أكد الدكتور عبد الله الاشعل أن قرار انسحابه من ماراثون انتخابات، الرئاسه جاء في هذه اللحظة التاريخية التي تمر بها مصر ويرى أنه من المهم أن يعلن للرأي العام وللتاريخ الأسباب التي دفعه إلى التخلي عن الترشُّح لمنصب رئيس الجمهورية في المرحلة الحالية وتحميل الأمانة كاملة لحزب الحرية والعدالة ودعم المهندس خيرت الشاطر مُرشح الحزب. وقال الأشعل في بيان حصلت"بوابة الأهرام" علي نسخة منه، أن مصر ومصالحها العُليا دائمًا نُصب عيني، فهي الهدف وهي الغاية، مصر التي أعرفها ونعرفها جميعًا، مصر الرائدة المُنتصبة، مصر الحُرة الكريمة، مصر قاطرة الشرق ودُرة إفريقيا وقلب الامة العربية . وأكد أن الحركة الوطنية تعرضت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير إلى الكثير من الضربات والتربُص من بقايا نظام مبارك وفلوله، واستُهدفت النُشطاء والرموز الوطنية ومن شباب الثورة بالكثير من الإعتداءات بخطط مُحكمة في محاولة مُستميتة للقضاء على الثورة، وعزل الثوار عن مجتمعهم بنشر الفوضى والانفلات الأمني وخنق الأرزاق وغلاء الأسعار والترويج بأن الثورة هي السبب الرئيس في كل تلك الأزمات والمشاكل النفتعلة وذلك سعيًا لعودة النظام الفاسد مرَّة أخرى . وأشار إلي أن حملته الإنتخابية تعرضت بواقع على الأرض يُفزع كل وطني حريص على مُستقبل هذا الوطن، أفزعتني التقارير التي أكدت لجوء بعض المُرشحين لشراء ترشيحات الفقراء والمعوزين بالمال الحرام لم يكن الامر خافيًا على أحد فسماسرة العهد البائد يحتالون على المواطنين البُسطاء جهارًا يُتاجرون بفقرهم بعد الثورة ليُعيدوا بناء نظام ساقط بلا رقيب أو حسيب. وأوضح الأشعل أنه كان من الممكن واليسير أن أتخلى بهدوء لأتفرغ لرسالة العلم والتنوير والمساهمة في التوعية والتثقيف ولكنني مازلت على العهد ، استكمالا لرسالتي، وأن مواقفي من كل ما مرت به البلاد بعد الثورة من مراحل مُسجل ومُعلن ومعروف بداية من الإعلان الدستوري وحتى تشكيل لجنة صياغة الدستور المُختلف عليها . واستطرد قائلاً أن مواقفه واضحة وثابتة، وهي عبارة عن بحث عن مصلحة الوطن، لترتكز عليها كقاعدة ثابتة لتتمكن مصر من الخروج من المرحلة الإنتقالية إلى مرحلة الإستقرار، وكنت دائمًا الناصح الأمين للأخوة في جماعة الإخوان المسلمين، وكانت مصر ومصالح الأمة دائمًا نُصب عيني، لم اتخل يومًا عن مبدأ أومن به وكم خُضت من المعارك دفاعًا عن قناعاتي أمام نظام غاشم جهول، كما دافعت عن كل القضايا الوطنية العادلة في مواجهة النظام الذي مارس ضد خصومه أبشع صور الإضطهاد والتنكيل . وأضاف أنه سبق وقدم النصيحة لجماعة الاخوان المسلمين، بعدم ترشيح أحد من كوادرها لمنصب الرئاسة كما وعدوا، إشفاقًا على الجماعة نفسها، وبعدم الإعلان عن دعم مُرشَّح بعينه تغليبًا للمصلحة الوطنية، وحفاظًا على وحدة الصف، ولإفساح المجال أمام مشاركة حقيقية لبقية القوى الوطنية، إلاّ ان الوضع الآن على الساحة قد تغير، وهو واضح ومعلوم لكل ذي بصيرة، فهناك على الأرض حركة وطنية تُعاني من إنشقاقات وتشرذم، يسودها الأنوية والذاتية وغياب النظر للمصلحة العُليا للوطن، وانعدام معايير المُفاضلة العقلانية بين الكفاءات والقُدرات، والسعي الأعمى إلى المنصب وكأنه مغنم، بالإضافة إلى تدفق أموال مشبوهة تُنفق في فوضى الإنتخابات، لشراء الأصوات، وهناك ممارسات إعلامية غير مُنضبطة، ومحاولة سطو على وعي الناخب بإلحاح مُغرض أو مأجور، وتكالب مُرشحي الفلول وتعددهم، في ظل سكوت وغض طرف مقصود وغير مُبرر. قال الأشعل إن كل تلك الأمور تُعد من وجهة نظري تغيُّرًا جوهريًا في المناخ السياسي على الأرض، وهو ما قد يُبرر تغيير في المواقف والقرارات السياسية، خاصة في وجود المادة 28 التي تشي بما لا يدع مجالا للشك بنوايا فرض الأمر الواقع على الشعب . وأوضخ أن قرار ترشيح المهندس خيرت الشاطر في هذه الظروف هو تدبير سياسي من حزب الحرية والعدالة يُمكننا تفهُمه في إطار المصلحة الوطنية، خاصة وأن الأهداف تتلاقى مع مبادئنا التى نؤمن بها وكافحنا دائمًا من أجلها . مؤكداً علي أن النظام يسعى لتفتيت قوي المجتمع الثورية والانفراد بكل منها على حدة لإعادة مصر إلى مرحلة ما قبل الثورة بمخطط مدروس تماما كما فعل الإنجليز مع ثورة عرابي مما دفع عرابي نفسه إلى الإعتذار في مذكراته عما أسماها " شطط الشباب ". وأضاف أن" برلمان مصر الثورة" هو الممُثل الشرعي لإرادة المصريين وعليه أن يستمع لنبض الشارع، وان محاولة الوقيعة بين الشعب وبين برلمانه جزء من المؤامرة على الثورة، فنحن نبحث في هذه الظروف الاستثنائية عن حصن أخير للثورة وجماعة الإستقلال لنصطف جميعًا خلفه حماية لثورة شعب مصر، واستعادة القرار الوطني المُرتهن وتحقيق أهداف تلك الثورة، ولذلك كله قد غيرت موقعي ولم أُغير موقفي ، مؤكدا علي أنه سيظل متواجدا في الساحة دفاعًا عن القضايا الوطنية من اجل الله والوطن. نقلا عن الاهرام