"في بلد تتعرى فيه المرأة كي تأكل لا يوجد مستقبل"، تلك الكلمات التي كتبها الشاعر صلاح عبد الصبور منذ عقود، باحثًا بها عن مستقبل وطن دون أن تلجأ فيه المرأة "اضطرارًا" لتعرية جسدها من أجل الطعام، لكنه لم يكن يعلم أن أجيالًا ستأتي بعده وتتمرد على مقولته، وتذهب "بمحض إرادتها" لتطلب المستقبل بجسدها "العاري"، بل وتتخذ منه لافتة لرفع مطالبها "الحرية، المساواة، العدل". في مسار الأحداث السياسية منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، وتونس دائمًا تتقدم على مصر بحدث، إلا أن الخطوة التي أقدمت عليها التونسية "أمينة تيلر" البالغة من العمر 19 عامًا، منذ أيام، كانت على غرار ما قامت به نظيرتها المصرية علياء المهدي، في ديسمبر الماضي، من الانضمام لحركة "فيمن" للنساء المتعريات، والتي أعلنت إنشاء فرع لها بتونس مؤخرًا؛ حيث تعبر الناشطات بها من خلال أجسادهن عن صرخة نسائية "مبتكرة" ضد العنف، والعنصرية، والتمييز الجنسي.