عندما يتطابق المنطق مع الواقع.. يكون تأهل الأهلي والزمالك وإنبي والمقاصة لدور ال16 لدوري الأبطال والكونفيدرالية.. وإن تفاوتت درجات الاطمئنان علي كل فريق. في المراحل التالية يختلف الحال، لأن الصعوبة تزداد والفوارق الفنية ككل، ويصبح التكافؤ سمة المنافسات.. مع الأخذ في الاعتبار طبعاً أن هناك منطق آخر.. لا يخفي علي أحد من الأندية الأفريقية كلها، وهي أن اللعبة عادة ما تنتهي بين فرق شمال افريقيا التي تتطور فيها الكرة أكثر من شرق وغرب افريقيا. إذن.. في الظروف العادية.. تظل فرص الأهلي والزمالك أكبر لأنهما الأغني مالاً.. والأكثر جاهاً من حيث اللاعبين الأكفاء.. ومعي أن يفشلا في الوصول إلي منصة التتويج أن العيب فيهما. سيدخل المنتخب الكروي الأول.. أول اختبار له منذ تولي الأرجنتيني هيكتور كوبر المسئولية.. كل »اللي فات».. هو في الواقع أي كلام، حيث لم يكن هناك منافساً »عليه العين». المنتخب النيجيري.. سيحدد شكل ومضمون وطموح أحفاد الفراعنة.. وهو الذي سيكشف ما إذا كان كوبر سيمضي في طريق الحلم.. أم أنه سيضل هذا الطريق، مثل اتحاد الكرة الذي لم يكتب لنفسه ولا شهادة نجاح واحدة.. في »أي حاجة»، لذلك أراد أن يغير »العتبة» بأن يأتي بهاني أبوريدة كمشرف علي المنتخب، عساه بنجاحاته الساحقة في الاتحادين الأفريقي والدولي أن ينفخ في الجبلاية ليحقق شيئاً. عموماً.. كم يتمني المرء أن يوفق كوبر ورجاله، لأن الإخفاق لا قدر الله ستكون عواقبه وخيمة، إلا إذا كان حضراتهم مازالوا يجيدون طرح المبررات. كالعادة.. أعجبني اللواء يوسف الدهشوري حرب في لقائه وأسرته مع خالد الغندور علي دريم منذ أيام.. تكلم حرب في أكثر من محور، وفي عدة اتجاهات.. ولكني أقف معه عند تحليله للفشل الذريع لسياسة الكرة المصرية فيما يتعلق بالاحتراف، وكيف أن هذا النظام دمر اللعبة، و»خلص» علي الأندية الجماهيرية. تحدث حرب عن ضياع الترسانة بعراقته وتاريخه، وصعوبة أن يصعد، وأشار إلي معاناة الإسماعيلي الذي كان مفخرة للكرة الجميلة، وكيف أنه لن ينافس، وقال إن المحلة يتدهور والمصري يقاتل في ظروف صعبة.. وغيرهم من الأندية التي كانت لها صولات وجولات.. واليوم »تكره حياتها» لضيق ذات اليد. فعلاً.. الاغتراف »جاب كل حاجة في الكورة ورا».. ليس هبوط المستوي الفني فقط.. وإنما تدني المستوي الأخلاقي.. .. ولسه! يتحدث الكثيرون عن المعركة الانتخابية لاتحاد الكرة القادم.. والمتابع للأحداث يلمس كل يوم.. ويتأكد كل لحظة.. أن كله عند العرب صابون.. وأن »ما اسخم من سيدي إلا ستي» وأن الدنيا لم تتقدم لأن فكر كل مرشح من حضراتهم هو: كيف يصل إلي الكرسي.. وليس ماذا سيفعل بالكرسي. الأيام والشهور القادمة ستكشف المزيد من السطحية و»الهرتلة» بين الجبهات المتصارعة. بالفعل.. وللمرة المليون.. أصبح الالتراس خطراً علي الأمن العام.. ومع ذلك ليس هناك ما يحرك المسئولين إلا أن يجدوا أنفسهم أمام أزمة أو كارثة أخري.. وأخشي ألا يتحركوا أيضاً. هو.. فيه إيه؟ رعب الألتراس.. لا مبرر له علي الإطلاق، إلا إذا كان مطلوباً أن يبقي.. وأن يظل حضراتهم مرعبين للشارع كله.. وليس الرياضي فقط!