"فقط ادفع 3 جنيهات واحصل علي علبة سجائر" هذا هو الشعار الذي يرفعه أغلب تجار السجائر الآن فلست مضطراً لدفع أكثر من 3 جنيهات لتحصل علي ما تريد نفس المذاق ونفس التأثير ولم لا إذن!؟. هدف هؤلاء الأول والأخير هو الربح والعودة للتاجر بالإيراد كاملاً لا ينقصه سوي عمر المواطن الذي سيدخن السجائر وسيموت أيضاً بين حين وآخر وربما يلقي حتفه وهو يعود لشراء ذات العلبة من نفس التاجر. قصة لا تنتهي وهي إهدار صحة المواطن المصري في سبيل أي شيء يجني المال، فظهور هذا النوع المهرب ظهر بالتزامن مع قيام ثورة يناير، ولعلنا نذكر أن تلك الأنواع لم يكن معلنا عن تأثيرها حتي تجار الجملة برمسيس لم يكونوا علي علم بالأمراض المزمنة التي تسببها، لأن الجميع وقتها أدرك أن البضائع الصينية أرخص بالطبع من المصرية ومن الممكن أن تكون الصين أنتجت النوع ذاته بسعر أقل، ولكن الأمر الذي أثار الشكوك حول تلك الأنواع مؤخراً هو ضبط كميات هائلة منها قبل تهريبها، فلماذا تهرب إذن وهي سليمة 100 ٪ كما زعم البعض؟ هذا هو السؤال الذي دار في أذهان المصريين ليعلموا ما إذا كانت تلك السجائر حقاً مميتة أم أن تأثيرها لا يختلف عن نظيرتها المصرية المصنعة محلياً. هذا هو المثل الذي يطابق حال تجار السجائر المهربة، حيث إن جميعهم علي عكس المتوقع، لا يدخنون تلك السجائر وظلوا مستمرين في الأنواع المصرية وبعضهم المستورد ، لافتين إلي أنهم لا يعلمون ما تحويه تلك السجائر فمن الممكن أن يكون بها مواد سامة أخطر من العادية ويؤكد ذلك فرق السعر بينها وبين المستورد. بداية أكد هاشم زين "بائع" بوسط البلد أن هذا النوع من السجائرحقق مبيعات عالية في الفترة الأخيرة أكثر من السجائر المصرية، لافتاً إلي أن السبب وراء إقبال المدخنين عليها هو رخص ثمنها وتواجدها بكثرة في الأسواق وأيضا جودتها العالية فهي لا تختلف كثيرا عن الأنواع باهظة الثمن مثل مارلبورو و روزمن . ولفت إلي أن هناك بعضا من أنواع هذه السجائر يتم إضافة كلمة "صنع في كندا أو ألمانيا" علي سبيل المثال ويقوم الموزعون ببيعها أغلي من السجائر العادية. واختلف معه في الرأي أسامة محمد، حيث أكد أن سوق السجائر الصيني بات مقتصراً علي سائقي الميكروباص والتباعين والباعة الجائلين، عكس ما كانت عليه . وقال: كان يقف هنا علي فرشتي عربيات والله تشتري أنواعاً كثيرة عشان تجربها وتعرف الفرق وبعد كدة أصبح شراؤهم بالجملة أو الأروسة حيث إنها أرخص وتصل ل50 جنيها، كما أن تلك السجائر كانت تلاقي رواجا كبيرا عند السيدات خاصة فتيات الجامعة ممن يدخن أنواعا منكهة مثل الفراولة والنعناع والشوكولاته، ولكن السوق راكد منذ فترة بسبب الضبطيات المتكررة للسجائر خلال تهريبها ". واتفق معه في الرأي محمد .ح أحد تجار الجملة بميدان رمسيس ، حيث أكد أن الحكوة لديها علم بهذا النوع المهرب من السجائر وعليها أن تقنن تجارته وتتيحه بشكل رسمي حيث إنه نوع غير مضر بالصحة و تأثيره مثل السجائر المصري بل أعلي منه في الجودة و أرخص في الثمن فهو يري أنه لا ضرر من وجودها بل يجب علي الدولة العمل علي زيادة نسبة وارداتها من هذا المنتج لأنه يحقق أرباحاً عالية مقارنة بالسجائر المصرية أو المستوردة، لافتاً إلي أنه في الآونة الأخيرة شهد سوق السجائر المهربة ركوداً ملحوظاً في القاهرة ، إلا أن انتشاره في المحافظات عادل نسبة الربح لدي التاجر بل أنه لاقي رواجاً أكثر من القاهرة. تلف ال DNA أجاب "المركز المصري للبحوث " عن كل الأسئلة التي تراود المدخنين منذ ظهور تلك السجائر في السوق ، حيث كشف تقرير أصدره المركز أن السجائر المهربة بالسوق المحلية يوجد بها 24 مركبًا مجهولاً تم التعرف علي 11 منها بنسب تأكيدية عالية. وأضاف المركزفي تقريره الصادر بشأن السجائر المضبوطة خلال تهريبها وأيضاً المتداولة في السوق المصرية ، إلي أن أحد تلك المركبات ومشتقاته لها تأثير ضار، وتؤدي إلي تلف الحمض النووي "دي إن أيه"، مما يؤدي لحدوث طفرات ينتج عنها عدم انتظام انقسام الخلايا، وتكوين أمراض سرطانية بأنسجة الإنسان. وأشار تقرير آخر إلي التعرف علي مركب يحمل تأثيرًا ضارًا علي سلوك الجهاز العصبي،كما أن العينات التي تم تجميعها من الإنتاج المحلي، وجد أن المركبات المجهولة في مستخلصها غير مدرجة ضمن المركبات المسرطنة، طبقا لما جاء بالدراسات التي تمت في الوكالة الدولية لبحوث السرطان بفرنسا، حيث أن بعض أنواع السجائر الصينية يحتوي علي كميات من الرصاص والزرنيخ تبلغ ثلاثة أضعاف المستويات الموجودة في السجائر الكندية مثلاً. و الدراسة التي نشرت في دورية مكافحة التبغ تشير إلي أن هذه المستويات من المعادن موجودة في السيجارة الواحدة، ولكن المشكلة الحقيقية كما يقول الباحثون هي أن هناك تعرضا متكررا لها, فالمدخنون لا يدخنون سيجارة واحدة ولكن20 أو نحو ذلك كل يوم وعلي مدي سنوات لأن السجائر إدمان. وأوضحوا أن هذه المعادن تدخل جسم المدخن، بالإضافة إلي خليط من المواد السامة الأخري، وتأثير التعرض التراكمي للمواد السامة المتعددة ومن بينها المعادن يعزز من فرص الإصابة بسرطان الرئة والحلق واللسان. سرطان الرئة 100٪ من جانبه أكد الدكتور أسامة طه أستاذ الأورام أن هناك مسببات كارثية لمرض السرطان تخفي عن قطاعات كبيرة من المصريين وتفتك بأجسادهم، يتمثل بعضها في العديد من المنتجات الضارة التي يستخدمها المصريون وهم لايدركون خطورتها، وبعضها الآخر يتمثل في عادات خاطئة يمارسونها يوميا تزيد من نسب الإصابة بالسرطان. ويشير طه إلي خطورة السجائر الصينية التي ترد إلينا من مصادر مجهولة للتصنيع، ويؤكد أن خطورتها تكمن في احتوائها علي عدد كبير من المركبات القاتلة مثل مركبي النافتالين والبروبانول. ويضيف: هذه المركبات تتفاعل مع الحامض النووي " دي إن إيه" للشخص المدخن مما يؤدي إلي حدوث انقسام غير منظم لخلايا المخ أي قد تؤدي إلي الإصابة بسرطان المخ. وإذا قلنا إن التدخين بصفة عامة هو المسؤول عن الإصابة بسرطان الرئة بنسبة حوالي 50 فإن تدخين هذه الأنواع من التبغ الصيني يضاعف هذه النسبة ليجعلها 100 ٪.