حقق ريال مدريد فوزاً رائعاً على حساب برشلونة الليلة في عقر داره بهدفين مقابل هدف، حسم به لقب الليجا "إكلينيكيا" لصالحه. الآن إلى إيجابيات وسلبيات لقاء ملعب كامب نو ... إيجابيات قدرة ريال مدريد على تشكيل خطورة كبيرة على مرمى فيكتور فالديس على الرغم من الأفضلية الكتلانية على مستوى الحيازة. الميرينجي تمكن من تسجيل هدفين اليوم بواقعية شديدة. الضغط العالي من جانب عناصر اللوس بلانكوس طوال المباراة مع الاعتماد على دفاع متقدم صعب المأمورية كثيراً على لاعبي البرسا في الوصول إلى منطقة جزاء الريال. تقديم ثنائي قلب الدفاع المدريدي كليبر بيبي وسيرجيو راموس لمباراة كبيرة للغاية ولم نشاهد اليوم أخطاءً ساذجة كما اعتدنا أن نرى في مواجهات الكلاسيكو من جانب محور الدفاع الأبيض. قيام لاعبي وسط الميدان الهجومي في ريال مدريد بدورهم الدفاعي على أكمل وجه، حتى بات للريال جدارين دفاعيين أحدهما في وسط الملعب، وبالتالي لم ينجح ميسي ورفاقه في خلق مشاكل كثيرة لدفاعات الفريق العاصمي. كريستيانو رونالدو قدم أداءً ممتازاً للغاية اليوم ورجح كفة فريقه بتحركاته المستمرة وانطلاقاته الاستثنائية. الدون تفوق اليوم على ليونيل ميسي وأرهب الدفاعات الكتلانية طوال الدقائق التسعين وكلل مجهوداته بهدف ممتاز بتمريرة ممتازة من عازف الليل. مسعود أوزيل قدم مباراة ممتازة على مستوى صناعة اللعب فضلاً عن أنه كان صاحب تمريرة هدف انتصار فريقه بكلاسيكو الأرض التي خرجت من قدمه في وقت ممتاز جداً قبل أن يقع رونالدو في مصيدة التسلل. استهلاك عناصر ريال مدريد للوقت بشكل رائع للغاية في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة. مورينيو احتفظ بتبديلين للدقائق الأخيرة حتى لا يقع ريال مدريد ضحية الضغط الكتلاني في الدقائق الأخيرة ويضيع منه فوز غالٍ جداً على حساب الغريم التقليدي. كارليس بويول مدافع برشلونة قدم مباراة كبيرة للغاية بمعاونة ماسكيرانو وأدريانو على الرغم من تسببه في الهدف الأول الذي حمل توقيع سامي خضيرة متوسط ميدان الميرينجي. قدرة برشلونة الهائلة على الاحتفاظ بالكرة لفترات طويلة وحرمان عناصر الريال منها. نزول أليكسيس سانشيز كان تبديلاً إيجابياً من جانب بيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة. ليس فقط لأن التشيلياني أحرز هدف التعادل ولكن لأن بنزول لاعب أودينيزي السابق، عاد ميسي إلى الخلف وشكلت انطلاقاته رعباً كبيراً للدفاعات المدريدية، ومن خلال الارتباك، سجل برشلونة هدفه الوحيد في هذه المقابلة. لم يتوقع أحد أن يبدأ تياجو ألكانتارا مباراة اليوم، ولكن متوسط ميدان برشلونة ظهر بمستوى طيب للغاية في حدود إمكانياته !. سلبيات لماذا خسر برشلونة لقاءه الثاني على التوالي؟ بالتأكيد الإجابة هي ببساطة، فلسفة زائدة من بيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة. الفيلسوف دفع بتشكيلة أساسية خالية من قلب الدفاع جيرارد بيكيه وهذا خطأ كبير جداً، فالبرسا كان بلا شك في حاجة ماسة لخدمات الدولي الإسباني إلى جانب ماسكيرانو لغلق المنافذ على مستوى عمق الدفاع أمام مهاجمي الريال. الخطأ الثاني تمثل في الدفع بكريستيان تيو اللاعب الشاب على حساب الثنائي سيسك فابريجاس وأليكسيس سانشيز في مباراة يتحتم على برشلونة أن يحقق الانتصار فيها كي يستمر في المنافسة على لقب الليجا. إشراك تياجو يمكن تفسيره بقدراته الدفاعية على حساب سيسك فابريجاس ولكن جلوس بيكيه وسانشيز على دكة البدلاء كان مقامرة غير محسوبة أبداً من جانب الفني الإسباني. صحيح أننا أشدنا بإقحام جوارديولا بأليكسيس سانشيز في الشوط الثاني ولكن على حساب تشافي؟ مايسترو الفريق الكتلاني، اللاعب الذي يتمتع بتجانس وتناغم كبيرين مع ميسي وإنييستا. خروج تشافي في رأيي كان قراراً كارثياً من جانب بيب، وكان من المفترض أن يدخل سانشيز على حساب تياجو أو تيو. تواجد تيو في حد ذاته لم يكن كارثة بقدر عدم استغلال البرسا لنقطة ضعف الريال على الجهة اليمنى أينما يتواجد أربيلوا. لو لعب إنييستا في الرواق الأيسر على أربيلوا لشكل خطورة كبيرة بفضل خبرات الرسام ومهاراته الكبيرة جداً في مقابل سرعة تيو التي تعامل معها مدافع ليفربول السابق "أربيلوا" بذكاء شديد. الخسارة الثانية على التوالي ستجعل برشلونة عرضة للخروج من دوري الأبطال على يد تشيلسي، حيث سيدخل الفريق الكتلاني مقابلة الثلاثاء المقبل بمعنويات منخفضة، بالإضافة إلى احتمالية حدوث خلافات بين جوارديولا ولاعبيه بعد أن شاهدنا قائد البرسا الثاني تشافي هيرنانديز يتذمر من خروجه من الملعب لحساب سانشيز. يتحمل فالديس جزءً كبيراً من مسئولية دخول هدفي الريال بخروجه الخاطئ في اللقطتين، يتقاسم معه بويول المسئولية في لقطة هدف خضيرة، وماسكيرانو في لقطة هدف رونالدو.