يحتجز جلالته أكثر من 1500 مصرى دون تحقيق، ثم احتجز محامى المحتجزين، واختفى الجيزاوى لمدة أسبوع كامل حتى تظاهرنا أمام السفارة السعودية، نعلن عداءنا للنظام السعودى، بينما يصر الإعلام السعودى على أننا نعادى الشعب، حتى شتتونا عن قضية السجناء الأساسية، وطفقنا نشرح فى بديهيات أننا لا نعادى شعبا، وأن الأنبياء كلهم رعاة غنم، وأننا ما كنا لنسىء إلى نبينا، وليس على الأرض شعب يحب النبى محمدا -صلى الله عليه وسلم- كما يحبه المصريون... يوه.. إحنا فى إيه ولّا فى إيه؟ عيالنا محبوسين. ثم النبى مش سعودى. اتصلت بمحامى الجيزاوى فى مصر، الأستاذ أحمد مفرح، الذى أخبرنى بأنه تقدم بطلب لمطار القاهرة ليحصل على مذكرة ببيان عدد الحقائب التى سافر بها الجيزاوى، ووزنها، وما إذا كانت تحتوى على ممنوعات، إلا أن المطار، الذى كان قد أصدر بيانا بأن الجيزاوى قد خرج من مصر بحقيبتين، وأنهما لم تحتويا على أى ممنوعات، رفض أن يعطى مفرح البيان المذكور، فذهب المحامى لتحرير محضر فى قسم النزهة الذى رفض استقبال المحضر بدعوى أن القسم جهة خصومة، ونصحه بالتوجه إلى النيابة. وبما أن القانون السعودى لا يسمح لأى محام غير سعودى بالترافع عن المتهم مهما كانت جنسيته، فقد طلب مفرح من المحامى السعودى باسم عالِم الترافع عن الجيزاوى. أخبرنى مفرح وشاهندة زوجة الجيزاوى أن عالِم لم يتمكن من حضور التحقيق مع الجيزاوى، وأنه قابله بحضور عناصر من الأمن السعودى. قال عالِم على حسابه على «تويتر» وعلى قناة «إم بى سى» إنه قابل الجيزاوى، وقال له كلمة سر أوصاه بها مفرح، وإن الجيزاوى «تحدث إلىّ بأريحية» واعترف أمامه بحيازة أربع حقائب، تحتوى اثنتان منها على عبوات زاناكس، وأنه لم يكن يعلم بتجريم جلب الزاناكس إلى المملكة، ولم يكن يعلم ما فى الحقيبتين، وحين اكتشف بهما الزاناكس عاد إلى الجمارك لإخطارهم. وختم السيد عالِم حديثه بقوله: ساءنى ما بدر منه واعتذرت عن القضية! يقول السفير السعودى بمصر، اللى لمّ هدومه ومشى، إن المطار اكتشف وجود الزاناكس فى الحقائب عبر الكاميرات قبل أن يتسلمها الجيزاوى، ويقول بيان الداخلية السعودية إن أحمد هرّب عبوات الزاناكس فى علب حليب بودرة، وعرضت صور أحمد وأمامه علب الحليب السائل جهينة، كما أن اعترافاته التى قالها لباسم عالِم تقول إنه عاد إلى الجمارك لإخبارهم بما تحتويه الحقائب! وأكد عالم أن الجيزاوى تحدث ب«أريحية» وقال إنه لم تُمارس عليه أى ضغوط ولم يتعرض للتعذيب، وذلك بعد كلمة السر «خالتى بتسلم عليكى»، طب «أريحية» يعنى كرم، كرم فى السجن إزاى يعنى؟ بعت جاب كيلو كباب؟ ثم ما الذى يجعل الجيزاوى يعترف دون ضغوط؟ أنا لا أنفى التهمة عن الجيزاوى.. أبسلوتلى.. بس أى أخ مهرب يحضرنا والنبى: إنت حضرتك مهرب.. اتعكشت فى المطار.. الشنط دى بتاعتك ياض؟ الإجابة الطبيعية: ولا عمرى شفتها يا باشا. صح؟ خصوصا أن الجيزاوى محام مصرى، وحيث إنى رد سجون ومحاكم وتحقيقات، فأنا أحفظ عن ظهر قلب وصايا كل المحامين: ما تقوليش غير ماعرفش، ماحصلش، ماكنتش موجودة. طبعا ماباسمعش الكلام وباخش أَخُرّ بكل حاجة، بس مش موضوعنا. حتى وإن كان الجيزاوى مهرِّبا، فلن يعترف بملكية هذه الحقائب اللهم إلا إذا كان فى أمريكا حيث الاعتراف بالجريمة يخفف الحكم، بينما يُعتبَر فى مصر سيد الأدلة، أما فى السعودية فإن الاعتراف يدفع بالمحامى إلى أن يتوتر على الموكل ويقرر ما يترافعش عنه... أصل «ساءنى ما بدر منه»! نهار أسود.. بدر منه إيه؟ قلع ملط ولّا إيه؟ هناك مبرر آخر لاعتراف الجيزاوى بالتهريب دون أى ضغوط أو تعذيب، مثلا إيمانه الشديد بأن اللى بيكدب بيروح النار، أو زهق من الثورة وعايز يخلص من حياته. هذا وقد وتفرع الناس ما بين اعتذارات عن امرأة مجهولة سبّت السعودية فى أحد الفيديوهات، وما بين تشكك أصاب البعض لما قاله عالِم! «أصله راجل محترم».. عرفتو منين؟ «هبة رؤوف بتتابعه على «تويتر» و«نجاد البرعى بيقول عليه راجل كويس». طيب، راجل كويس، لكننى سألته إن كان تمكن من الانفراد بالجيزاوى فلم يجبنى، وحين سألته لماذا اعتذر عن القضية، رد بأن السبب هو اعتراف الجيزاوى، و«أنا مش متعوّد أترافع عن معترفين... صح.. المحامى عادة بيترافع عن الأبرياء اللى قاعدين فى البيت. قام الجيزاوى بتوكيل المحامى سليمان الحنينى، حيث إن السفير السعودى المقموص أكد أنه سيحاكَم محاكمة عادلة... زى ما كلنا شايفين كده.