هناك مثل شعبي مصري شهير يقول: (ما الذي يجمع بين الشامي والمغربي) أي ما الذي يجمع ما بين المتباعدين أو المتنافرين.. وهذا المثل ينطبق علي من سوف يشاركون في قمة الرياض التي دعت اليها الشقيقة السعودية ويبلغ عددهم نحو 17 من القادة بجانب بالطبع الرئيس الأمريكي ترامب، وهي القمة التي يتباهي الإعلام السعودي بأنها ستكون واحدة من ثلاث قمم سوف تشهدها الرياض خلال زيارة الرئيس الأمريكي لها والتي ستكون محطته الأولي في أول جولة خارجية له منذ توليه مهام منصبه وتشمل مع السعودية إسرائيل والفاتيكان.. حيث ستكون هناك قمة بين ترامب وخادم الحرمين، وقمة خليجية مع ترامب بمجلس قمة ال17 التي سيلتقي فيها الرئيس الأمريكي مع قادة مجموعة من الدول العربية والإسلامية. وربما يشبه هذا التجمع الذي دعت اليه الشقيقة السعودية ذات التحالف الذي سبق أن دعت إليه لمواجهة الإرهاب في وقت سابق وأطلق عليه التحالف الإسلامي.. لعل السعودية تبغي بالدعوة لهذه القمة أن تقول بوضوح للرئيس ترامب أنها ليست جادة في محاربة الإرهاب، ولكنها قادرة علي أن تجمع تحالفا من الدول العربية والإسلامية للاجهاز علي هذا الإرهاب، خاصة أن الرئيس الأمريكي أعرب عن عزمه وضع وصياغة خطة أمريكية جديدة تستهدف القضاء علي الإرهاب في أجل محدد وزمن قصير. غير أن قادة الدول الذين رعتهم الشقيقة السعودية للاجتماع في قمة ال17 بالرياض لا يجمع بينهم سياسات مشتركة حتي فيما يخص هذه القضية.. قضية مواجهة الإرهاب.. فهم مختلفون حول تحديد المنظمات التي تعد إرهابية.. ومنهم مثل تركيا وقطر تمنح ملاذا آمنا لمنظمات وجماعات تورطت في ممارسة العنف في بلادنا ومنطقتنا وتقدم لها الدعم المعنوي والمادي، بل وتمدها بالسلاح أيضا.. وهذا ما تشهد به أحداث سوريا، وتمارسه علنا كل من تركيا وقطر بل ان قادة بعض هذه الدول لا يجمع بينهم حديث مشترك ومنهم من يشن هجوما مستمرا علي بعض من ستجمعه بهم قمة ال17 في الرياض.. فكيف سوف يتفق أو يتوافق هؤلاء في ظل هذا التنافر وهذه الخلافات علي شيء سواء فيما يتعلق بالحرب علي الإرهاب أو يتعلق بأمور مستقبل منطقتنا.. بينما الرئيس الأمريكي الذي دعاهم الملك سلمان للقائه لديه أجندته الخاصة التي يريد أن ينفذها سواء في العالم أو في منطقتنا.. وهي أجندة ليست سرية بل معلنة تقوم علي عدة دعائم أهمها علي الإطلاق أن تحارب هذه الدول الحروب الأمريكية نيابة عن أمريكا، وأن تتحمل الدول الغنية منها تكاليف هذه الحرب، بل وتدفع أيضا تكاليف حماية أمريكا لها. وهكذا قمة ال17 في الأغلب لن تتجاوز حدود النطاق البروتوكولي فقط، وحيث ستشارك فيها دول مجاملة اما لخادم الحرمين أو للرئيس ترامب، أو كلاهما.. فإن خادم الحرمين يرغب بالطبع أن يكرم ضيفه الكبير بجمع أكبر عدد من قادة دول المنطقة ليلتقوا به.. أما الرئيس ترامب فانه سوف يلتقي بأكبر عدد من القادة في زيارة واحدة ليناقش معه أجندته الخاصة بالمنطقة، وتحديدا فيما يتعلق بإيران والعلاقة مع إسرائيل. لذلك.. لا يمكن لمصر أن تنخرط في حلف عسكري، كما تشير إلي ذلك صحف وأجهزة إعلام غربية وأمريكية تشارك فيها إسرائيل ويكون هدفه هو محاربة إيران أو حتي احتواؤها والضغط العسكري عليها.