طوال السنوات الماضية منذ بداية الخمسينات من القرن الماضي وحتي الآن، لم تثبت العلاقات المصرية الأمريكية عند مستوي واحد من الجودة أو السوء، بل كانت دائما في حالة متفاوتة من الصعود إلي درجة كبيرة من التوافق والتقارب والود، ثم الهبوط إلي درجة ليست قليلة من الاختلاف والجفاء والتباعد،...، وهكذا كان الحال خلال فترة حكم الرؤساء عبدالناصر والسادات ومبارك، وصولا إلي ما بعد »2011» وحتي الآن. وطوال هذه السنوات وبالرغم من وجود هذا التباين في مستوي العلاقات، كان ولايزال هناك عدد من الحقائق الموضوعية القائمة علي أرض الواقع، تضبط وتحدد نظرة كلا الطرفين المصري والأمريكي لهذه العلاقات في ظل فترات الصعود ونوبات الهبوط. أولي هذه الحقائق هو الإدراك الواعي لدي الطرفين بأهمية وضرورة وجود علاقات قوية ومتينة بين الدولتين في حالة الوفاق، وأيضا الحفاظ علي شعرة معاوية علي الأقل في حالة الجفاء. وثاني هذه الحقائق هو وجود رغبة مشتركة بين الدولتين لأن تصبح هذه العلاقات فعلا وواقعا معبرة عن شراكة استراتيجية حقيقية، وأن تكون قائمة علي أسس صحيحة تحقق المصالح الاستراتيجية لكل منهما. وثالث هذه الحقائق، أن تكون هذه الشراكة الاستراتيجية قائمة علي أساس الاحترام المتبادل بين الدولتين، وعدم التدخل في الشئون الداخلية لكل منهما،...، وأن تكون تعبيرا صحيحاً وواعيا عن التقدير المتبادل بدور وثقل مصر الإقليمي، ودور وثقل الولاياتالمتحدة كقوة دولية فاعلة ومؤثرة. وفي هذا الإطار نستطيع القول بأن مستوي العلاقات المصرية الأمريكية سيظل متأرجحاً بين الصعود والهبوط علي قدر التزام كلا الطرفين بالحقائق الثلاث المحددة والحاكمة لهذه العلاقات.