كل عام والإخوة الأقباط بألف خير. كل عام ومصر وطن يبنيه أبناؤه »من المسلمين والأقباط» ويتشاركون في الدفاع عنه بدمائهم وأرواحهم، ويتقاسمون معا أعباء البناء وخيرات الانجاز. كل عام ونحن نتجاوز الآلام علي فقد الشهداء، ونعرف كيف نأخذ القصاص من أوباش الإرهاب الذي لا يفرق بين أبناء الوطن، لأنه لا يعرف دينا ولا وطنا. ولأنه لا يعرف إلا الكراهية ولا يزرع إلا الموت، ويتوهم أن له مستقبلا في وطن عاش علي المحبة وحب الحياة والانتصار للحق والخير والجمال، وللمساواة بين البشر. يأتي عيد الميلاد هذا العام ليذكرنا بأن معركتنا ضد الإرهاب طويلة. وأن الأساس فيها لابد أن يكون ضد ثقافة الإرهاب التي داهمتنا كما تداهم المنطقة والعالم. قواتنا المسلحة وأجهزة الأمن والشرطة تقوم بواجبها وتوجه أقسي الضربات لهذه العصابات الهمجية. لكن المعركة الأكبر هي مع هذا الفكر المتخلف الذي يزرع التطرف ويرعي الكراهية، ويوجه أكبر اساءة للدين الحنيف ولرسوله الكريم الذي ما بعث إلا ليكون رحمة للعالمين جميعا. ويأتي عيد الميلاد هذا العام ليذكرنا مرة أخري أن وحدتنا الوطنية هي صمام الأمان لهذا الوطن، ولهذا فإنها ستظل مستهدفة من كل أعداء الوطن. في ظل مناخ تطغي فيه الحروب الأهلية والفتن الطائفية علي المنطقة، وتظل مصر »بحضارتها وإنسانيتها وتراثها الديني والثقافي» صامدة في وجه العواصف والمؤامرات، وفي وجه عصابات الإرهاب، وأفكار الضلالة والجهل بالدين والتنكر للوطن الذي كان وسيظل يعطي المثل في الوحدة الوطنية والشراكة والمساواة بين كل أبنائه. فليكن عيد الميلاد المجيد مناسبة لتطيب الجراح وليتأكد الأمل في أن يكون الغد أفضل لوطن يستحق كل ما هو جميل، ولشعب سيظل قادرا بوحدة أبنائه علي قهر التخلف واستئصال الإرهاب، والانتصار لمصر وطنا لكل أبنائها ومحلا للسعادة المشتركة كما قال جدنا العظيم رفاعة الطهطاوي. كل التهنئة للوطني العظيم البابا تواضروس، ولأشقائنا الأقباط. وليكن عاما للأمل رغم كل التحديات، وكل عام ومصرنا العزيزة بخير، وعلي الأرض السلام والمحبة.