رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الاشتباكات الدامية التي اندلعت في مدينة بورسعيد تمثل أكبر تحديا للزعماء الاسلاميين الذين وصولوا لسدة الحكم عقب ثورة يناير 2011 وتعهدو بعهد جديد من احترام القانون. وقال أن إطلاق النار على المتظاهرين والمحتجين يخالف تلك الوعود، ويمكن أن ينقل شراراة العنف والفوضى إلى القاهرة وأنحاء مصر. وأوضحت الصحيفة إن الحكومة المصرية الجديدة فقدت السيطرة على بور سعيد أمس السبت؛ مع اجتياح الفوضى المجينة ومحاولة مشجعي كرة القدم مهاجمة السجن الرئيسي لتهريب المتهمين، وقطع كل الطرق المؤدية للمدينة، موجة العنف هذه اندلعت عقب الحكم على 21 من المتهمين في مذبحة بورسعيد الاتي راح ضخيتها 74 من مشجي النادي الاهلي، لتكون تلك الاعمال أكبر تحد حتى الان لجهود النظام الجديد لإعادة الاستقرار بعد سنتين من الاضطراب التي أعقبت الإطاحة بالرئيس حسني مبارك. وأضافت إنه بحلول مساء السبت كان القتل في الشوارع خلف ما لا يقل عن 30 قتيل معظمهم من إطلاق النار، وأصيب أكثر من 300، وقال السكان انهم يخشون مغادرة منازلهم، كما هاجم المحتجين مراكز الشرطة ومحطة توليد الكهرباء والسجن، واضرم النار في اقسام الشرطة، وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى المدينة وكذلك محطة السكك الحديدية. وتابعت إن :"الرئيس محمد مرسي ألغى رحلة خارجية للتعامل مع الأزمة في الداخل، واجتمع بمجلس الدفاع الوطني، واعترف متحدث باسم وزارة الداخلية أن قوات الأمن التابعة لها غير قادرة على السيطرة على العنف وحثت القادة السياسيين على محاولة تهدئة مثيري الشغب". وتصاعدت المعارك بسبب اقترابها مع الذكرى الثانية لثورة يناير خاصة أنها كانت ممزوجة بالعداء تجاه قادة البلاد والإحباط من عدم تحقيق امالهم وطموحاتهم، وكانت تلك المعارك أكثر عزلة حيث اقتصرت حول رموز قليلة لسلطة الحكومة،وشكلت الفوضى التي اجتاحت بورسعيد أكبر تحديا للزعماء الاسلاميين الذين تعهد بعهد جديد من احترام القانون، مشيرة إلى أن الحكومة الجديدة تسعى للسيطرة على المدينة دون انتقال شرارة العنف فيها للقاهرة أو مختلف أنحاء مصر. واعترف الجنرال اسماعيل أسامة، المتحدث باسم وزارة الداخلية، أن العنف قد أصبح خارج عن السيطرة، والحل ليس الحل الأمني.. وإننا نحث القادة السياسيين على التدخل لتهدئة الوضع."