تسبقهم عبارات تمساح الفيزياء وحوت الكيمياء وديناصور الرياضيات وخلافه، الغريب أيضا أن تحديهم بدأ منذ أوائل شهور الصيف بالحجز وبعبارة إلحق مكانك قبل فوات الأوان والأغرب هو انهم بكل بجاحة يضعون أرقام تليفوناتهم وعناوينهم علي الأسوار وفي كل الشوارع وللأسف الاقبال تجده بلا حدود وفي كل المواد فأصبحت تجد ألف تمساح وألف حوت وألف ديناصور من تلك النوعية من المدرسين خربي الذمة وتخيلوا بعضهم ترك التدريس في المدارس وتفرغ تماما للسنتر بعد أن تقدم باستقالته بسبب الملايين التي يحققها، أصبح لا حاجة له بملاليم الوزارة ومن هؤلاء الكثير!! وتخيلوا أحد هؤلاء يقوم بتأجير سينما في منطقة الهوسابير وآخران يستأجران قاعتي أفراح ووالله قاعة عزاء صباحا في أحد المساجد بالمعادي. كل هذا يتم الآن ومنذ بداية الصيف رغم اننا سمعنا أن النظام الجديد سيقضي علي الدروس الخصوصية وسينهيها إلي غير رجعة ولكن ما نشاهده شيء آخر ينبئ عن أمور نخشي أن تؤثر علي ما نريده في تطوير التعليم وبداية مرحلة جديدة لإصلاحه علي مستوي كل المراحل التعليمية وكل المدارس. بصراحة مراكز الدروس الخصوصية كانت بداية الكارثة علي التعليم الذي فرغ من عناصره الجيدة تماما والتي سافرت بدون حساب لدول الخليج في بداية السبعينيات من القرن الماضي وتركت مدارسنا لمن هم ليسوا من أهل الخبرة ولا المعرفة فانحدر المستوي بشدة وصارت مدارسنا وتعليمنا بلا هوية وفقدت مع الأسف دورها الذي من المفروض أن تؤديه تحت مسمي التربية والتعليم حتي وصلنا إلي مرحلة التمساح والديناصور مع انهم والله أعلم من نوعية ما بعد السبعينيات. ويبقي السؤال إذا كنا بصدد تطبيق نظام جديد في التعليم في مراحلنا التعليمية ما الذي يفعله هؤلاء المندسون؟ الحقيقة اما أنهم علي يقين من أن التجربة ستفشل وستعود ريما لعادتها القديمة أو أنهم سيطوعون التجربة لمعاولهم الهدامة ويخترقون بحرفيتهم النظام الجديد وعلي أي الاحتمالين فوجودهم غير شرعي وغير قانوني ولا ننسي انهم كانوا أحد عناصر الفساد التي دمرت التعليم في مصر وحققوا المكاسب من وراء ذلك دون أن يردعهم أحد. والغريب أن ذلك الوجود غير القانوني تستفيد منه الدولة في تحقيق عائد يتمثل في الضرائب التي تفرض علي المدرسين الجشعين تماما كما في معاملة تجارة المخدرات!! أستاذنا الفاضل وزير التربية والتعليم هل ستتركون مراكز الدروس الخصوصية تمارس دورها مع نظامكم الجديد؟ وبنفس القدر لرئيس مصلحة الضرائب العمومية ما الذي يتم تحصيله من مدرس يدير مركزا للدروس الخصوصية منذ بداية شهر أغسطس بمعدل 5 ساعات يوميا وكل ساعها بها من 300 إلي 400 طالب في مائة جنيه للساعة هل تتم محاسبته بما يرضي الله والوطن.. مجرد اسئلة.