لمؤسسة » أخباراليوم » في نفسي مشاعر شديدة الخصوصية والعمق . وقعت في حبها منذ عاد اليها صاحباها علي ومصطفي أمين بعد غياب وكنت ماأزال تلميذا في بداية المرحلة الاعدادية . أحببتها بالفعل قبل أن أكون أحد صحفييها منذ العام 1980 وحتي اليوم . هي أسرتي ولو علي البعد وهي آبائي وأخوتي وأخواتي وأبنائي وبناتي حتي لو منعتني الظروف من زيارة » بيت العيلة » . ومن هنا كان لدعوة الأخ الصديق أيمن بدرة رئيس التحرير التي أكدها الصديق ياسر رزق رئيس مجلس ادارة »أخبار اليوم » لي للكتابة ل » أخبار الرياضة » وقع جميل مختلف تماما أشبه بمن يدعوك للسكن في بيتك أو في جزء من البيت ولو كان فوق السطوح . والسبب الذي ربما لم يكن الداعيان يعرفانه هو أن الدعوة كانت لي لكتابة المقال الأول في هذه المطبوعة التي يتخطي عمرها الربع قرن فعلي صفحات مختلف اصدارات »أخبار اليوم» كانت لي صولات وجولات .عملت وانشغلت وكتبت في السياسة والمسرح والسينما والرياضة وقدمت ترجمات لعشرات الكتب من اللغتين الانجليزية والفرنسية في صحف »الأخبار» و»أخبار اليوم» ومجلة »آخر ساعة » و»أخبار النجوم » .. عملت في المؤسسة العريقة وعلي رأسها صحفيون من طراز العمالقة أمثال الأساتذة مصطفي أمين وموسي صبري وجلال الحمامصي وعبد المجيد نعمان وابراهيم سعدة وسعيد سنبل وجلال عيسي وجلال دويدار وأحمد زين ومصطفي شردي وجمال بدوي ومحمد العزب موسي ومحمد وجدي قنديل ووجيه أبو ذكري وأحمد الجندي ونبيل زكي وجميل جورج وغيرهم كثيرون .. لكن الشيء المثير للاندهاش أنني لم أشترك بأي شكل في الكتابة ل »أخبار الرياضة » تحديدا , التي أسسها الصديق العزيز جدا فتحي سند بمشاركة الطبيب علاء صادق , ثم ترأس تحريرها الأستاذ فتحي سند وخلفه الزميل العزيز جمال الزهيري قبل أن يتولي أمرها تحريريا الصديق أيمن بدرة . وربما كان الغياب لكل هذه المدة مبررا أو غير مبرر لكن لابد أنه كان هناك تقصير من أحد طرفي المعادلة وقد أكون الطرف الذي لم يبادر لأسباب عدة ليس من بينها ذ بالطبع - أن الأستاذ سعيد سنبل الصحفي النبيل شديد الأدب والمهنية أول رئيس تحرير لها كان زملكاويا وبعده أيضا الأستاذ فتحي سند الزملكاوي صاحب الفأل الحسن للأهلي . وربما لأنني رفضت دعوة الأستاذ سعيد سنبل لي العام 1990 للمشاركة في ادارة التحرير مع الصديق فتحي سند مبررا الرفض بأنني وقت ذاك كنت موجودا في فرنسا لمنحة أوروبية صحفية طويلة ,.. لكن في النهاية هكذا قدر الله وما شاء فعل . طالت المقدمة الي حد ما .. لكنها » من وجهة نظري » كانت ضرورية ليعرف الداعيان رزق وبدرة قيمة دعوتي بعد كل هذا العمر وقد قاربت علي الستين الا قليلا , لكي أكتب تحت عنوان »الأهلي حياة » . وهو العنوان الذي وثب الي ذهني من دون تفكير مطلقا وذلك لأنني مؤمن بقوة بما يحويه العنوان من معني . وليس معني أن الأهلي حياة أن الأندية الأخري ليست كذلك .. لكنني أري أن الحياة كي تكتمل لابد أن يكون أحد طرفيها الأهلي . فالله سبحانه وتعالي خلق الكون من وجود سبقه عدم وقال في كتابه العزيز : »ومن كل شيء خلقنا زوجين اثنين » .والزوجان ليسا هما الذكر والأنثي فحسب لكنهما كل شيء ونقيضه سواء ماديا أو معنويا . فنبضة الكهرباء تتكون من السالب والموجب ونقطة الهواء من ذرتين ونقطة الماء .. وحبة السمسم في داخلها بذرة تتكون من فلقتين إحداهما الذكر والأخري هي الأنثي .. ولو تدبرنا »القرآن الكريم » لاكتشفنا أن عدد مرات تكرار كلمة »الحياة» يساوي عدد مرات تكرار لفظة »الموت » وعدد مرات تكرار لفظ »الجنة » هو ذاته عدد مرات تكرار لفظ »النار» و »جهنم » .. وعليه بتضادها تتكامل الأشياء ولولا النجاح ما تألمنا من الفشل ولولا الشر ما قدرنا معني الخير ولولا الراحة ما تحملنا التعب .. وعليه فعندما أعتبر الأهلي حياة فأنا في الوقت ذاته أؤكد أنه لولا وجود المنافسين ما شعرنا بقيمة معاني الحق والخير والضمير التي يعبر عنها هذا الاسم الغالي » الأهلي » .. والي لقاء .