أسعدني وأثار تفاؤلي ما تم تداوله اعلاميا بشأن قرار ايطاليا بعودة سفيرها الي القاهرة والذي كان قد تم سحبه منذ ما يقرب من عام ونصف.. في أعقاب حادثة مقتل الشاب الايطالي »ريجيني». هذا القرار من جانب الدولة الايطالية التي تربطها بمصر علاقات تاريخية تمتد لعقود طويلة تعد إيذانا بانتهاء حالة التوتر التي شهدتها العلاقات بين البلدين الصديقين. لم يكن يخفي علي أحد أن سحب ايطاليا لسفيرها قد أصاب الشعب المصري بصدمة. يأتي ذلك باعتبار ان هذه الدولة الصديقة أعلنت دعمها ووقوفها الي جانب ثورة 30 يونيو منذ اللحظةالأولي. علي هذا الأساس فإنه لم يكن مقبولا بالعقل والمنطق أن يكون هناك دور للأجهزة المصرية في مقتل هذا الشاب الايطالي واذا كان قد حدث ذلك فانه لا يمكن وصفه سوي بالجنون وعدم تقدير المصالح الوطنية العليا. لا جدال أن عودة السفير الايطالي لممارسة مسئولياته في القاهرة تمثل تطورا مهما وايجابيا لصالح العلاقات الثنائية التي شهدت تأزما امتدت غيومه الي كل المجالات. هذه الانفراجة كانت محصلة الجهود الحثيثة التي تتسم بالاصرار والتصميم علي كشف الحقيقة من جانب الأجهزة القضائية المصرية بقيادة النائب العام المستشار نبيل صادق.. الي جانب الاتصالات التي واظبت علي اجرائها وزارة الخارجية المصرية..كما هو معروف فإن سحب السفير الايطالي كان قد أدي الي تعطيل تسلم السفير هشام بدر مساعد وزير الخارجية لمنصبه سفيرا لمصر في ايطاليا. ليس من تعليق مناسب علي قرار ايطاليا المرحب به رسميا وشعبيا سوي ان يتردد علي ألسنة المحبين لمصر: »يابركة الله». ان عودة السفير وعلي ضوء العلاقات المتشابكة التي تربط بين مصر وإيطاليا علي كل الأصعدة لصالح البلدين والشعبين تدخل في إطار وضع نهاية للأزمات التي شهدتها علاقات مصر الخارجية علي مدي السبع سنوات الماضية.. خاصة بعد ثورة 30 يونيو وقد بدأت تتساقط الواحدة بعد الأخري. لا يخفي علي أحد التأثيرات الايجابية لعودة السفير الايطالي علي مستقبل العلاقات المصرية الايطالية في المجالات السياسية والاقتصادية خاصة الاكتشافات الغازية في البحر المتوسط الي جانب الاستثمارات المتنوعة. انها تشكل وبشكل اساسي اعطاء دفعة للسياح الايطاليين العاشقين لمصر والذين كانوا قد بدأ تدفقهم من جديد إلي مقاصدنا السياحية منذ عدة شهور. إن الترحيب الذي قوبل به قرار ايطاليا انما يؤكد علي عمق العلاقات التي تربطها بمصر وأن ما حدث استثناء لا يجب ان يعود.