اخبار مصر فى سيارته يجلس مستريحاً، متنعماً بالمقعد الوثير، لا يلوى على شىء، عائداً من كفر الشيخ إلى مسقط رأسه بالمحلة الكبرى بعد موجة من الاعتراضات عليه بدأت منذ يومه الأول؛ حيث عين ليعمل لدى شعب كفر الشيخ، موظفاً برتبة محافظ، لكن الكادر «الإخوانى» لم يتوقع أن يواجَه بهذا الرفض من أهالى محافظته، فكان ظهوره الشعبى الأول فى حراسة أفراد الشرطة العسكرية، وبحضور زمرة من الكلاب البوليسية. أمس الأول أصدر قراراً بتعيين 6 من أعضاء «الحرية والعدالة» نواباً لرؤساء مدن كفر الشيخ، خطوة فى طريق أخونة المحليات، ينفذها المحافظون بامتياز. بوغت فجأة بقطاع طرق، هاجموا سيارته، وسرقوا السلاح من سائقه، دقائق من الرعب خيمت عليه، تذكر حين أطلقت الكلاب على المتظاهرين فى وجوده، ينهشون فيهم، سأل: «أين الكلاب اليوم لينقذوا سيارتى النيسان من السرقة؟». لكن الكلاب لم تكن حاضرة فى الطريق الدائرى، واضطر سعد الحسينى، القطب الإخوانى البارز، أن يطلب العون للعودة إلى منزله. قرار بالأخونة فى الصباح، وفشل فى العودة للمنزل فى المساء، لكن المعتقل السابق لا يرى أن مصر تتعرض لمحاولات للأخونة؛ حيث قال فى تصريحات سابقة: إن مصر لم ولن تتأخون؛ لأن الإخوان لم يحصلوا إلا على منصب رئيس الدولة فقط. وجود سعد الحسينى فى منصبه بكفر الشيخ يثير الجدل، بدءاً من تفقده لأحوال المحافظة مرتدياً «الجلابية» و«شبشب» فى قدميه، ضارباً بكل قواعد الدبلوماسية والبروتوكول عرض الحائط، مروراً بحظر دخول صحف «الوفد والوطن والدستور» ديوان عام المحافظة؛ نظراً لكونها تعارض المحافظ وتسلط هجوماً ضارياً على الإخوان المسلمين، بحسب وصفه. المهندس المدنى، عضو مكتب الإرشاد السابق نائب البرلمان السابق عن المحلة، يرى أن لحم الإخوان المسلمين مقدس، لا يجوز الاقتراب منه، ومن يقترب أو يعارض تكون الكلاب البوليسية حاضرة للرد، كما فعل أمن كفر الشيخ ضد صيادى البلدة فى وجود المحافظ؛ إذ اعترضوا على سياسات «الحسينى» فى وقت سابق، فما كان من الكلاب إلا أن قامت بدورها فى إخراس ألسنتهم. منذ أيام، تعرض المحافظ سعد الحسينى ووزير التموين باسم عودة للحصار داخل ديوان المحافظة، لم يتمكنا من الخروج، يتعرض «الحسينى» للغضب باستمرار، لا يرضى عنه أهل المحافظة، يضعونه فى مواقف محرجة، لا يجيد معها إلا التدخل الأمنى؛ إذ أصدر وقتذاك قراراً بمحاصرة قوات الأمن المركزى لعمال المحاجر المعترضين عليه، لكى يتمكن من الخروج من باب المحافظة فى أمان، دون أن تطوله أيدى الغاضبين. السيد المحافظ، حين تعرض للسطو على سيارته أمس الأول، لم يكمل طريقه إلى كفر الشيخ مكان حكمه، بل عاد إلى بيته بالمحلة الكبرى، لا يأمن وجوده فى مقر محافظته، ديوان المحافظة دائماً ما يكون تحت تهديد الأهالى.