أفردت كبريات الصحف الإسرائيلية (هاآرتس ويديعوت آحرونوت ومعاريف) حيزاً كبيراً لنتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي أفضت بالأمس إلى فوز المرشح حسن روحاني على غريمه الرئيس السابق "محمود أحمدي نجاد". وعبرت الصحف عن حالة من السعادة والارتياح، والشماتة من ناحية بعد الإطاحة بمحمود أحمدي نجاد المتطرف، وفي الوقت ذاته القلق والتشكك في المرشح الفائز الجديد وسياساته حيال إسرائيل والبرنامج النووي الإيراني. وفيما يلي أهم ما ورد بالصحف الكبرى الثلاث: هاآرتس: قال المحلل الإسرائيلي "عاموس هرئيل" في مقاله بالصحيفة المنشور اليوم بصحيفة "هاآرتس" إن إسرائيل تودع اليوم وللأسف محمود أحمدي نجاد، هذا الذخيرة المفاجئة بالنسبة للإعلام الإسرائيلي، والذي خدم الإعلام الإسرائيلي بشكل جيد خلال فترة ولايته التي دامت 8 سنوات، ليخلفه المرشح المنتخب حسن روحاني، والذي ينطوي فوزه على بشرى للشعب الإيراني. وأكد "هرئيل" توجس إسرائيل خيفة من سياسات المرشح الرئاسي الفائز بقوله: "سنبقى وننتظر لنرى ما إذا كان فوز روحاني يحمل بشرى لإسرائيل أيضًا أم لا". وتحت عنوان "التوق إلى أحمدي نجاد" قال الصحفي باراك رافيد: "إن ردود الفعل الخائفة من جانب المسئولين الإسرائيليين الكبار على الدراما السياسية التي وقعت في إيران تمثل السياسة العامة التي تنتهجها حكومة الليكود: رفض أي تعديل، إبراز التهديدات وإخفاء الفرص وتكريس الوضع القائم". أما صحيفة "معاريف" فجاء بها مقال تحت عنوان "تصويت احتجاجي في إيران: انتصار ساحق للمرشح المعتدل روحاني"، أشارت صحيفة "معاريف" إلى أن رجل الدين روحاني، الذي كان قد وافق على تعليق تخصيب اليورانيوم مقابل عدم فرض عقوبات دولية انتخب رئيسًا لإيران في الجولة الأولى من الانتخابات. ونقلت عن مسئولين في إسرائيل قولهم إن: "نتائج الانتخابات أثبتت نجاعة العقوبات وضرورة تصعيدها". وتحت عنوان "أمل حذر" قال الصحفي "نداف آيال" في مقاله بالصحيفة إن روحاني بصفته رئيسًا لإيران قد يكون مشلولاً تمامًا من قبل الزعيم الروحي خامنئي ولكن انتصاره يعدّ شهادة دامغة على رغبة الإيرانيين في العودة إلى الحوار مع العالم والخروج من العزلة". وأكد أن ذلك ربما يسمح في هذا الصباح فقط بإبداء الأمل والتفاؤول الحذر. من جانبها أفردت صحيفة يديعوت آحرونوت العبرية الصفحة الأولى كاملة لنتائج الانتخابات الإيرانية، وكذلك 11 صفحة أخرى كلها تناولت نتائج الانتخابات في إيران تحت مانشيت "رئيسي إيران- ضربة للمتطرفين"، و"المرشح الأكثر اعتدالا فاز في الانتخابات ويقول "أؤيد التحاور". وقالت الصحفية "سمدار بيري" في مقال تحت عنوان "نقطة الانطلاق": لقد خلف أحمدي نجاد من ورائه أرضًا محروقة من سوء الإدارة وشبهات فساد وتصريحات متطرفة، ومن هذا الحضيض لا يمكن لخلفه روحاني إلا أن يصعد". ونشرت الصحيفة في صفحتها الرابعة تفاصيل السيرة الذاتية للرئيس الإيراني الجديد وقالت :"ابنه أقدم على الانتحار بعد تعاطي المخدرات، ثم حصل على شهادة الدكتوراه في اسكتلندا ويتقن 6 لغات. حسن روحاني هو رجل التناقضات: رجل دين من جهة وذو ثقافة علمانية من جهة أخرى، يصف نفسه ب"المحافظ" من جهة لكنه يتمتع بتأييد الإصلاحيين من جهة أخرى، يرغب في استئناف العلاقات مع الولاياتالمتحدة ولكنه يسمى إسرائيل ب "الشيطان الصهيوني الكبير". وأوجزت "يديعوت آحرونوت" رؤية إسرائيل الرسمية لفوز روحاني في تقرير تحت عنوان "نتنياهو: لا مجال للأوهام، ففي كل الأحوال خمنائي هو صاحب الكلمة"، أكد الكاتب "عومري أفرايم" أن رئيس وزراء إسرائيل غير متفائل من فوز روحاني، زعيم المعسكر المعتدل في إيران ويؤكد أنه "يجب أن نتذكر في كافة الأحوال أن خمنائي هو الذي يحدد السياسات النووية". وتساءل الكاتب "هل انتخاب حسن روحاني يشير إلى تغيير أم أنه سيكون مجرد استمرار لسياسات إيران المعروفة؟". وأضاف أن رئيس وزراء إسرائيل "بنيامين نتنياهو" حذر في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية قائلاً: "لا يجب إيهام أنفسنا. ومحظور على الأسرة الدولية أن تقع في الإغراء وتستسلم للأمنيات، حيث يجب أن نتذكر في كل الأحوال أن حاكم إيران، على خمينائي، هو الذي يحدد السياسات النووية". وأضاف نتنياهو :"يجب أن نتذكر أن حاكم إيران رفض من البداية مرشحين لا يناسبون وجهة نظره المتطرفة. وروحاني يصف دولة إسرائيل بالشيطان الأكبر"، مؤكداً أن إيران لازالت التهديد الأكبر على سلامة العالم. وأشارت الصحيفة إلى أن الوزراء أيضاً تطرقوا لانتصار الإصلاحيين في إيران، حيث حذر وزير السياحة الإسرائيلي "عوزي لانداو" قائلاً: "لقد جلبوا الآن شخصاً يبدو معتدلاً، ولربما يصعب هذا على العالم إدراك الطابع الحقيقي لإيران"'، واقترح أن تبذل إسرائيل كل جهد ممكن لكي لا تستمر إيران تحت هذا الغطاء من الاعتدال في الركض نحو القنبلة النووية. فيما أعرب وزير البيئة "عامير بيرتس" عن تفاؤول حذر إزاء الأجواء التي تثبت بأن الشعب الإيراني متفائل ويريد الحوار.