دعا رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، اليوم، الحكومة إلى الاستقالة وتشكيل حكومة مصغرة بديلة تكون مهمتها إجراء انتخابات تشريعية مبكرة. وأعلن النجيفي في بيان، عن مبادرة وجهها إلى كافة رؤساء الأحزاب السياسية تهدف إلى "تكريس المصالحة الوطنية، والتداول السلمي للسلطة من أجل تجنيب البلاد شبح الحرب الأهلية والفتن الطائفية". وتتضمن مبادرة النجيفي ثلاث نقاط؛ أولها "تقديم الحكومة الحالية استقالتها وتكليف حكومة مصغرة ومؤقتة من أعضاء مستقلين يحظر عليهم المشاركة في الانتخابات القادمة". وتنص المبادرة أيضا على "تكليف المفوضية العليا المستقلة للانتخابات التهيئة والتحضير لإجراء انتخابات مبكرة لمجلس النواب"، ثم "حل مجلس النواب تمهيدا لإجراء الانتخابات العامة وفسح المجال أمام الشعب لاختيار ممثليه". وتأتي هذه المبادرة في وقت تشهد البلاد أزمة دامية منذ اقتحام اعتصام سني مناهض لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي، الذي يحكم البلاد منذ 2006، قُتل فيه 50 شخصا وشكل شرارة أعمال عنف ضد قوات الأمن. وكان المالكي المدعوم من طهران وواشنطن، دعا في يونيو العام الماضي إلى انتخابات مبكرة في وقت كانت تحاول كتلا سياسية معارضة سحب الثقة من حكومته، وهي حكومة "شراكة وطنية" تضم خليطا من الأطراف السياسية المتصارعة. وقال المالكي آنذاك إنه "حين يرفض الطرف الآخر الجلوس إلى مائدة المفاوضات ويصر على سياسة إثارة الأزمات المتلاحقة، فإن السيد رئيس الوزراء نوري المالكي، وجد نفسه مضطرا للدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة". ورفضت حينها قائمة "العراقية" التي تضم شخصيات سنية نافذة بينها النجيفي دعوة المالكي. وتعليقا على مبادرة رئيس البرلمان، قال النائب خالد الأسدي المنتمي إلى ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي "نحن مع حل البرلمان لكن تبقى الحكومة الحالية حكومة تصريف أعمال تهيئ لانتخابات جديدة مبكرة".